«المبادرة مستمرة بالأهداف نفسها وكوشنير سيزور لبنان في موعد يحدد قريباً»
أكد الموفد الفرنسي جان كلود كوسران، أن وزير خارجية بلاده برنار كوشنير سيزور لبنان في موعد «سيحدد في وقت قريب»، معلناً أن مهمته الحالية في لبنان التي ستستمر يومين، هي الإعداد لهذه الزيارة. ونفى نيته زيارة أي عاصمة أخرى، قائلاً إنه سيعود من بيروت الى باريس. وأوضح أن المبادرة الفرنسية «مستمرة بالأهداف نفسها»، و«ضمن المبدأ نفسه وروح المبادرة الأولى التي بدأناها منذ شهرين، وكانت أيضاً في لقاء سان كلو وفي الزيارات المختلفة التي قام بها الوزير كوشنير للبنان».
وكان كوسران قد وصل الى بيروت عند الثانية من بعد ظهر أمس، واستقبله في المطار القائم بالأعمال الفرنسي اندريه باران. وتوجه فوراً الى السرايا حيث التقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في حضور باران. وقال بعد اللقاء: «أجرينا مباحثات مكثفة وجدية وودية. وقد أراد الرئيس السنيورة أن يضعني في أجواء تحليلاته، وأكدت له دعم الحكومة الفرنسية للحكومة اللبنانية ولعملها. كذلك أكدت له الزيارة المقبلة لوزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير للبنان، وأن موعدها سيحدد في وقت قريب. ولقد كان الحديث أن العملية الفرنسية مستمرة بالأهداف نفسها، وأن فرنسا ستكون إلى جانب لبنان وإلى جانب الحوار والفهم والتفاهم أيضاً. إن مهمتي بسيطة وتتلخص بالإعداد لزيارة الوزير كوشنير المقبلة إلى لبنان والاجتماع بمختلف الأطراف اللبنانيين لكي أستعلم منهم عن التطورات الأخيرة في لبنان. وسألتقي المسؤولين المختلفين عن الأطراف السياسية الموجودة في هيئة الحوار الوطني».
ورداً على سؤال عما إذا كان سيزور دمشق وطهران، قال: «حالياً أنا في بيروت، ولا مشاريع أخرى لدي وسأعود إلى باريس». ورفض التعليق على موضوع الترشيحات لرئاسة الجمهورية، معتبراً ذلك «من شأن اللبنانيين»، وأن فرنسا «لا تشارك في لعبة الأسماء».
وعند السادسة زار رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة، في حضور باران وممثلي حركة أمل في لقاءات سان كلو محمود بري وعلي حمدان. وقال بعد لقاء استمر ساعة وربع الساعة، إن المحادثات مع بري كانت «طويلة ومفيدة»، وشملت الوضع السياسي ومواضيع عديدة، وإنه استمع منه الى تحليله ورؤيته للوضع الراهن. وأعرب عن تمسّك بلاده «باحترام الدستور وتمنياتنا أن تجري الانتخابات الرئاسية اللبنانية وفقاً للدستور والروزنامة التي يحددها».
وكرّر أن مهمته استطلاعية وسيلتقي عدداً من الشخصيات التي تمثل مختلف الأطراف السياسية لكي يطّلع أفضل على آخر تطورات الوضع الراهن في لبنان. كذلك جدّد القول إن المبادرة هي نفسها «التي بدأناها منذ شهرين، وتهدف الى مساعدة الاطراف اللبنانية على الحوار والثقة بينهم، والمسيرة الفرنسية ستستمر بالروحية نفسها».
وأعلن أن زيارة كوشنير لدمشق «غير مثبتة حتى الآن». ورفض الدخول في ما رآه «السجالات الدستورية»، ردّاً على سؤال عن انتخاب رئيس بنصاب النصف زائداً واحداً. وقال إن الانتخابات الرئاسية «مسألة تتعلق باللبنانيين، ونتمنى أن تجرى هذه الانتخابات وفقاً للدستور، وهي ضرورية ومهمة للتطور السياسي في لبنان».
كذلك التقى كوسران أمس وزير الأشغال العامة والنقل محمد الصفدي الذي قال بعد اللقاء «إن الموقف الفرنسي مع إيجاد حل توافقي بين اللبنانيين». وذكر أن «طابع اللقاء كان تشاورياً، وأنه لم يجر البحث في أي مبادرة» إنما «كان البحث الرئيسي حول أسباب إقفال ملف التغيير الحكومي وانتقال النقاش الى الرئاسة».
ونفى الصفدي أن تكون هناك أي مبادرة فرنسية جديدة. وقال: «لم يجر أي تداول في أسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية، لأن هذا الموضوع شأن لبناني فقط». وجدّد «تمسك التكتل الطرابلسي بما نص عليه الدستور، لجهة انتخاب رئيس الجمهورية بأكثرية الثلثين في الدورة الأولى وفي المجلس النيابي».
وإذ رحّب بـ«أي دولة تسهم إيجابياً في تفعيل الحوار بين اللبنانيين»، قال: «أنا مؤمن بالحوار اللبناني ـــــ اللبناني، وكل تراشق يضرّ بهذا الحوار».
