لا بد من حل وسط يقدم فيه كل طرف مجموعة من التنازلات اللازمة
رفض السفير المصري حسين ضرار التعليق على ما نقله النائب وليد جنبلاط عن الرئيس المصري حسني مبارك، أن الرئيس السوري سينسحب من لبنان «ويحاسب»، داعياً إلى سؤال جنبلاط عما قاله. كما رفض وصف العلاقات المصرية ـــــ السورية، قائلاً: «أنا سفير مصر في لبنان، وهذا السؤال يطرح على سفارتنا في سوريا». إلا أنه أكد الاهتمام المصري «بالاستقرار في المنطقة، وسوريا حجر أساسي في هذا الاستقرار»، مضيفاً: «هناك فهم خاطئ عن وجود شعور مخالف، فشعورنا ليس مجرد شعور قومي، ومصر بحكم مكانتها ومسؤوليتها عن المنطقة ترى أهمية في ألّا تقع أي دولة في المنطقة في أي مصاعب. إن استقرار سوريا هو استقرار الأمة العربية، وكذلك استقرار لبنان واستقرار مصر، وهذا ليس كلام شعارات. إذا نظرنا جيداً إلى ما يجري في العراق، فسنرى أن المنطقة لا تتحمل أي نوع من الفوضى الإضافية، وإلا فستزحف هذه الفوضى وتقضي على الجميع».
فقد زار ضرار أمس مقر حزب الطاشناق الذي أولم له تكريماً. وقال بعد اللقاء إن الآراء توافقت «على أنه لا بد من حل يرتضيه الجميع، وبالتالي حل وسط يقدم فيه كل طرف مجموعة من التنازلات اللازمة ليقوم لبنان من أزمته الحالية ويتحقق التوافق». وقال: «نحن نعمل على أن نتكلم مع الجميع من باب الأخوة وبمنطق متساو، وهذا من مسؤوليتنا وواجبنا. أما باقي المسؤولية فتقع على اللبنانيين».
ثم زار ضرار رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، وقال عن الاستحقاق الرئاسي: «من الخير أن تتم كل التطورات القادمة لمصلحة الشعب اللبناني بالتوافق، وفي إطار القواعد الدستورية المعمول بها وضمن المهل الزمنية المحددة»، مشيراً إلى أنه لمس على هذا الصعيد «النية الطيبة لدى كل الزعماء، بالرغم من الاختلاف في وجهات النظر». ورأى أنه «لا بد من البحث في تنازلات مشتركة لإنقاذ الوضع والسفينة».
إلى ذلك اتهم جعجع بعد لقائه أيضاً السفير البرازيلي إدواردو أوغوستو دو سينغراس، الفريق الآخر بـ«التمركز في مواقعه لتعطيل الانتخابات، حتى إن قسماً آخر منه لا يقبل البحث بأي مرشح سوى مرشحهم». ورأى أن طروحات «تشكيل حكومة إنقاذية أو حكومة ثانية أو تعيين مجلس عسكري ليتولى صلاحيات الرئيس أو نقل صلاحياته إلى الحكومة الحالية أو حكومة أخرى، ليست خيارات بالنسبة إلينا لكونها تأتي في إطار تعطيلي للانتخابات الرئاسية».
وعن قبولهم برئيس من خارج قوى 14 آذار، قال: «لا نقبل بتعطيل الانتخابات الرئاسية، وهناك إمكان لبحث كل المواضيع ما عدا أن يكون الرئيس المقبل كالرؤساء في السنوات الـ 15 الماضية. لا نريد الرئيس كيفما كان». وأمل «من الأفرقاء الآخرين اتخاذ الخيارات التي يريدونها إلا تعطيل الانتخابات أو اللجوء إلى العنف، وبعيداً عن هذين الحدين فكل منا لديه الحرية باعتماد الاستراتيجية التي تلائمه».
ورداً على اتهام النائب ميشال عون لقوى 14 آذار بالتسلح، قال: «أعتقد أننا قطعنا المرحلة التي يمكن أن يقال فيها هذا الكلام. وقد أعلنا في السابق ونعلن مجدداً أن على أجهزة الدولة أن تقول من يتسلح أو لا»، مردفاً: «لكي تحصل الانتخابات الرئاسية لا نحتاج إلى «بارودة»، بينما لتعطيلها يحاولون اللجوء إليها».
ونفى أن يكون وجنبلاط يقودان 14 آذار، قائلاً: «لا أحد داخل هذه القوى يطغى على الآخر». وأعلن أن هذه القوى «ستقدم مرشحها في الوقت المناسب»، وأن لقاء معراب سيليه آخر «عندما تدعو الحاجة». واتهم المعارضة بتعطيل المبادرة العربية ومبادرة الفرنسيين الذين «سيستمرون في المحاولة».
(وطنية)