البدّاوي ـــ عبد الكافي الصمد
توفي الفلسطيني فوزي عبد المجيد السعدي في سجن رومية يوم السبت الفائت، وسلّط تشييعه بعد ظهر أول من أمس في مخيم البداوي، الأضواء على جانب من التوقيفات التي طالت عدداً من الفلسطينيين بتهمة انتمائهم إلى تنظيم «فتح الإسلام». وكان اسم السعدي قد ورد من بين أسماء الأشخاص الذين ادّعى عليهم القاضي سعيد ميرزا يوم الاثنين الفائت، أي بعد وفاته بيومين.
السعدي عضو في «جبهة النضال الشعبي الفلسطيني»، وكان عضواً في مكتبها السياسي في السبعينيات، وكان حسب ما يقول عارفوه قد تعرض خلال حرب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في الشمال في الثمانينيات، لإصابة خطيرة في رأسه أثرت على قدراته الذهنية والجسدية، وكاد على إثرها أن يفارق الحياة.
وأوضح عارفو السعدي لـ«الأخبار» أنه «عانى إهمالاً كبيراً من الناحية الصحية بعد توقيفه، وأن من زاره في السجن من أقاربه وجدوه بحالة مزرية، حتى إن القيح كان يتدفق من جرحه من دون أن يلقى العلاج المطلوب، وكان بحالة هزال شديد، وأن هذا الإهمال كان سبباً إضافياً لوفاته، بعدما كان قد تعرض لإصابة في بطنه أثناء الأحداث الأخيرة في مخيم نهر البارد، وأن رد أسباب وفاته لنوبة قلبية تعرض لها أمر لا يمكن فهمه، وخصوصاً أنه كان من هواة رياضة المشي، وكان يقطع كل يوم مسافة لا تقل عن عشرين كيلومتراً!».
وقد أظهر تقرير طبي وضع بعد وفاته، أنه «بتاريخ 18/8/2007 كُلّف الأطباء الشرعيون الدكتور أحمد المقداد، والدكتور وحيد صليبا، والدكتور منيب عويدات، بالكشف على جثة فوزي عبد المجيد السعدي، فلسطيني الجنسية من مواليد 1945، في حضور رئيس مركز الطبابة في سجن رومية الدكتور الرائد إبراهيم حنا، لوضع تقرير طبي شرعي وتحديد سبب الوفاة».
وأوضح التقرير أنه «بعد الكشف على الجثة والاطلاع على ملفه الطبي تبين أنه تم إحضار المدعو الى سجن رومية بتاريخ 10/7/2007، حيث أُجريت له قبل دخوله السجن عملية جراحية في منتصف البطن، مع وضع مخرج اصطناعي على الجهة اليسرى من البطن في أحد المستشفيات، حيث نقل بعد دخوله السجن مباشرة الى مستشفى ضهر الباشق بتاريخ 11/7/2007، وأُرجع الى السجن بتاريخ 14/7/2007 لإصابته بطلق ناري سابق، كما أنه نقل مجدداً الى مستشفيات ضهر الباشق وبيروت والحياة للمعالجة».
وأضاف التقرير أنه «بتاريخ 1/8/2007 دخل مستشفى ضهر الباشق الحكومي حتى تاريخ 6/8/2007 لإصابته بضعف وفقدان وزن».
وأشار التقرير إلى أنه «بعد الكشف عليه لم تتبين أي آثار لكدمات أو ضربات أو عنف على كل أنحاء الجثة، سوى أن هناك ندبة جرح ناتجة عن عملية جراحية في منتصف البطن، كما أن هناك آثار جرح في أسفل البطن من الجهة اليمنى، وأنه تم أخذ عينة دم لإرسالها الى المختبرات لفحص السموم والمخدرات، ولم يتسنَّ أخذ عينة بول لعدم وجود بول في المبولة».
ورجح التقرير سبب الوفاة بأن تكون «ناتجة عن نوبة قلبية حادة، أدت الى توقف مفاجىء لعمل القلب، وأنه لحسم وتحديد سبب الوفاة بشكل مطلق يمكن إجراء تشريح الجثة إذا رأت النيابة العامة ضرورة لذلك».