أكّد رئيس الجمهورية العماد إميل لحود أن «لبنان لا يحكم إلا بالتوافق، وكل كلام آخر لا طائل منه»، واصفاً المواقف التي تصدر عن آلية إتمام الاستحقاق الرئاسي بأنها «تتناقض ونصوص الدستور، وهي قفزات في المجهول».وخلال لقائه وفداً من «ندوة العمل الوطني» برئاسة عبد الحميد فاخوري، في قصر بعبدا أمس، شدّد الرئيس لحود على أن «لا بديل من الاتفاق بين اللبنانيين على مواجهة المرحلة المقبلة بمواقف متضامنة، لأن المنطقة تواجه سلسلة استحقاقات ليس من الجائز أن يدفع لبنان ثمنها».
ومجدّداً تأكيده على ضرورة «تحصين الجبهة الداخلية، وحمايتها من التشرذم والضعف»، لأن أي رهان على الخارج أو الاستقواء به «مغامرة خطيرة أتمنى ألا يقع أي طرف لبناني ضحيتها»، دعا لحود القادة المعنيين الى «قراءة التطوّرات الإقليمية والدولية جيداً، وعدم الاندفاع في مواقف لا تخدم مصلحة الوطن».
بدوره، أوضح فاخوري أنه أطلع رئيس الجمهورية على عمل الندوة ومواقفها من التطورات، مشدّداً على أهمية «لجم التشرذم الحاصل نتيجة التشدّد في المواقف التي تعمّق الشرخ في النفوس».
من جهة ثانية، استقبل لحود رئيس «تجمع الإصلاح والتقدّم» خالد الداعوق الذي أشار إلى أنه دعا رئيس الجمهورية إلى «اللجوء الى كل الطرق المتاحة له دستورياً، لمنع الانزلاق بالبلاد الى حافة العنف»، مشدّداً على ضرورة تأليف حكومة وفاق وطني في هذه المرحلة.
وإذ أكّد على أهمية «احترام الآلية الدستورية المعتمدة في انتخاب رئيس الجمهورية، والتي تحتّم نصاب الثلثين في الدورة الأولى»، رأى الداعوق أن «تهديد البعض بانتخاب رئيس بالأكثرية المطلقة، في لبنان أو خارجه، غير مقبول على الإطلاق»، شاجباً «المشاحنات السياسية الدائرة حالياً، والتي تؤدي الى المزيد من الانكماش الطائفي والتخبّط بين الشخصيات السياسية».
وتمنّى الداعوق أن يتحوّل المسعى الفرنسي الحالي لجمع شمل اللبنانيين الى «مبادرة ناجحة، تفضي الى إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها ووفق الأصول المعتمدة».
ومن زوّار قصر بعبدا، أيضاً، وفد من عائلة النقيب الشهيد جورج فهد الذي استشهد خلال المواجهات في مخيم نهر البارد، شكر له مواساة العائلة باستشهاده. وقد حيّا رئيس الجمهورية بطولة النقيب الشهيد وتضحياته من أجل وطنه، مؤكّداً أن شهادة العسكريين في هذه المرحلة هي وحدها التي «تصون وجود لبنان ومستقبل أبنائه».
كذلك استقبل لحود رئيس بلدية بحمدون وليد خير الله، وعرض معه عدداً من الملفات الإنمائية والحياتية المتعلقة بنشاطات البلدية وحاجات منطقة بحمدون.
على صعيد آخر، وجّهت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية كتاباً الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، أبلغتها فيه أن رئيس الجمهورية يرى الدعوة التي وجّهها الرئيس فؤاد السنيورة الى عقد جلسة الإثنين المقبل «تقع موقع المخالفة الدستورية، وتعدّ منعدمة الوجود، لأن الحكومة فقدت ابتداءً من 11/11/2006 كيانها الدستوري والسلطة الإجرائية التي ناطها الدستور بمجلس الوزراء نتيجة زوال الشرعية الدستورية والميثاقية للحكومة بعد هذا التاريخ».
ووجّهت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية كتاباً آخر الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، أبلغتها فيه أن «المراسيم الأربعة غير الموقّعة من رئيس الجمهورية، والتي نشرت في الجريدة الرسمية (العدد 49 تاريخ 16/8/2007، والعدد 50 تاريخ 17/8/2007) لا يستقيم اعتبارها مراسيم نافذة، أو تؤسّس عليها أي نتائج قانونية، للاعتبارات الدستورية والقانونية نفسها الواردة في الكتاب الأول».
(وطنية)