علي محمد
أثار حريق شبّ في شقة بشارع المكحول في رأس بيروت صباح أمس، عدداً من الشائعات تناقلتها بعض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، معرضة الفتاة التي تسكن الشقة لضرر معنوي كبير، ما دفع والد الفتاة إلى التفكير جدياً برفع دعوى على وسائل الإعلام لنقلها خبراً كاذباً ومسيئاً إلى سمعته وسمعة ابنته وعائلته.
وفي التفاصيل أنه عند الساعة التاسعة من صباح أمس، اندلع حريق في شقة الباحث الأكاديمي الدكتور خالد أبو هديب، ولم يكن في الشقة إلا ابنته بيروت وخادمة المنزل. وسمع دويّ انفجارين في الشقة وعدد من الطلقات. وحضرت قوى الأمن والمباحث الجنائية وفرع المعلومات ومخابرات الجيش إلى المكان، وانتشرت شائعات عن وجود ذخائر ومتفجرات وأسلحة حربية في الشقة، وساعد عدد من الصحافيين الموجودين في المكان، عن قصد أو عن غير قصد، على توسيع انتشار الشائعات.
وطلبت قوى الأمن من الفتاة الحضور إلى مخفر حبيش للاستماع إلى إفادتها. ولوحظت المهنية والإيجابية لدى عناصر التحقيق التابعين لقوى الأمن في التعاطي مع الفتاة التي خرجت بعد فترة قصيرة من المخفر. التحقيقات تشير إلى أن الحريق ناجم عن تماس كهرباء وانفجار في محوّل للكهرباء (ترانس). كما أفاد مصدر أمني مطلع لـ«الأخبار» بأن صوت الرصاص الذي سمع في الشقة ناتج من وجود عدد قليل من الطلقات النارية القديمة العهد التي كانت بين الكتب (وجد أحد العناصر الطلقات الفارغة على أرض الشقة)، وأدى الحريق إلى انفجارها.
الدكتور خالد أبو هديب هو باحث معروف باسم «خالد عياد»، وهو الاسم الذي يوقِّع به مقالاته ومنشوراته. وهو مفكّر يساري وغير تابع لأي حزب سياسي أو تنظيم مسلّح. وفي اتصال مع «الأخبار» نفى الدكتور أبو هديب وجود أسلحة في الشقة، ونفى أيضاً أية علاقة له أو لابنته بتنظيمات مسلحة، سواء أصولية أو غير ذلك. وقال إنه يفكّر برفع دعوى قضائية على كل وسائل الإعلام التي نشرت وأوردت معلومات كاذبة عن وجود متفجرات في الشقة وربط اسم ابنته بهذا الموضوع. وأبدى استياءه الشديد من «الضرر المعنوي الذي لحق به وبابنته نتيجة تلك الأخبار الكاذبة».
البلبلة التي عمّت الحي سببها الأوضاع الراهنة ووجود المنزل في منطقة يقع فيها منزل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، لذا توالت التحليلات، وكذلك التهم والشائعات عن الاشتباه بمنظمة إرهابية، وكالعادة «فتح الإسلام» و«القاعدة»، وساعدت الهوية الفلسطينية لأصحاب الشقة على انتشار الشائعات بشكل عنصري، كذلك أسهم في ذلك الطريقة غير القانونية وغير المهنية التي اعتمدتها بعض وكالات الأنباء ووسائل الإعلام في نقل الخبر، رابطة بين الفتاة ووجود متفجرات وذخائر في الشقة. كما نشرت وسائل الإعلام اسم الفتاة بالكامل، مسببة ضرراً معنوياً كبيراً للفتاة ووالدها وعائلتها.
مالكة الشقة التي تسكنها بيروت تحدثت بإيجابية عنها وعن أهلها، واصفة إياهم بـ«الأوادم»، وقالت إنهم يسكنون الشقة منذ عام 1991 «ولم نرَ منهم إلا كل خير». واستبعدت أياً من الشائعات التي انتشرت عن وجود متفجرات وذخائر في المنزل. كما أنها أشارت إلى أن العديد من الألواح الزجاجية والشبابيك بقت على حالها، ما يستبعد وقوع انفجارات تخريبية في الشقة.