نيويورك ــ نزار عبود
لا يزال مشروع قرار التجديد لقوات الطوارئ المعززة في الجنوب رهن المناقشات وتحفظات عدد من الدول على صيغته، وخصوصاً لجهة محاباة إسرائيل على حساب لبنان، الأمر الذي يرجّح إدخال تعديلات عليه قبل طرحه على التصويت ربما غداً الجمعة.
فبعد إلغاء الكثير من الفقرات من المشروع الفرنسي، التي كانت تهدد بتوسيع ولاية اليونيفيل لمصلحة اسرائيل، استمرت المشاورات أمس في مجلس الأمن، وبرز معها عدد من التحفظات، ولا سيما من مندوبي جنوب أفريقيا دوميسان كومالو وإندونيسيا حسن كليب، حيث رأى الأول أن صيغة المشروع لا تزال منحازة إلى إسرائيل، لافتاً إلى أن الفقرة التمهيدية السابعة تشدد «على الحاجة إلى معالجة أسباب النزاع» التي يراها المشروع «خطف الجنديين الإسرائيليين»، ويدعو إلى الإفراج الفوري عنهما دون شرط «أو تقديم إثبات على أنهما على قيد الحياة».
وفي المقابل جاء النص أقل حماسة بالنسبة إلى الإفراج عن الأسرى اللبنانيين، إذ يكتفي في الفقرة التمهيدية الثامنة بالحديث عن تشجيع «الجهود الهادفة إلى إيجاد تسوية عاجلة لمسألة السجناء». ورأى كومالو أن القرار أطول من اللازم، ويتضمن الكثير من الفقرات غير الضرورية، بينما «كان المطلوب مجرد طلب تمديد بسيط لعمل قوات». وطالب بحذف الفقرتين التمهيديتين السادسة والسابعة المتعلقتين بالأسرى وبحذف الإشارة إلى القرار 1559. لكن الدول الغربية تمسكت بالإشارة إلى القرار 1559 بحكم أنه يدعو إلى سحب أسلحة الميليشيات.
أما مندوب إندونيسيا، فرأى أن مشروع القرار لا يزال قاصراً عن الإجابة عن عدد من المشاغل، ولا سيما تمادي إسرائيل في خرق السيادة اللبنانية جواً وبراً، ورفضها تقديم خرائط القنابل العنقودية والألغام التي تهدد حياة السكان والجنود الدوليين، ومنهم أفراد كتيبة بلاده. وأعرب عن استيائه لتجاهل إسرائيل طلب الخرائط.

مزارع شبعا

من جهة أخرى رفضت المتحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة ميشال مونتاس التعليق على تقارير إسرائيلية رافضة لمبدأ الانسحاب من مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. وقالت إن رسام الخرائط الدولي لا يزال ينوي زيارة المزارع في الأسابيع المقبلة، وإن إسرائيل لا تزال تقبل زيارته. مع الإشارة إلى أن الحديث عن «زيارة في الأسابيع المقبلة» مضى عليه أسابيع عدة حتى الآن ولم يتحدد الموعد النهائي. وقالت مونتاس إن مايكل وليامز، مساعد الأمين العام لشؤون السلام في الشرق الأوسط بحث أمس مع كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في القدس المحتلة، موضوع تطبيق قرار مجلس الأمن 1701، إلى جانب مسائل أخرى، ورفضت الخوض في التفاصيل. كما لم تحدد مدة زيارته لإسرائيل، لكنها ذكرت أنه بحث موضوع السلام في المنطقة مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ونائب رئيس الوزراء الإسرائيلي حاييم رامون، وعدد آخر من مسؤولي الجانبين. وكانت صحيفة إسرائيلية قد قالت أول من أمس إن «المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعارض بشدة مبادرة الأمم المتحدة لإعادة ترسيم الحدود الإسرائيلية مع لبنان، وبالتالي إلغاء السيادة الإسرائيلية على مزارع شبعا».