كشف السفير المصري حسين ضرار، من عين التينة، أنه التقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في جلسة وداعية مطولة «فيها كل الود»، من دون أن يشير إلى موعد اللقاء. ووصف اللقاء بأنه كان «إيجابياً جداً»، وأن آراء نصر الله «عاقلة جداً»، وأنه «من موقع المسؤولية يدرك أبعاد المخاطر القائمة على لبنان وداخله وفي المنطقة، والأبعاد الدولية»، مضيفاً: «كان هناك جو من الود والصراحة، لم يكن هناك شيء من التشنجات»، وذكر أن «هذا ما كان» في كل لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين «وهذا ما يبعث على الأمل».وكان ضرار قد زار رئيس مجلس النواب نبيه بري، مودعاً، وقال إنه أبلغه بالموقف المصري «الذي لم يتغير والثابت والمؤكد، والذي أعلن على لسان الرئيس (المصري حسني) مبارك وعلى لسان وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، ومستمر، وهو أنه لا حل للأزمة اللبنانية إلا بتوافق جميع الأطراف اللبنانية». أضاف: «لبنان دولة لها تركيبتها ورسالتها، ولا يمكن أن يتم فرض رأي فريق على آخر أياً كان هذا الفريق»، مشدداً على ضرورة التوافق، ومشيراً إلى أن عناصره «موجودة، رغم أنها مختفية وراء عوامل الخلاف». كما رأى أن الاستحقاق الرئاسي، ورغم أنه «نقطة خلاف»، يمكن «أن يكون نقطة تلاقٍ». وكان بري قد التقى وفد الرابطة المارونية برئاسة جوزف طربيه الذي أمل في «مشاركة فعلية من كل الفاعليات السياسية للوصول إلى الاستحقاق الرئاسي في موعده وإنجازه بشكل سليم». وانتقد «التحاور الشديد اللهجة الذي هو أقرب إلى التناحر»، معتبراً أنه «لا ينتج تسوية» و«هو نوع من تحسين الشروط نأمل أن يكون في سبيل الوصول إلى الاستحقاق لا تعطيله». وقال إن الرابطة «على مسافة واحدة من كل المرشحين». ثم التقى النائب السابق إيلي الفرزلي الذي اعتبر بري «المطبخ الحقيقي حيث تتم صناعة المسيرة الوفاقية»، وأن موقفه «متقاطع مع كل الجهود المخلصة على المستوى اللبناني»، وخصوصاً البطريرك الماروني نصر الله صفير. ورأى «أن إطلاق النار على جهوده، إنما هو إطلاق النار على جهود التسوية والوفاق والاستقرار».
من جهة ثانية، وجّه الأسير في سجون العدو الإسرائيلي سمير القنطار، عبر محاميه، رسالة تضامن إلى بري، لمناسبة ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، محيياً «مسيرة هذا الرجل الاستثنائي الذي ستبقى قضيته حية في قلوب أحرار العالم أجمع»، ومشيراً أنه «كان للسيد الصدر فضل توجيه بوصلته في اتجاه العدو الرئيسي، وفضل عتقه من أتون الجهل والتخلف والتبعية الإقطاعية». ثم توجه إلى بري بالقول «إن بعض الأفواه التي لم تتعب من إطلاق كل ما يفرق ويشرذم ويقسم ويدمر، لن تقوى على مسيرة الوحدة الوطنية اللبنانية التي سعيتَ وتسعى إلى ترسيخها بكل ما أوتيت من قوة».
(وطنية)