لا نختار إيران أو سوريا بدلاً من أميركا إنما نختار السلام بدل الحرب الأهلية
رأى رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، أن لبنان عاش السنة الماضية في «دجل دولي إقليمي محلي» بشأن أرقام حكومة الوحدة الوطنية، «بين 19 + 10 + واحد و19 + 11، «وكأنهم يضحكون على الجميع». وشنّ هجوماً عنيفاً على الأكثرية قائلاً: «هم جماعة تريد الاستئثار بالسلطة، جماعة مفرطة في الفساد، لا يتجرأون على مشاركة أحد لهم في السلطة ولو جزئياً، لأنهم فاسدون من جذورهم حتى رؤوسهم. الآن يتكلمون عن النصف زائداً واحداً أو الثلثين...وكأنها لعبة رقص و«طق حنك»، أعلى مستوى سياسي في البلد «أوطى من بطن السقّاية».
ووصف عون أمام وفد شعبي من قرى كسروان ـــــ الفتوح، الوضع بأنه «قاتم ومتشائم»، مشيراً إلى أن التهديد بالحرب الأهلية والوضع الاقتصادي السيّئ شائعات لتحطيم المعنويات. وقال إن «التهجير الاقتصادي، خطة متّبعة من الحكومة منذ سنة 1992»، معتبراً «أن الوصاية لا تزال مفروضة على لبنان، لكنها غيّرت اسمها، والغاية من الحكم لا تزال هي نفسها: تهجير اقتصادي وسياسي». ورأى أن تهميش المسيحيين يأتي في إطار خطة كبرى «لتهجيرنا وتوطين الفلسطينيين مكاننا. لذلك نجد هذا الإفراط في دعم حكومة (فؤاد) السنيورة من بعض السياسة الدولية من دون سبب، بينما الحكومة فاشلة. لقد استمعنا ساعة ونصف الساعة إلى البيان الوزاري لهذه الحكومة في جلستها الأولى، أي جلسة إعطاء الثقة، وحتى اليوم لم تنفّذ كلمة من كل ما قيل، ولم يُحترم أي وعد قُطع».
وشرّح البيان الوزاري قائلاً إن «الوعد الأول كان أنهم، وخلال خمسة أشهر، سيضعون قانوناً انتخابياً عصرياً وحديثاً يسمح بتمثيلكم بصورة أصح، ولكنه لم ينفّذ. أيضاً تعهّدوا بتقديم الموازنة ولم يفعلوا، ولا نزال لغاية الآن من دون موازنة. منذ سنتين ونحن نسعى إلى تزفيت رقعة الأوتوستراد من الدورة إلى طبرجا حتى تصبح الطريق جيّدة. وهي ليست فقط لكسروان، بل طريق الشمال كله وطرق أعالي كسروان، الزوق وفاريا، وهي أهم الطرق السياحية في قلب المنطقة، توجد عليها فاريا وفقرا... قالوا إنها لُزِّمت منذ العام الماضي ولم تنفّذ. والآن يقولون إن الملتزم تركها، ويقومون بإعادة التلزيم. أريد أن أرى إلى متى سيمتد الكذب، هو مستمر منذ سنتين. تماماً كتأليف حكومة الوحدة».
وإذ شدّد على نصاب الثلثين، رأى أن القائلين «بالنصف زائداً واحداً أو بمن حضر»، يتصرفون «وكأنها ليست انتخابات لرئيس سيحكم بلداً». وانتقد أميركا ضمناً بالقول: «وتطلع علينا نغمة أجنبية تقول، نعم نريد رئيساً من ضمن سياستنا يقوم بما نريده، ويحذف حزب الله، يعني أنه سيشطب ثلث الشعب اللبناني وعلينا القبول، وإلاّ نكون عندها نختار إيران بدلاً من أميركا. كلا، نحن لا نختار إيران بدلاً من أميركا ولا سوريا بدلاً من أميركا، بل نختار السلام بدل الحرب الأهلية».
