أعلن نائب وزير الخارجية الإيطالي هوغو انثيني، أن وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير «يعتمد المبادرة نفسها التي يعتمدها الجميع». إلا أنه ميّز بين التحرك الأوروبي والتحرك الفرنسي بالقول: «نحن دائماً نعتمد على تحرك أوروبا ككل متكامل. وأنا كنت أعتقد دائماً أن تحرك أي دولة بمفردها يمكنه أن يكون مجدياً، وأنا أقدره، لكنه مجدٍ فقط لتهيئة الجو لمعرفة طبيعة المشكلة. أما التحرك الحقيقي فيجب أن يكون من أوروبا مجتمعة، لأن تأثيرها سيكون أكبر».وأضاف أمام الصحافيين في السرايا الحكومية، بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة: «أما بالنسبة إلى الانتخابات الرئاسية، فإننا نرى لبنان دولة مستقلة وسيدة، ونصر دائماً على أن قواعد الاستقرار في لبنان هي في التعامل مع لبنان كدولة طبيعية سيدة. سيكون من المفارقة أن تتدخل أوروبا في السياسة الداخلية للبنان، حيث هناك الكثير من السياسيين الموهوبين، ونحن واثقون بأنهم سيجدون الحلول الصحيحة».
وقال إن «إيطاليا وأوروبا ملتزمتان بقوة تجاه الوضع في لبنان، ونحن حريصون جداً على رؤية حل جيد يضع حداً للاضطرابات القائمة»، مشيراً إلى أن إسهام القوات الإيطالية في اليونيفيل والمساعدة الدولية للبنان «نقطة انطلاق في اتجاه عملية سلام موسعة، لتطال كل المنطقة. فنحن نعلم أن كل الأزمات في المنطقة متصلة، من الأزمة اللبنانية إلى أم الأزمات، الأزمة الفلسطينية، وكذلك الأزمة العراقية والإيرانية وصولاً حتى إلى الأزمة الأفغانية. وعلى المجتمع الدولي أن يحول البحر المتوسط إلى بحر من السلام، وأوروبا لديها مصلحة في إيجاد شراكة بين أوروبا وباقي الحدود على البحر المتوسط بما يؤدي إلى التطور الاقتصادي للجميع. نحن نحتاج للاستقرار والسلام، وهذا أملنا للجميع».
ورداً على سؤال عن موقف بلاده في حال عدم حصول انتخابات رئاسية في موعدها وتشكيل حكومتين، وتأثير ذلك على القوات الإيطالية، أمل عدم حصول ذلك «وأن يتم إرساء حلول جيدة في مصلحة اللبنانيين». وقال إن «التزام اليونيفيل لن يتغير. ومن وجهة نظر سياسية علينا أن نميز الوجود العسكري، بل علينا أن نبذل الجهد لإيجاد الحلول التي تسمح للاستقرار والسلام بأن يعمّا، لكن لا يمكننا التدخل في الشأن السياسي، ونأمل أن تكون جهودنا السياسية في الاتجاه الصحيح، وخصوصاً أن الشعب اللبناني لديه الوعي والتجربة السياسية الكافية، والرأي العام عانى كثيراً في السابق، وعليه أن يسعى لإيجاد الحلول».
وأشاد بـ«وجود» اليونيفيل في الجنوب «الودي والصديق»، مشيراً إلى أن «الاضطراب في الشرق الأوسط يحتاج إلى وجود سياسي قوي لأوروبا التي لم تعمل في السابق بشكل جدي لتكون لها سياسة خارجية مشتركة، لكن الآن، هذه السياسة موجودة بالفعل».
والتقى السنيورة أيضاً، القائم بالأعمال الأميركي وليم غرانت، النائب وائل أبو فاعور، والنائب كميل خوري مع وفد من العائلة شكره على تعزيته بوفاة والدته.
(وطنية)