نهر البارد ــ نزيه الصديق
أعاد الاتصال الذي أجراه المتحدث الإعلامي باسم تنظيم «فتح الإسلام» أبو سليم طه معركة مخيم نهر البارد إلى صدارة الأحداث. فمنذ نحو عشرين يوماً لم يتم أي اتصال من المجموعة أو بها، الى أن فاجأ طه الرأي العام والمراقبين باتصال من خط «خاص» وتحدث منه إلى قناة «الجزيرة» القطرية.
أهمية الاتصال هذه المرة أنه أتى بعد قصف عنيف نفذته مروحيات الجيش اللبناني، وألقت خلال أيام قليلة عشرات القذائف المتفجرة الثقيلة، تضاف إلى الروتين اليومي من قصف مباشر من المدفعية الثقيلة التابعة للجيش اللبناني أو من الدبابات، واشتباكات متفرقة تتصاعد حيناً وتتباطأ أحياناً أخرى. وقد طرح طه عبر الاتصال القبول بإجلاء النساء والأطفال من داخل المخيم، ما دفع الجمهور اللبناني إلى الاعتقاد أن الوضع بات حرجاً بالنسبة إلى مجموعة فتح الإسلام، وأن وحدات الجيش باتت على قاب قوسين أو أدنى من مداهمة مخابئها وتحصيناتها.
غير أن الاتصال مع طه فقد مجدداً بعدما علم أن خطه أُحرق ظهر أول من أمس عقب عدة اتصالات، ولكن الجيش اللبناني حرص على العمل على إعادة تشغيل الخط «حرصاً على حياة المدنيين»، بحسب مصدر عسكري.
وحتى ساعة متأخرة من بعد ظهر أمس لم يكن طه قد أجرى أي اتصال مع أحد، ولم يشأ عضو رابطة علماء فلسطين الشيخ محمد الحاج، الذي يشكل محور الاتصالات الحالية، التحدث إلى وسائل الإعلام التي رابط مندوبوها منذ ساعات صباح أمس إلى فترة بعد الظهر عند المعبر الجنوبي للمخيم بانتظار ظهور النساء والأطفال من دون فائدة. وعند الثالثة بعد الظهر بدأ الإعلاميون ينسحبون بالتدريج.
إلا أن مسؤولاً آخر في الرابطة هو الشيخ إياد أبو العردات أشار في اتصال مع قناة الجزيرة إلى أن إجلاء عائلات المسلحين سيتم اليوم إذا سارت الأمور وفق ما اتُّفق عليه، بعدما قدم الجيش كل التسهيلات اللازمة لذلك، وأن تأخير الإجلاء سببه تقني ليس إلا، لأننا ما زلنا بانتظار اتصال يحدد بشكل نهائي موعد الخروج.
في مقابل ذلك، أشارت مصادر عسكرية الى ان مجندات تابعات للجيش اللبناني أُحضرن الى المعبر الجنوبي من المخيم، من أجل الإشراف على تفتيش النساء اللواتي يُتوقع خروجهن.
في تلك الأثناء، وعلى الصعيد الميداني، حامت مروحية للجيش اللبناني وقصفت قذيفة نحو العاشرة صباحاً، فيما كانت سحب الدخان المتعدد الألوان تغطي سماء المخيم. وسجل إلقاء القبض على مقاتل من فتح الإسلام حياً، اعترف بمقتل المتحدث الرسمي باسم الحركة شاهين شاهين في الرابع عشر من الشهر الجاري، بحسب مصدر عسكري ميداني أكد أيضاً أن «الجيش تمكن من السيطرة على قاعدة للصواريخ في حي الدامون»، مبشّراً «بنهاية قريبة للأحداث خلال أيام قليلة، بعدما بات الجيش يتوغل في أزقة المخيم من أكثر من جهة ومحور».