بــري مغلــوب على أمــره و«علبــة بريــد» وإذا لم يعجبــه فـ«انترنــت» أو «ايميــل»... ولــن نعــدّل الدستــور مــن أجــل شخــص
رأى النائب وليد جنبلاط أن «من حقنا أن نجتمع حيث نشاء» لانتخاب رئيس للجمهورية، معتبراً أن نصاب الثلثين «بدعة». وأكد أن «الأكثرية» لن تقبل «تعديل الدستور من أجل شخص»، مشدداً على أنه «من غير الممكن الوصول الى تسوية مع القسم الأكبر من المعارضة»
أكد رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط في حديث الى قناة «الجزيرة» القطرية أن الدستور «واضح» في أن المجلس النيابي يلتئم في الأيام العشرة الأخيرة من تشرين الأول كهيئة ناخبة لانتخاب رئيس للجمهورية، مشيراً إلى أن الدستور «لا ينص على أن نجتمع في مجلس النواب، وهناك سوابق»، مشدداً على أن «من حقنا الدستوري أن نجتمع كغالبية نيابية حيث نشاء وننتخب رئيساً للجمهورية». ورأى أن «قضية الثلثين بدعة، خرج بها بعض كبار الدستوريين، واختُرعت من جانب بعض من المعارضة وبعض من الموالاة ودخلت في القاموس السياسي».
ورأى جنبلاط أن الكلام الأخير للبطريرك الماروني نصر الله صفير «كان واضحاً جداً عندما قال إن مقاطعة الانتخابات مقاطعة للوطن، وهو يوجّه الكلام الى المعارضة. إذا كان هناك عرف بالثلثين، لكن أيضاً من حق الموالاة، إذا كانت تريد، أن تصوّت بالنصف زائداً واحداً»، داعياً الى «عدم تأويل كلام البطريرك».
ورفض تعديل الدستور في حال الاتفاق على قائد الجيش العماد ميشال سليمان مرشحاً توافقياً، وقال: «قمنا بكل هذه المعركة السياسية الطاحنة ودفعنا أثماناً باهظة عندما رفضنا عام 2004 التمديد لإميل لحود، ولن نتراجع عن هذا الموقف المبدئي لنعدّل الدستور من أجل شخص بصرف النظر عمن هو هذا الشخص».
وعن تهديد اتهامه بالخيانة وتهديده بـ «الإعدام السياسي والمعنوي» لكل من يعقد تسوية، ومخاطر أن يؤدي ذلك الى الفوضى، قال: «هذا هو أسلوبي، كان دائماً واضحاً جداً. لسنا نحن الذين خلقنا الفوضى. ليست الموالاة التي احتلت الساحات وجمدت الاقتصاد وعطلت الحركة السياحية وقامت بحروب استباقية عام 2006 وتعلن الحرب والسلم عندما تشاء، ويصدر عنها أخيراً ما صدر عن (الأمين العام لـ«حزب الله» السيد) حسن نصر الله عندما يقول إنه يملك سلاحاً متطوراً أكثر من السنة الماضية. أردت القول إن التسوية صعبة مع فريق عمل سياسي وعسكري لا يؤمن أساساً بالكيان اللبناني».
ولفت جنبلاط الى «أن الظرف اللبناني مرتبط بالظرف الإقليمي، وسنرى لاحقاً إذا كانت الدول المحيطة، أي إيران وسوريا، ستسمح للبنانيين بأن يكون لهم كيانهم المستقل وستعترف بلبنان. الجمهورية الإسلامية والنظام السوري يستخدمان لبنان من أجل مصالحهما في المنطقة وفي العالم، وهذه هي معضلة لبنان».
وعمّا إذا كانت تصريحاته الأخيرة مؤشراً إلى بداية انشقاق داخل فريق «14 آذار»، أكد أن «فريق 14 آذار مضمون، لكن عندما سمعت التأويلات عن موضوع الدستور، أردت أن أخرج البلاد من هذا الجدل البيزنطي الدستوري العقيم». وأضاف هذا الفريق «متنوع ديموقراطي، وليس حزباً واحداً شمولياً يأتمر بأمر واحد وبتوجيه واحد، نحن فريق ديموقراطي نتناقش، فما قلته هو رأيي و(النائب) سعد الحريري يقوم باتصالات في الخارج، وهو عائد الى لبنان وسنجتمع كالعادة، ونقرر بشكل ديموقراطي ماذا نفعل»، نافياً وجود تيارين يقود هو ورئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع أحدهما، والحريري الثاني، مؤكداً أن «الموضوع هو أن نأتي برئيس يحترم القرارات الدولية ويملي على سوريا احترام الاستقلال اللبناني، وترسيم الحدود وتحديد شبعا، وإخراج العناصر والقواعد المسلحة من الأرض اللبنانية».
وعن وصفه الرئيس نبيه بري بـ «علبة بريد»، سأل: «لماذا اعتبار ذلك إساءة؟ علبة البريد لها خدمات، سنستخدم في المرة المقبلة أنه إنترنت أو «إيميل» لتحسين الشروط. مع الأسف عندما وافق (الرئيس) نبيه بري على إقفال المجلس النيابي فهمت أنه استسلم لجهة ما ولم يعد إلّا علبة بريد»، واصفاً بري بأنه «مغلوب على أمره». وأعرب عن «قناعته» بأن من غير الممكن الوصول الى «تسوية تحفظ الكيان اللبناني والاستقلال مع القسم الأكبر من المعارضة»، معتبراً أن لـ«حزب الله» «جدول أعمال سورياً ـــــ إيرانياً، وهم دولة ضمن دولة».
وعمّا اذا كان يتحمل مسؤولية إيصال البلد الى مواجهة مسلحة أو حرب أهلية أو حتى انقسام؟
قال: «لا نستطيع أن نواجه ولا نريد أن نواجه، يستطيعون أن يحتلوا بيوتنا والسرايا الحكومية وكل لبنان، ونعلم أنهم في كل مكان في هذه اللحظة، ويمدون شبكة من الاتصالات الخاصة لربط المناطق من الشمال الى الجنوب من الضاحية الى بيروت، إذا يملكون القدرة العسكرية لاحتلال لبنان، يريد أن يحكم حسن نصر الله لبنان فليتفضل أهلاً وسهلاً سنبقى في بيوتنا إذا سمحوا لنا بأن نبقى في البيوت طبعاً».
وعن النفي المصري لما نقله عن لسان الرئيس حسني مبارك، قال: «جواب (وزير الخارجية المصري أحمد) أبو الغيط كان لطيفاً، وسأكتفي به. ربما لم يكن آنذاك معنا في الاجتماع ولا أريد أن أدخل في سجال مع دولة ومع رئيس ساعدونا كثيراً في كل القرارات الدولية وبالتحديد في ما يتعلق بالمحكمة الدولية».