صيداــ خالد الغربي
وصل إلى مخيم عين الحلوة خلال اليومين الماضيين عدد من زوجات وأولاد مسؤولي وعناصر «فتح الإسلام» ممن تم إخراجهم بإشراف الجيش اللبناني يوم الجمعة الفائت من مخيم نهر البارد، وهم ممن لهم أقارب في المخيم. ومن بين الوافدين زوجة شهاب القدور «أبو هريرة» الذي قتل أثناء تبادل إطلاق النار مع دورية من قوى الأمن الداخلي في طرابلس بداية الشهر الجاري.
من ناحية أخرى، ووفقاً لمصادر إسلامية في صيدا، فإن عدداً من هذه العائلات انتقلت إلى صيدا بعد منعها من دخول المخيم. وقد جرى إيواؤها، بإشراف رابطة علماء فلسطين، في مسجد دار الأرقم في حي الزهور بالمدينة، بعدما تبيّن أن لا أقارب لها في المخيم. وصدر بيان عن رئيس بلدية المدينة عبد الرحمن البزري لفت فيه إلى أن خطوة إدخال هؤلاء لم تكن منسقة مع القوى السياسية الصيداوية، وجرت بمعزل عنها ومن دون علمها. وأضاف البزري في تصريحه: «من الناحية الإنسانية نحن نقدر جهود رابطة علماء فلسطين ومحاولاتها لإنهاء الأزمة، أما من الناحية السياسية فإن مدينة صيدا ومنطقتها تقف خلف جيشها وتصرّ على الحفاظ على خصوصيتها في العلاقة التي تجمع بين أبناء المدينة من لبنانيين وفلسطينيين». وأكد بيان البزري أن «على الجميع أن يأخذ بالحسبان حساسية ودقة الموقف في صيدا، ولا سيما أن البعض من القوى السياسية الداخلية والخارجية حاول سابقاً إدخال صيدا والمخيمات في أزمة شبيهة بأزمة نهر البارد، ولكن حكمة وشجاعة قيادة الجيش الوطني، والجهود التي بذلتها القوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية في المنطقة، حالت دون تفاقم هذه الأحداث». وختم البزري إن «العمل جارٍ من خلال رابطة علماء فلسطين والجيش، على تسريع مغادرة هؤلاء إلى الخارج بأسرع وقت ممكن»، وقال «لدينا ضمانات بأن هذه العملية قد تتم خلال ساعات وربما خلال الأيام القليلة المقبلة».
استمرار التصفيات في عين الحلوة؟
من ناحية أخرى، أصيب، أول من أمس، أحد أفراد تنظيم «جند الشام»، صالح أبو السعيد، برصاصات أطلقها مجهول استقرّت في يديه ورجليه، بينما كان ماراً في أحد شوارع مخيم عين الحلوة، أعقب ذلك توتُّر أمني استدعى اتصالات سريعة بين القيادات الفلسطينية الإسلامية والوطنية منها لتطويق ذيول الحادث وعدم دفع الأمور باتجاه التصعيد.
ووفقاً لمصادر فلسطينية، فإن مطلق النار هو من أفراد حركة فتح، ويدعى مصطفى م. الذي أراد الثأر لشقيقه القيادي في فتح، أبو عمر الأبيض، الذي قتل يوم 7/5/2007 في وضح النهار داخل مخيّم عين الحلوة، مع رفيق له يدعى أبو عميرة. وتتناقل شائعات أن أبو السعيد شارك مع مجموعة من جند الشام في تصفية أبو عمر وأبو عميرة. وقبل استهداف أبو السعيد، تمت تصفية مشتبه في أنه أحد أفراد المجموعة المذكورة، ويدعى ضرار الرفاعي قبل شهر ونصف تقريباً.
وبالعودة إلى حادثة أول من أمس، فقد خففت الدرع الواقية التي كان يعتمرها صالح أبو السعيد من وابل الرصاص الذي أطلق عليه. يشار إلى أن المستهدف متهم بافتعال وتدبير عشرات الحوادث ضد نقاط الجيش اللبناني في محيط مخيم عين الحلوة، وأبرزها إطلاق النار على الجيش أثناء انتشاره في القسم الأكبر من منطقة التعمير في الخامس والعشرين من كانون الثاني الماضي، وهناك مذكرات قضائية عدة بحقه بتهم إلقاء قنابل يدوية على الجيش والإخلال بالأمن.
وبعد ساعات من حادث إطلاق النار «بردت» الأجواء وتم توقيف مطلق النار وتسليمه إلى الكفاح المسلح الفلسطيني.