البقاع ــ الأخبار
تنهمك أوساط بلدة جلالا في قضية مقتل الفتى حسين المولى (17 عاماً) الذي قضى برصاص «مجهول» لم تحدد التحقيقات مصدره في ظل روايتين عن الملابسات: الأولى أنه قضى برصاص والده، والثانية أنه قضى بتبادل لإطلاق النار بين جده وشخص أراد الزواج بشقيقته

نقل الشاب حسين المولى «17 عاماً» يوم أمس جثة هامدة الى المستشفى اللبناني ـــــ الفرنسي في زحلة بعد اصابته بطلق ناري في صدره أدى الى وفاته. وفي التفاصيل أنه ظهر امس حضرت سيارة من نوع «نيو رانج روفر» الى مركز طوارئ المستشفى اللبناني ـــــ الفرنسي في زحلة وبداخلها السائق وشخص جريح بحالة اللاوعي.
وبعد قيام ممرضي مركز الطوارئ بإنزال الجريح من السيارة، غادر السائق المكان بسرعة جنونية ليتبين لدى محاولة اسعاف الجريح أنه فارق الحياة جراء اصابته بطلق ناري في صدره. وأثناء ذلك تمكّن حارس المستشفى من معرفة رقم لوحة تسجيل السيارة، فأبلغ غرفة عمليات منطقة البقاع التي عمّمت اوصاف السيارة على الدوريات الأمنية فاستطاعت توقيف السيارة وسائقها على طريق عام بعلبك وجرى نقله الى فصيلة درك طليا للتحقيق معه.
مصدر أمني افاد «الأخبار» بأنه حوالي الساعة الواحدة من ظهر يوم امس الجمعة سمع اطلاق نار مصدره بلدة جلالا ـــــ قضاء زحلة، وبعد استطلاع الامر تبيّن أن الفتى حسين المولى قد اصيب بنتيجة اطلاق النار وتم نقله الى المستشفى، ثم ما لبث ان فارق الحياة. وأفاد المصدر بأنه تم ضبط سلاح حربي في سيارة الرانج روفر مع سائقها هادي م. الذي نقل الضحية الى المستشفى، وأنه بعد التحقيقات الاولية التي اجريت مع الموقوف صرح بأنه ليس المسبب بمقتل حسين المولى.
طبياً، وبناء على إشارة النيابة العامة الاستئنافية في البقاع، كشف فريق من «الأدلّة الجنائية» على الجثة، وعاينها الطبيب الشرعي بديع ابو رجيلي، ليتبين ان سبب الوفاة «رصاصة متفجرة من سلاح حربي اخترقت الصدر من الناحية اليمنى تحت الكتف وتشظت الى ثلاثة اقسام ثم استقرت بمحيط القلب والرئة من الناحية اليسرى». وتولّت الشرطة العسكرية في الجيش متابعة التحقيقات في ظروف مقتل الفتى بسبب انتماء والد الضحية الى السلك العسكري، وهو برتبة عقيد. وعليه أشارت النيابة العامة العسكرية بوجوب تشريح الجثة واستخراج الشظايا تمهيداً «لإرسالها الى المختبرات بغية معرفة نوع السلاح الذي اطلقت منه» مع الاشارة الى أن الشرطة العسكرية كانت قد تسلمت من اهل القتيل سلاحاً من نوع كلاشنيكوف استعمل اثناء اطلاق النار.
هذه القضية التي رافقتها حالة من التكتم الشديد من القائمين بالتحقيق وأهل الضحية الذين تجمعوا امام المستشفى وسط ذهول الجميع، أرست روايتين مختلفتين عن كيفية حصول الحادث. الرواية الاولى تقول «ان هادي المذكور كان يرغب في الزواج بشقيقة القتيل لكنه جوبه برفض كامل من بعض الأهل، الأمر الذي دفعه الى الحضور برفقة ثلاثة مسلحين لاختطاف الفتاة بالقوة بقصد الزواج. وعند وصولهم امام المنزل حصل تبادل لإطلاق النار بينهم وبين جد الفتاة (ح. م.) فأصيب حسين بطلق ناري ادى الى وفاته من دون معرفة مصدر الرصاصة». أما الرواية الثانية، فتقول «ان القتيل على علاقة صداقة مع هادي، وهو لحظة الحادثة كان بجانب الأخير في سيارة الرانج روفر ذات الزجاج القاتم، في محاولة لإقناع الأهل من خلال الفتى بتزويجه الفتاة، من دون جود نية لهادي بخطف الفتاة. لكن لدى مشاهدة والد القتيل للسيارة امام منزله، أخذ يطلق النار باتجاهها من دون علمه بأن ابنه بداخلها، وهو ما أدى الى اصابته».
الأم الثكلى كانت تردد أمام المستشفى عبارات الحزن: «الله لا يوفق اللي كان السبب» وحمّلت مسؤولية مقتل ولدها للشيخ «م. م.» وولده هادي م. رافضة الدخول بأية تفاصيل بعد تدخل احد اقربائها الذي منعها من التصريح بأية معلومات. وسلّمت الجثة الى ذويها بعد موافقة النيابة العامة العسكرية، ولا تزال التحقيقات جارية للكشف عن ظروف مقتل الفتى حسين المولى، وسط استنكار اهالي بلدة حربتا مسقط رأس الضحية. والجدير ذكره أن حسين هو الصبي الوحيد لدى أهله وكان من أصحاب السيرة الحسنة والأخلاق الطيبة بين رفاقه في المدرسة، وهو حائز شهادة البكالوريا.