رأى رئيس الجمهورية، العماد إميل لحود، أن الاقتراح الذي قدّمه قبلاً، بتشكيل حكومة إنقاذية سياسية برئاسة قائد الجيش العماد ميشال سليمان «هو صيغة بديلة لمنع حصول أي فراغ في السلطة الإجرائية بعد انتهاء الولاية الرئاسية، مشروطة بتوافر الإجماع، علماً بأن الحل الأمثل هو إجراء الانتخابات الرئاسية وفق الأصول الدستورية».وكشف لحود أمام زواره أن عدداً من السفراء سألوه عن اقتراحه، فأكد لهم أنه «في حال موافقة الأكثرية والمعارضة على تشكيل هذه الحكومة الإنقاذية يمكن السير بها، أما إذا رفض أحد الطرفين الاقتراح فإنه لن يشكلها، لأنه حريص على إبقاء الجيش موحداً وعدم إدخاله في النزاع السياسي الداخلي». وشرح الأسباب التي دفعته إلى التقدم بهذا الاقتراح الذي تداوله مع قيادات سياسية وروحية أيضاً، فأبدى اقتناعه بأن «الجيش على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين، فضلاً عن أن الواقع السياسي الراهن في البلاد وصل إلى مرحلة خشي فيها من أن يكون متعذراً إجراء الانتخابات الرئاسية، ولأنه لا يمكنه أن يسلم السلطة الإجرائية لحكومة غير شرعية وغير دستورية وغير ميثاقية، رأى أن المخرج الممكن قد يكون من خلال حكومة انتقالية برئاسة العماد سليمان مع مجموعة من الشخصيات المدنية والوطنية المحايدة، تتولى المحافظة على وحدة البلاد وحماية مسيرة السلم الأهلي والمؤسسات الدستورية، وتوفر المناخات الملائمة لإعادة الحياة السياسية إلى طبيعتها والتحضير لانتخابات نيابية على أساس قانون انتخابي عادل يعكس الواقع التمثيلي الشعبي ويضع حداً للجدل حول من هي الأكثرية ومن هي الأقلية. وفور إنجاز هذا الاستحقاق النيابي تكون البلاد قد باتت مهيأة للاستحقاق الرئاسي فتشرف الحكومة الإنقاذية على إتمامه، وتفسح في المجال بعد ذلك أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية».
وأكد لحود، كما نقل عنه زواره، أن «هذا الاقتراح لقي دعم قيادات سياسية وروحية تهمها مصلحة لبنان، فيما انبرى أصحاب الحسابات الشخصية والاعتبارات الذاتية إلى معارضته من خلال الترويج لبدائل ترتكز على بدع دستورية، ولا سيما في ما خص مسألة نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية». وأشار إلى أن اقتراحه الذي لا يتطلب تعديلاً للدستور، هو «استثنائي لمرحلة استثنائية. أما إذا رفض الاقتراح واتجه الرافضون صوب خيارات أخرى تهدد وحدة لبنان، فإنه سيضطر إلى اتخاذ الخطوات التي تمليها عليه مصلحة البلاد وأهلها من ضمن سلة بدائل دستورية وقانونية يحتفظ بها إلى الوقت المناسب، ولن يكشف عنها قبل أوانها لحمايتها من استهدافات الفريق الذي لا يعمل من أجل كل الوطن وجميع أبنائه». وشدد على «أنني لن أبقى متفرجاً أمام محاولات نحر الوطن أو تسليمه إلى من يمعن فيه شرذمة ويقوده إلى المجهول والضياع والتقسيم، ولن ترهبني تهديدات من هنا، وتحديات من هناك، ولا الحملات التي تصدر عن أصوات نشاز خير لها أن تصمت، ولا سيما إذا كان أصحابها من الذين يفترض بهم أن يخجلوا من ماضيهم وحاضرهم وارتباطاتهم التي ترهن مستقبل البلاد بإرادات الخارج ومخططاته المشبوهة».
وكان الرئيس لحود، قد انتقل أمس إلى دارته في بعبدات حيث كانت له مع زواره سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية واقتصادية وإنمائية. وفي هذا الإطار، استقبل رئيس الجمهورية الوزير والنائب السابق رفيق شاهين ورئيس المكتب السياسي لـ«حركة الناصريين المستقلين ـــــ المرابطون» يوسف غزاوي ورئيس «المجمع الإسلامي في لبنان والعالم العربي» محمد الداية. كما كرّم السيدة ألمازة رشيد سعادة تقديراً لعطاءاتها وقلّدها وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط، منوهاً بمزاياها وبما قدمته للبنان. والتقى لحود المدير الإداري والمالي في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وأمينها العام السابق مالك شلهوب والمدير العام لإذاعة «صوت المحبة» الأب فادي ثابت على رأس وفد من العائلة شكر له مواساته بوفاة والده، ووفداً من آل لحود شكروا له مواساتهم بوفاة السفير السابق نزيه لحود وآخر من آل كفوري شكر لرئيس الجمهورية مواساته العائلة بوفاة عميدها إسكندر إبراهيم كفوري، وأبرق إلى رئيس جمهورية سلوفاكيا إيفان غاسباروفيتش مهنئاً بالعيد الوطني.
(الأخبار)