li>السفيـــر المصـــري: جنبــلاط متقلّــب لكنــه ثابـت على بوصلــة السيــادة والاستقــلال ونريــد حلــولاً لبــنانية لا دخيلــة للأزمــةنقل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط عن الرئيس حسني مبارك قوله له إن الرئيس السوري بشار الأسد سينسحب من لبنان وسيحاسب». فيما ناشد السفير المصري حسين ضرار جنبلاط وجميع الزعماء اللبنانيين «أن يهرعوا إلى الاتفاق لأن لبنان مقبل على خطوات حاسمة، مؤكداً أننا نريد حلولاً لبنانية لا دخيلة للأزمة

حمل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط على سوريا و«حزب الله» من دون أن يسمّيهما، واعتبر أن «أي ارتخاء أو تردد من قبلنا غير مسموح. ولذا، علينا أن ننتخب في موعد الاستحقاق الرئاسي الشخص الذي يلتزم بكل القرارات الدولية ومقررات الحوار». ونقل عن الرئيس حسني مبارك قوله له إن الرئيس السوري بشار الأسد سينسحب من لبنان وسيحاسب». فيما ناشد السفير المصري حسين ضرار جنبلاط وجميع الزعماء اللبنانيين «أن يهرعوا إلى الاتفاق لأن لبنان مقبل على خطوات حاسمة، مؤكداً أننا نريد حلولاً لبنانية لا دخيلة للأزمة. ولفت إلى أن جنبلاط متقلب في مواقفه، لكنه ثابت على «بوصلة السيادة والاستقلال والحرية».
هذه المواقف جاءت خلال احتفال أقامه جنبلاط في قصر المختارة، أمس، تكريماً للسفير ضرار لمناسبة انتهاء عمله في لبنان بحضور حشد من الوزراء والفاعليات والشخصيات السياسية والحزبية وعدد من السفراء، وكان في مقدمهم وزير التربية خالد قباني ممثلاً رئيس الحكومة فؤاد السنيورة.
وألقى جنبلاط كلمة، وصف فيها القرارات العربية والدولية المتعلقة بلبنان بأنها أساسية لحماية استقلاله ووجوده وتحقيق العدالة التي تهدف إلى محاكمة المجرمين «أياً كانوا بعيداً عن كل حقد مذهبي أو طائفي»، معتبراً أن هذه القرارات «تصب جميعها في اتفاق الطائف، الذي يحفظ التنوع والتعددية في شقه الداخلي بعيداً عن الديموقراطية العددية، والاتفاق الذي يؤكد على اتفاق الهدنة مع إسرائيل كسائر القرارات الدولية كي لا يبقى لبنان كما يريده البعض محوراً عربي الشكل، أعجمي المضمون، كي لا يبقى ساحة تستخدم في أي لحظة لتحسين شروط التفاوض مع إسرائيل على حساب القرار اللبناني المستقل».
وأثنى على الدور المصري في لبنان، لافتاً إلى أن الرئيس حسني مبارك أبلغه خلال لقاء معه في القاهرة في شهر شباط 2005 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري: «لا تخف سينسحب بشار وسيحاسب». كان هذا الكلام قبل يوم من اجتماع القمة العربية في الجزائر، انسحبوا وتبقى المحاكمة ولتأت العدالة». واستذكر مواقف للرئيس الراحل جمال عبد الناصر من لبنان حيث اعترف بسيادته واستقلاله «وكان آنذاك في أوج قوته أيام الوحدة. إن جمال عبد الناصر قابل فؤاد شهاب على الحدود اللبنانية السورية، وكان أول ربما وآخر ترسيم حدود، ولم يأت جمال عبد الناصر كغيره ليقول إن سوريا ولبنان شعب واحد في بلدين».
وحمل على النظام السوري و«حزب الله»، وقال: «ماذا يقول لنا النظام، وأصحاب النظام، وأحزاب النظام، يقولون لنا نحن هنا نحتل الساحات، نهجّر النخب، ندمر الاقتصاد، نهر البارد خط أحمر، الضباط الأربعة خط أحمر، نحن هنا نملك السلاح لحرب استباقية جديدة أو حرب مدروسة الأهداف على حساب لبنان واستقلاله وحريته وعلى حساب المحكمة، لذا فأي ارتخاء أو تردد من قبلنا غير مقبول وغير مسموح، ولذا علينا أن ننتخب في موعد الاستحقاق الرئاسي وفق الدستور الواضح وخارج التأويلات، أن ننتخب الشخص الذي يلتزم بكل القرارات الدولية: للطائف، للمحكمة، لإجماع الحوار، الشخص الذي سيكمل المشوار الذي بدأناه معاً ومعك يا سعادة السفير من أجل لبنان جديد».
