توالت أمس ردود الفعل المستنكرة لهجوم النائب وليد جنبلاط على رئيس مجلس النواب نبيه بري، مع إجماع على وضع موقفه في إطار «الحملة الموجهة التي يقوم بها على كل مسعى وفاقي».فقد رأى الرئيس سليم الحص، في بيان باسم منبر الوحدة الوطنية «القوة الثالثة»، أن التعرض لبرّي «بكلام جارح جداً» هجوم غير مبرر. وقال: «نحن من الذين يراهنون على دور بنّاء يقوم به رئيس المجلس في الاستحقاق الرئاسي، فتأتي الحملة عليه وكأن المقصود منها التخريب على هذا الاستحقاق الذي يتوقف عليه المصير الوطني الى حد بعيد». وأسِف لأن الساحة أضحت منقسمة الى فريق «يوالي المحور الأميركي الاسرائيلي»، وآخر «يوالي المحور السوري الإيراني، وهذا معيب ومدمر».
وإذ اعتبر حزب الله أن ما ورد في حديث جنبلاط الأخير «كمّ وافر من الأكاذيب والسخافات المعتاد عليها»، رأى أنه استهدف بري لكونه بات «الأقدر على جمع اللبنانيين وإيجاد تسوية داخلية بينهم لمصلحة الوطن». وأكد ان رئيس المجلس «شريك كامل في قيادة المقاومة وإنجازاتها وانتصاراتها، وصانع قرار وطني من الدرجة الأولى وليس صندوق بريد لأحد»، جازماً بأنه لم يطلب حماية الحزب «في يوم من الأيام»، وأن جنبلاط «من طلب ذلك»، متوجّهاً له بالقول: «تطاولك على الكبار لا يجعلك كبيراً، وإساءتك إلى قادة تاريخيين لن تدخلك التاريخ، وما أنت وعملك وقولك ورهاناتك الفاشلة إلا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً».
واستنكر النائب قاسم هاشم «الحملة المسعورة والخطاب الموتور» ومحاولة «بعض الأقزام والصغار، التطاول على الكبار في هذا الوطن». وقال إن «الأقزام التي فرّخت بالأمس على يباس وجفاف الوادي، ستبقى هي ذاتها أبواق تخريب تفشل كل مساعي الإنقاذ لإخراج الوطن من أزمته التي أوقعوه فيها طوال حكمهم الظالم».
واستغرب النائب علي خريس أن ينبري «من له تاريخ أسود مليء بالمجازر والقتل، ليفتري على قائد ويتهجّم على من يرعى الحوار، ومن يحاول ليل نهار إيجاد الحلول لإخراج لبنان من أزمته». وتساءل عن أسباب وتوقيت هذه الهجمة على بري «في هذه المرحلة، وكأن المطلوب من اللبنانيين أن لا يتفاءلوا، وأن يذهب لبنان الى الجحيم والخراب والتقسيم».
ووضع رئيس المجلس الماروني العام وديع الخازن، هجوم جنبلاط على بري، في إطار «الحملة الموجّهة التي يقوم بها على كل مسعى وفاقي»، واتهمه بأنه «يطمح إلى دور أكبر من حجمه، وإلى زعامة توازي زعامة الراحل كمال جنبلاط، فلا يظنن لحظة أنه زعيم الأكثرية، بل نكاد نقول إنه العنصر المقلق فيها».




سكاف: هو الخبير بشراء العقارات لتحصين نفوذه

نفى النائب إيلي سكاف، ما قاله النائب وليد جنبلاط، عن بيعه أراضي للسفير الإيراني، معتبراً أنه مختلق و«إثارات إعلامية متجنية»، للإيحاء «بأوهام غير موجودة». واستغرب جزمه بالأمر «قبل أن يتأكد من صحة ودقة أقواله من خلال قيود السجل العقاري ذات الطابع العلني، وهو الذي يعلم جيداً أصول شراء العقارات وقيدها في السجلات، نتيجة لخبرته الطويلة في شراء المناطق الشاسعة التي هدف منها إلى تحصين منطقة نفوذه بدءاً من تلك الواقعة على أبواب مدينة صيدا وأطراف منطقة الشوف الساحلية وصولاً الى تملكه أوسع أراضي كفريا ومنطقة البقاع الغربي بهدف وصلها بمحيط الجولان السوري، علاوة عن علم السيد جنبلاط الاكيد بأن السفير الايراني أو أي سفير آخر، ليس في استطاعته شراء المساحات الشاسعة التي تكلم عنها إلا إذا تآمر معه في ذلك مجلس الوزراء الذي يضم وزراء وحلفاء للسيد جنبلاط».