وعند الثامنة مساء زار الموفد الفرنسي النائب وليد جنبلاط، في حضور الوزيرين مروان حمادة وغازي العريضي والنائب هنري حلو. وخرج من دون الإدلاء بأي تصريح.
باريس
وإذا كان بدء التحرك الفرنسي الجديد في بيروت، قد ترافق مع معلومات عن جو إيجابي، فإن مصادر في العاصمة الفرنسية (من بسام الطيارة) بدّدت هذا الجو بالقول إن المشاورات التي تمّت في باريس بين الفرنسيين ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل من جهة والإيرانيين من جهة أخرى «لا ينبغي أن توضع في كفة ميزان فتح آفاق المبادرة الفرنسية، لأنها أبرزت العقبات التي تعترض حلّ الأزمة اللبنانية أكثر من مساهمتها في حلحلتها».
وأضافت هذه المصادر: «من هنا فإن مهمة كوسران الأساسية اليوم، هي التأكيد على ضرورة تجنب الصراع المسلح في لبنان حتى في حال الوصول إلى وضع دولة برأسين». كذلك وضعت الحديث عن زيارة كوشنير للبنان في إطار «تجنب الحرب الأهلية».
ورأت أنه إذا صحّت التوقعات عن زيارة كوشنير إلى سوريا فإنها «ستكون في هذا الإطار الأمني، لتجنيب لبنان صراعاً مسلحاً، وهو إطار لا يعاكس التوجه الأميركي بل يصبّ في توجّه واشنطن التي لا تعارض البحث عن سبل «كفّ التدخل السوري» في لبنان، مثلما هو الأمر في ما يتعلق بالعراق».
ودعت الى ترقّب حدثين متوقَّعين في فرنسا مطلع الأسبوع المقبل، أحدهما استقبال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، لسفراء فرنسا في اجتماعهم التقليدي السنوي، وفي حضور كوسران طبعاً الذي سيطلع ساركوزي وكوشنير على نتائج لقاءاته في بيروت.
والثاني هو ما أعلنته الإليزيه من أن ساركوزي سيستبق الاجتماع بـخطاب عام عن السياسة الخارجية الفرنسية، يشرح خلاله «مواقفه بشكل شامل» في ما يتعلق بالدبلوماسية. وتوقعت هذه المصادر أن تأتي في مقدمة ذلك، ملفات الشرق الأوسط وفي مطلعها الملف اللبناني «الذي بات على نار حامية».
وإذ لفتت الى أن ساركوزي يدرك أن الملفات الإقليمية مترابطة وثيقاً، وأنّ الحل مرتبط بالتعاون مع واشنطن «بل إن مجموعة من الإشارات تدل بوضوح على توجهه للانخراط في استراتيجية أميركية للمنطقة»، رجّحت انطلاقاً من ذلك «ألّا يكون الرئيس الفرنسي بعيداً عن فكرة ترك الأمور تأخذ مجراها في لبنان، بحيث يركّز الجهود على محاولة فقء خرّاج الأزمة بعدما بات متعذراً الوصول إلى تسوية توافقية بغياب موافقة أميركية»، وهي قناعة «لا بد من أن يكون قد توصل إليها خلال لقائه وبوش».
(الأخبار)




تباين في تقويم طبيعة زيارة كوسران: استطلاعية.. بل أكثر من ذلك!

تراوحت المواقف من زيارة الموفد الفرنسي جان كلود كوسران، بين التفاؤل بها وبنتائجها، واعتبارها مجرد استطلاع لتقويم الوضع.
فقد رأى الوزير جان أوغاسابيان في هذه الزيارة «أملاً جديداً للبنانيين بإيجاد مناخات تسمح بالعودة إلى طاولة الحوار». وربطها بلقاء بوش ـــــ ساركوزي في أميركا، معتبراً أنها ستكون ترجمة للتفاهم بينهما. وقال إن هناك إصراراً فرنسياً على حل «يوفّر إجراء انتخابات رئاسية في موعدها، ويمنع انفجار الوضع».
كذلك اعتبر النائب إبراهيم كنعان أن زيارة كوسران تأتي في إطار تزخيم المبادرة الفرنسية بعد القمة الفرنسية ـــــ الأميركية، مرجّحاً أن تكون «أكثر من استطلاعية»، وأن يطرح الموفد الفرنسي «بعض الأفكار والخطوات لتحقيق التقارب والتفاهم بين اللبنانيين، وإحداث خرق في جدار الأزمة، لا من خلال هذه الزيارة فحسب بل من خلال الآلية التي سوف تنتجها هذه الخطوة الجديدة». ورأى إمكانية عودة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى بيروت، في ضوء تقويمه مع الإدارة الفرنسية لنتيجة زيارة موفده.
ومقابل هذين التفاؤلين، رأى وزير الاتصالات مروان حمادة «أن كوسران يحمل جملة أسئلة تساعده على تقويم الوضع»، و«تخفيف الضغط المانع لقيام الاستحقاق الرئاسي». وقال «إن التوجه بدأ يتراجع تماماً عن الكلام على حكومة وحدة وطنية في الوقت الضائع الباقي، ويتركز تحديداً على الاستحقاق الرئاسي بحثاً عن رئيس إن لم يكن توافقياً، فعلى الأقل بالتوافق على إجراء الاستحقاق».
(وطنية)