أما السفير المصري فأكد أن «مصر لم تغيّر موقفها أبداً من لبنان، وسأرجع بالتاريخ إلى ما قبل عهد الثورة حينما أسست الجامعة العربية وكانت هناك مساندة مصرية قوية لأن يكون لبنان عضواً مؤسساً متكافئاً على مساواة كاملة مع كل الدول العربية الشقيقة المؤسسة لهذه الجامعة العريقة. بعد ذلك، وكما قلتم، كان للرئيس جمال عبد الناصر أيضاً رؤية قائمة على الواقعية وعلى الرؤية الثاقبة للزعامة، فوجد وأعلن وعمل على أن يكون لبنان قوة مساندة عربية لا قوة مواجهة، ليس تقليلاً من شأن لبنان إنما هو تقدير حقيقي للحجم المطلوب من القوى العربية لمواجهة التحديات التي كانت قائمة في ذلك الوقت».
وأشار إلى أن تعليمات الرئيس حسني مبارك وتوجيهاته «التي أتلقاها دائماً أن نعمل على الحفاظ على سيادة واستقلال هذا البلد الشقيق وعلى وحدة أبنائه».
وقال: «كان لمصر دائماً موقف من لبنان باعتباره دولة عربية متميزة بوحدة أبنائها وبتعدد طوائفها تحت رسالة التعايش بين أبنائها، فكانت دائماً النظرة أن لبنان يميزه دائماً عن بقية إخوته وأشقائه أنه الوطن العربي الإسلامي ـــــ المسيحي الذي يتم فيه التعايش بين الزميلين والمذهبين، تعايشاً رائعاً في جو من الديموقراطية، وجو من التسامح، وجو من الرقي».
وناشد ضرار جنبلاط «وجميع الزعماء اللبنانيين الذين لا أشك في وطنيتهم أن يهرعوا إلى التماسك وإلى الاتفاق، الوطن مقبل على خطوات حاسمة، الأيام تمضي والاستحقاقات تقترب ولا مناص لهذا الوطن من أن يعمل جميع أبنائه صادقين على استقلاله وحريته وعزته»، مؤكداً أن لبنان دولة «لا تستطيع أن تعيش إلا في ظل الحرية والاستقلال والسيادة تؤدي دورها مدينة الثقافة، مدينة الشرائع، دولة الثقافة ودولة الشرائع، هيهات ما نراه فيها الآن من أن يصبح لبنان دولة الحواجز».
وأشار إلى أن جنبلاط متقلب في مواقفه، لكن «مع ثبات على بوصلة واحدة هي بوصلة السيادة والاستقلال وحرية لبنان».
وأكد أن مصر لن تدّخر جهداً في العمل على وحدة لبنان، وقال: «نريد حلاً لبنانياً للبنان، وأنتم قادرون على ذلك، نريد حلولاً عربية للمنطقة العربية ولا نريد حلولاً دخيلة عليها».
بعدها، كان غداء أقامه جنبلاط على شرف السفير المصري للشخصيات المشاركة.
الى ذلك، حذّر السفير المصري من أن يدفع لبنان مجدداً فاتورة المشاكل العربية. وقال إثر زيارته المرجع السيد محمد حسين فضل الله مودّعاً، إن البحث تطرق الى «الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وآفاق الدور العربي، وخصوصاً الدور المصري، في ظل التباينات العربية الأخيرة وتزاحم التطورات والمواقف الإقليمية والدولية حيال المسألة اللبنانية». وشدد على «أهمية الدور العربي في لبنان وضرورة أن يكون إطفائياً وأن تتحرك كل الطاقات والإمكانات لإيجاد قواسم مشتركة تقود إلى التوافق بين اللبنانيين»، مشيراً إلى «خطورة أن يدفع لبنان مجدداً فاتورة المشاكل العربية المتصاعدة».
(وطنية)