فاتن الحاج
كرّمت دورة الإعلامي الراحل جوزف سماحة للتفوّق 64 طالباً في الشهادتيْن المتوسطة والثانوية العامة، في حفل تلفزيوني نظمته قناة المنار، في قاعة قصر الأونيسكو

اقتطفت الإعلامية التونسية كوثر البشراوي ومضات قيلت في الإعلامي الراحل جوزف سماحة «الحاضر في ضمائرنا الغائب عنا»: «رحل مفاجئاً الجميع، وصادماً كل من عرفه واعتاد قراءة عموده يومياً. الغد لا شك أصعب لأننا سنعيشه من دون جوزف، الخطر أكبر في ظل غياب تحليلاته اليومية. هو المثابر في زمن الإحباط العام. يسوّغ للآخر رأياً يذكّر بقوة فرحته بولادة الشباب المختلف». ومضات دفعت البشراوي إلى الإقرار بـ«أننا اشتقنا اليوم بالذات ليكون معنا ويفرح بولادة الجيل الجديد، لأنّه سيذكرنا بأنّ قدر لبنان الذي أنجبه أن ينجب أمثاله من الكبار الكبار».
بهذه المقتطفات بدأ مهرجان المنار الثالث للتفوق الذي خصّ سماحة بتقرير تلفزيوني من إعداد الزميلة حوراء حوماني. اختارت حوماني أن تترافق الشهادات في الراحل مع «منفلفش بالجريدة ومنقرا الجريدة، ومنسأل الجريدة صوتك وين، منفلفش بالجريدة، ومنقرا الجريدة، ومنسأل الجريدة اسمك وين؟...». ثم اعتلت كريمة الراحل أميّة جوزف سماحة المسرح لتتسلم درع المهرجان.
لم يكن التكريم حفل تخرّج عادياً، بل سهرة تلفزيونية سعت فقراتها إلى الابتعاد عن التقليد وهو ما ساهمت فيه المقدمة كوثر البشراوي، عبر طريقة إدارة الحوار، وإن كان البعض سجّل المبالغة في «المزاح» في حفل يفترض أن يكون أكثر جديّة.
واستضافت البشراوي في الفقرة الأولى راعي المهرجان، المدير العام لقناة المنار عبد الله قصير الذي أكد «أننا سلّطنا الضوء الإعلامي للوصول إلى الاحتضان الرسمي لشريحة من الشباب تقدّم جهداً استثنائياً». وتساءل مدير المهرجان يوسف يونس «مَن غير جوزف سماحة يمكن أن يكون عنواناً لدورتنا هذا العام؟»، معرباً عن ثقته بأنّ المتفوقين سيبحثون بعد هذا الحفل عن كتابات الراحل ليقرأوها.
وفي برنامج المهرجان وقفة إنسانية مع الطالبة الكفيفة ليلى ابراهيم التي أنجزت مجموعة قصص باللغة العربية. «المنار» سلّمت ابراهيم درعاً تقديرية وأعدّت تقريراً خاصاً بها، فيما تبنى ضيف المهرجان وزير التجارة السابق في الكويت الأستاذ الجامعي في الاقتصاد الدكتور يوسف الزلزلة كل أعمالها. أما الوقفة الإنسانية الثانية فكانت مع الطالب المريض بسرطان الأطفال علي جمعة الذي نجح في الامتحانات الرسمية رغم كل المعاناة، فحظي بتقرير خاص، وتسلّم درعاً تقديرية.
واختارت إدارة المهرجان الإعلامي جورج قرداحي ليوزع الدروع على متفوقي الشهادة المتوسطة. قرداحي أثنى على جمع كل متفوقي لبنان على اختلاف انتماءاتهم، داعياً الطلاب إلى «أن لا يتأثروا بكلام السياسيين ورجال الدين لأنّ لغة السياسة تفتقد إلى المحبة».
وتولت الأديبة إميلي نصر الله توزيع الدروع على متفوقي الثانوية العامة ـــــ فرع الآداب والإنسانيات. نصر الله التي اعترفت بأنّها لا تزال تكتب بخط يدها، أكدت أنّ التطور التقني، وإن كان ضرورياً، لا يحل محل الكتاب. وقالت إنّها أولت الشباب حيزاً كبيراً من كتاباتها، وتمرنت بالكبار لتكتب للصغار، في إشارة إلى صعوبة التعاطي مع هذه المرحلة.
وحلّ الوزير المستقيل الدكتور محمد جواد خليفة ضيفاً بصفته طبيباً جرّاحاً لا سياسياً، فاحتضن متفوقي علوم الحياة، معتبراً أنّ من يكرّم التفوق يملك حتماً ثقافة الحياة، مشيراً إلى أنّ خطورة التفوق تكمن في المحافظة على وتيرته.
وسرد الدكتور يوسف الزلزلة حادثة كانت سبباً في تفوقه في الميدان الاقتصادي، وهي تشجيع أحد المعلمين له، فطالب الزلزلة المعلمين باحتضان المتفوقين، وخصوصاً «أننا نمتلك من العقول الذكية التي بإمكانها إنجاز الكثير». وبرز في هذه الفقرة سؤال أحد تلامذة الاجتماع والاقتصاد عن المال وتوظيفه في العالم العربي.
وتبقى فقرة العلوم العامة التي استضافت رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا الدكتور عبد الله النجّار، وكان تركيز على افتتاح مراكز الأبحاث العلمية في العالم العربي واحتضان العلماء العرب.
وأعدّت قناة المنار أفلاماً قصيرة عن الأولى في الشهادة المتوسطة فاطمة غندور من المدرسة الإنجيلية الوطنية في النبطية، الأولى في الآداب والإنسانيات سارة زاهد من ثانوية المربي فضل المقدم الرسمية للبنات، الأول في علوم الحياة علي الحاج حسن من الأنترناشيونال ليسينينغ سكول. الأولى في الاجتماع والاقتصاد روزانا خليل من ثانوية فخر الدين، والأولى في العلوم العامة من مدرسة أمجاد سلوى موسى.