strong> «الوحدويّون أقوى من التقسيميّين وقادرون على توحيد الوطن بالبندقية»
أكد رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون أن كل سياسة أجنبية تشجّع الفريق الحاكم على الحفاظ على سياسته هي دولة مجرمة تريد قتل اللبنانيين»، محذراً من أن الدعوة إلى انتخاب رئيس بـ 65 صوتاً هي دعوة إلى حرب أهلية، فإنهم يدعون إلى التصادم، وإلى حرب أهلية، معتبراً أن سكوت البطريرك الماروني نصر الله صفير ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أصبح مريباً.
كلام عون جاء خلال استقباله في الرابية، أمس، وفداً من أهالي بلدة إهمج، معتبراً أن الدولة «رغم إفلاسها لا تزال تمارس نوعاً من الانحياز كي تشجع محازبيها فقط وكأنها دولة محازبين لا دولة مواطنين». وقال: «لا تزال الشركة التي تعمل من أجل موظفيها، لا الوطن الذي يعمل لأبنائه. مع الأسف، هذا هو الواقع وهذا ما نصارع من أجله كي نبدّل عقلية الشركة بعقلية الشراكة، ومن عقلية أن المواطن هو زبون عندهم إلى عقلية أن المواطن له حقوق».
أضاف: «عندما نقول إن تشكيل الحكومة يجب أن يكون عادلاً، فهذا يعني أنه إذا تشكلت الحكومة من الأكثر تمثيلاً في الطوائف فعندها يجب أن تكون جميع الطوائف ممثلة بالأكثر تمثيلاً، فلا يأتون بموظف مسيحي مع رؤساء طوائف أخرى. ما يحصل هو تحجيم وتهميش وسطو على فئة كبيرة من اللبنانيين الذين على الأقل يشكلون أكثر من ثلث الدولة، وهم لا يزالون الأكثر حجماً بين الطوائف اللبنانية وأعني المسيحيين».
ولفت إلى أن قطبين من الأقطاب الثلاثة الذين يشكلون قوى 14 آذار «يدعوان إلى عدم التفاهم وعدم التوافق، يدعوان إلى الفرقة يعني إلى التصادم. فكل من يحاول أن يتوافق مع الآخر محكوم بالإعدام، ولو أقرنوا الكلمة بكلمة الإعلام السياسي والمعنوي لكن لا، فالكلمة تقصد الإعدام الجسدي بحد ذاته وتاريخهم مليء بالإعدامات وليست المرة الأولى»، مشيراً إلى أنهم «حين يدعون إلى انتخاب رئيس بـ 65 صوتاً فإنهم يدعون إلى التصادم، وإلى حرب أهلية.
وقال: «هذه الدعوات إلى عدم التوافق ولانتخاب رئيس بـ 65 صوتاً تعني القضاء على ثلثي اللبنانيين، تعني التجزئة أو التقسيم وما يستتبع ذلك التوطين. هذا هو مفهوم هذه الدعوة. ألغوا المادة 95 من الدستور التي تتحدث عن تأليف حكومة عادلة، ألغوا الفقرة «ي» التي تقول لا مشروعية لسلطة لا تحترم العيش المشترك، ويريدون إلغاء الفقرة الثانية التي تقول: لا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين عبر تقسيم الوطن. وهنا نحن نريد أن نسأل تيار المستقبل بالذات، هل هو مع التقسيم؟ إذا كان ضد التقسيم، هل يوافق على دعوة تفرقة اللبنانيين التي يدعو إليها جنبلاط وجعجع؟ هذا السؤال لتيار المستقبل الذي يمثل السنّة بأغلبيتهم. نحن نعلم أن الكثير من السنّة ليسوا مع تيار المستقبل، ولكن نحن نسأل الآن السنّة بشكل شامل الذين يؤيدون تيار المستقبل أو المعارضة، هل يؤيدون تقسيم لبنان وتجزئته؟ إذا قالوا لا، فهل يوافقون على هذه السياسة؟ وما هي نتائجها؟».
وأضاف: «المطلوب وقفة شجاعة حتى ينخرط الجميع بتفاهم وطني وبتقارب لإنقاذ لبنان. لا أحد يريد إزاحة السنّة وهذا المبدأ يجب تطبيقه على الجميع، الكلّ متواجد في قوته الذاتية وبحجمه الطبيعي، ولا أحد يريد أخذ أو قضم حجم الآخرين. هناك قواعد للمبارزة في الحكم وفي الوجود ولمصلحة الوطن، وكلّ من يتخطّى هذه المبادئ لحذف الآخرين سيتحمّل مسؤولية عمله الوخيم والذي يفتّت الوطن ويقتل بنيه ويهجّرهم.
وأكد أن «كل سياسة أجنبية تشجّع الفريق الحاكم على الحفاظ على سياسته هذه ستكون متهمة مباشرة أمام الشعب اللبناني وأمام العالم بأنها دولة مجرمة تريد قتل اللبنانيين. منذ السبعينات وهم يقتلون الشعب اللبناني ويريدون المزيد من القتل، نحن سنقاوم هذه السياسات».
وقال: «لن أسأل غبطة البطريرك (نصر الله صفير) صفير إذا كان يوافق على هذه السياسة أو لا، فهو حرّ بالإدلاء رأيه أو حجبه. ولن نسأل سماحة المفتي (محمد رشيد قباني)، ولن أستمع لرجال الدين الذين يتدخلون كلّ يوم في السياسة ويقولون رأيهم بما يجري، لكن سكوتهم بالنسبة لنا أصبح سكوتاً مريباً. ليعلم الجميع أننا لن نسكت بعد اليوم ولن نقبل بالتلطّي وراء السكوت، عندما تكون الأمور محرجة ليتكلموا لاحقاًَ في أمور قد تخالف رأيهم السياسي».
ونبّه إلى «أنّ الموقف خطير جداً، والتلاعب بوحدة الوطن وبمصيره لا يجوز أن تعالج بهذه الخفّة». وقال: «إذا كانوا يريدون التقسيم فليكن، لماذا يقتل بعضنا الآخر؟ فلنلجأ إلى التقسيم. يريدون وحدة الوطن فهذا ليس المطلب الأساس. نحن لا نخشى أيّ حلّ يرتأونه، ولكن لا نريد أن تكون الحلول من خلال سفك الدماء. إذا كنتم تريدون التقسيم فقولوا ذلك، وليقسّم البلد؛ وإذا كنتم تريدون الوحدة فقولوا ذلك، واعملوا ضمن الأصول التي تؤدّي إلى هذه الوحدة. ولكن أن يُعمل للتقسيم ويُحضّر السلاح لكي يعيدونا إلى التصادم المسلّح فهذا تصرّف غير مقبول».
وأكد أن «الوحدويين هم الأقوى ويتمتعون بالمقدرة على توحيد الوطن بالبندقية، ولكن السلاح لا يوحّد البلد عاطفياً وعقلياً، فعلى الكل أن يبرهنوا عن إرادة الوحدة؛ والسلام لا يصنع من طرف واحد. نحن نريد السلام، ولكن على الآخر الذي يعتمد أسلوب التهديد أن يكون هو أيضاً يريد السلام».
وختم: «إنّهم يضعون البلد في جو من المواجهة لكي يتفجّر؛ لبنان لن يكون عرضة للتفجير، ونحن بفضل إرادتنا أقوى من إرادة التفجير؛ ومن يريد تفجير البلد سيفجّر نفسه من دون أن يتمكّن من تفجيرنا».
(الأخبار)