بنت جبيل ـ داني الأمين
الأطفال يهربون من القنابل إلى «الثقافة»

عوّض مركز المطالعة والتنشيط الثقافي في بنت جبيل على الأطفال حرمانهم من الخروج إلى البساتين المزروعة بالألغام والقنابل العنقودية، عبر تنظيم النشاطات والألعاب العلمية والفنية. وكان المركز المتنفّس الوحيد للأطفال، بعدما فقدوا أحياء مدينتهم وأزقّتها، وفقدوا معها الرغبة في اللعب في باحات منازلهم والحقول «الملغومة». حكاية مكتبة بنت جبيل العامّة التي تقع في ثانويّة البلدة الرسميّة بدأت عقب حرب تمّوز مباشرة، إذ سارعت دولة قطر إلى ترميم ما تهدّم منها، فيما قامت وزارة الثقافة والبلديّة بتجهيزها بالمعدّات اللازمة، إفساحاً في المجال أمام الأطفال لممارسة نشاطاتهم المحبّبة. وقد بدأت نشاطات المركز باكراً، أي قبل البدء بإعادة إعمار البلدة، حيث أقيمت سلسلة متنوّعة ما بين قراءة القصص وتأليفها ورسم أبطالها، وحُصص الأشغال اليدوية ومعرض رسوم الأطفال، إضافة إلى تنظيم ماراتون رياضي برعاية برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي. من جهة ثانية، نظّمت الكتيبة الفرنسية نشاطات ثقافية خاصّة بالأطفال بهدف تقوية لغتهم الفرنسية، كما أنّها تواظب على تنظيمها نهار السبت من كل أسبوع. أمّا في ما يتعلّق بعدد زوّار المكتبة، فقد بلغ حوالى 1540 زائراً في شهر أيّار الماضي، كما تخطّى عدد المشاركين في نشاطات المركز الألف مشارك. وتشير المشرفة على المركز ريما شرارة إلى أنّه «توقّعنا بعد الحرب أن يقل عدد زوّار المكتبة، لكن الواقع كان معاكساً. فقد أصبحت المكتبة العامة المتنفس الوحيد للأهالي والأطفال الذين يخافون الذهاب الى الحقول والمنتزهات، وقد كان للمجلس البلدي ووزارة الثقافة كبير الأثر في تفعيل دور المكتبة، وكثرت الهبات والمساعدات الخاصة بالكتب والمجلات العلمية والثقافية، وتلفت شرارة الى ان عدد الكتب في المكتبة ناهز الـ5200 كتاب، اضافة الى تجهيزها بقاعة للكمبيوتر.