وسأل: «ماذا تنفعني أميركا وأوروبا والعالم إذا هم باركوني، ونحن قتلنا بعضنا بعضاً؟ لقد عشنا هذه المأساة في السبعينيات والثمانينيات، وما زالوا «يحركشون» بنا. لماذا يتدخلون في سيادتنا وحريتنا واستقلالنا ويدعمون حكومة ضد معارضة، ويتدخلون في لبنان؟ ليقولوا إنهم يأتون لمساعدتنا؟ لقد أتوا باسم الديموقراطية فأحرقوها. ماذا فعلوا؟ وضعوا لنا قانون الانتخاب السوري وصارت الانتخابات على أساسه، ثم ألغوا المجلس الدستوري لأنه كان من الممكن أن يصحّح الوضع الخطأ الذي نشأ عن الانتخابات».
وعلّق، على الذين «يقولون إنهم ربحوا في الانتخابات مؤخراً»، ساخراً: «لا أعرف كيف تحلّ هذه الأحجية: نحن من ربح النيابة وهم ربحوا الانتخابات. والأحسن من ذلك أن هناك أناساً رسبوا في الحساب في المدرسة ولا يعرفون الجمع، فقالوا إننا نجحنا بأصوات الشيعة». ودعا إلى الكف عن «احتقار الذكاء البشري بخطابهم، أعتقد أن من يستغبي الناس يكون هو الغبي».
وقال عن الذين يتحدثون عن ورقة التفاهم: «نسألهم: هل قرأتموها؟ فيجيبون كلا. نسألهم لماذا إذاً أنتم ضدها؟ يجيبون لقد سمعنا على التلفزيون وفي البرامج السياسية أنها ليست جيدة»، مستطرداً أنه «في لبنان نسبة كبيرة من الأمّيين الحقيقيين». وأشار إلى أن من يعنيهم موجودون في الطبقات السياسية والصحافية، واصفاً إياهم بـ«المتخلفين عقلياً إذ قرأوا عن جهل ومن دون فهم»، و«إذا كانت تحليلاتهم عن سوء نية.. فالحمار أخو ابن الحرام».
وهاجم أيضاً كل من «قلب سترته وغيّر موقفه. هؤلاء الذين أعلنوا الحرب على المحتلين بعد أن رحلوا، وهم على استعداد لاستقبالهم مرة ثانية غداً. حروبهم كلامية فقط وهي ليست في موقعها»، مشدداً على أن المرحلة تتطلب «تضامناً أكثر حتى نخنق أي محاولة فتنة، ويلزمنا الثبات والصمود وعزل كل من يدعو إلى التقاتل. أصحاب الخطاب الذي يقول إن كل من يحاول التوافق خائن، هم الخونة. وكل الذين يهددون بأنهم سيغتالون الآخرين معنوياً وسياسياً، الرصاصة المعنوية والسياسية الأولى يجب أن تكون في رؤوسهم».
وقال: «لا يمكن لشعب أن يتبع أشخاصاً مفلسين تاريخياً وإنسانياً وضميرياً، وفاسدين سرقوا أمواله. لا يمكن أن يتسامح الشعب مع إنسان هجّره. التهجير لا يزال منذ خمسة وعشرين عاماً، ولا يسمح له بالعودة». واتهم صندوق المهجرين بصرف الأموال «على بيروت وطرابلس في فترات التظاهرات أضاف: «لا يمكن لهؤلاء الفاسدين أن يستمروا وأن يكون لهم رأي ويقولوا نعم أو لا لرئيس الجمهورية. وقال للذين «يتكلمون عن تمييع المعركة كي يأتوا برئيس موظف يسمع الكلمة: لا نريد أن يمثّلنا «خيال صحراء», كما قال «للذين زوروا الانتخابات وزرعوا الفوضى وشجعوا التصادم، ويأتون اليوم ليحكمونا باسم الحرية والديموقراطية: فليأخذوا هذه الديموقراطية، ومشكورون عليها. لقد بلغنا سن الرشد، ونستطيع أن نقرر ما نريده بأنفسنا».
(الأخبار)