نبّه «حزب الله» من مخطط لتقسيم لبنان بالاتفاق بين «طرف داخلي» وأميركا بغية توطين الفلسطينيين، مجدّداً حملته على النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع اللذين «لهما تاريخ وممارسة وسيرة في الفتن والحروب والقتل الجماعي والتهجير والنهب وتعطيل كل المساعي الوفاقية»، ومؤكداً أن «المعارضة مصرة على إيجاد تسوية للأزمة» وأن الحل «آت حتماً».وقال رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين، خلال احتفال بذكرى أسبوع الشهيد محمود علي ملاح في بلدة عين قانا: «إننا في لبنان أمام ثلاثة خيارات، إما الشراكة، وإما أن يبقى الوضع معلّقاً وإما التقسيم، لأن التوغل في الخيارات السيئة والخاطئة حتماً سيؤدي الى تقسيم البلد». وأوضح أن «الذي يريد التقسيم هو فئتان: خارجي وداخلي»، مشيراً الى أن الطرف الخارجي هو «أميركا التي تعيش مأزقاً في المنطقة وتريد أن تجد حلاً له، وباب الحل بالنسبة اليها هو التوطين، وتعرف أن لا مجال للتوطين في لبنان إلا بالتقسيم (...) والذي يجري الآن، هو المقايضة بين أميركا وطرف داخلي، وهي تقول له اذهب الى التقسيم وأعطني التوطين، وسأعطيك دعماً واعترافاً دوليين بسياساتك ومكاسبك الزائفة التي هي أكبر من حجمك وموقعك وتمثيلك. وهم يقولون الآن تعالوا للانتخابات بالنصف زائداً واحداً والاعتراف الدولي جاهز».
وأكد صفي الدين «أن هذا لا يعني أننا وصلنا الى مرحلة اليأس وانسداد الأبواب والآفاق»، موضحاً أن «الحل آت حتماً لأننا نعرف من التجربة والتاريخ ومن الواقع والمعطيات، أن لبنان لا يمكن أن يُبنى إلّا على الشراكة، وأن مغبة هذا الواقع أو محاولة تجاوز هذه الحقائق والمعطيات الموجودة في صلب التكوين اللبناني هي محاولات فاشلة جرّبها البعض أيام الحرب الأهلية وقبلها وبعدها».
من جهته، أكّد النائب حسين الحاج حسن خلال احتفال لتوقيع كتابين للدكتور خضر نبها في بعلبك «أن الأيام المقبلة تحمل استحقاقات وتحديات على مستوى لبنان والمنطقة»، مشيراً إلى أن «المعارضة مصرة على إيجاد تسوية سياسية للأوضاع القائمة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية والتفاهم والتوافق على رئيس للجمهورية رغم تصعيد فريق
السلطة».
وإذ لفت إلى أن «الدكتور سمير جعجع والنائب وليد جنبلاط يكيلان الشتائم ويطلقان الكلام الخارج عن الأدب السياسي، بالتهجم على الرئيس نبيه بري وعلى قائد الجيش، وخالفا كلام غبطة البطريرك (الماروني نصر الله صفير)»، أشار إلى «أن الأميركيين ليسوا مهتمين بالإصلاح السياسي والاقتصادي وبالأمن في لبنان، بل إن اهتمامهم بموضوعي المقاومة وسوريا، لذلك عطّلوا الحلول».
وكرر أن الرئيس الذي ينتخب بالنصف زائداً واحداً «سيكون رئيس وصاية وانتداب والمعارضة تتحضر لمواجهته». وأكد «أن المعارضة مع إعطاء الفرص من أجل الوصول الى تسوية»، معرباً عن أسفه «لأن من يقود فريق 14 شباط هما الدكتور جعجع والنائب جنبلاط اللذان لهما تاريخ وممارسة وسيرة في الفتن والحروب والقتل الجماعي والتهجير والنهب وتعطيل كل المساعي الوفاقية».
وفي احتفال آخر، انتقد الحاج حسن كلام مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش عن الدور المطلوب من رئيس الجمهورية المقبل والمتعلق بتحقيق أهداف ثلاثة، أولها يتعلق بـ«حزب الله» وثانيها بالفلسطينيين وثالثها بسوريا. وقال: «إن فريق 14 شباط مستعد لملاقاة الأميركيين بهذه الأهداف، شرط أن تتحقق أهداف جنبلاط وجعجع، اللذين يعيشان دائماً على دماء الأزمة السياسية اللبنانية وعلى ظهور اللبنانيين ويقتاتان من مصالحهم، ولا يستطيعان التعايش في ظل واقع سياسي هادئ».
وفيما رأى نائب رئيس المجلس السياسي لـ«حزب الله» الحاج محمود قماطي في كلمة ألقاها في بلدة جبشيت «أننا نقارع على من يقود السلطة وكيف ستكون حتى ولو لم يكن لنا وزير في الحكومة المقبلة، ولكن لنطمئن الى القرار السياسي»، أوضح أن «أميركا يمكن أن تنفع فريق 14 شباط في مجلس الأمن وتصدر قرارات ضد المقاومة والمعارضة، لكن في لبنان لن تنفعهم أميركا في شيء لأن المقاومة انتصرت في تموز».
(الأخبار، وطنية)