وصف الرئيس سليم الحص الصيغة التي طرحها الرئيس إميل لحود لتأليف حكومة مدنية برئاسة قائد الجيش، العماد إميل سليمان، بأنها «متسرّعة وعقيمة، لا بل ومدمّرة للوطن». ووجّه الحص كتاباً مفتوحاً إلى رئيس الجمهورية جاء فيه: «لفتنا كلامك إذ قلت ما يفيد أنك على استعداد لإطلاق حكومة برئاسة قائد الجيش. ونحن نرى أنك مخطئ في هذا الرأي، وأنت بذلك ترتكب خطيئة مميتة في حق وطنك». ورأى أن قائد الجيش «في طليعة المؤهّلين لرئاسة الجمهورية، لا لرئاسة حكومة انتقالية ستكون منطلقاً لتفجير الأوضاع في البلاد، لا قدّر الله. إن طرح فكرة إنشاء حكومة انتقالية في نهاية العهد يعني بالضرورة إيجاد حكومتين متصادمتين: حكومة السنيورة البتراء، وفي مواجهتها الحكومة الانتقالية المقترحة، وكلتا الحكومتين لن تعترف بالأخرى وسيكون تسابق بينهما على تسلّم المرافق الحيوية، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى تفجير شامل في الأوضاع». ورأى أن «الحل لا يكون في إقامة حكومتين متنافستين، إنما في إقامة حكومة واحدة، حكومة وحدة وطنية جامعة. وقد طرحنا عليك صيغة عملية لحكومة وحدة وطنية تنقذ البلد من محنتها، فإذا بك تستمع ولكنك، للأسف، لا تصغي».
وسأل الحص: «ألا تعلم أيها الرئيس أن إقامة حكومتين متناحرتين ستكون محرقة للبلاد ولقائد الجيش الذي يستقطب اليوم احترام الجميع بفعل أدائه المتميّز، ومحرقة لأمل الناس في غد أفضل حتى إشعار آخر؟ ألا تحسب أيها الرئيس حساب إثارة الحساسيات المذهبية والطائفية في بلد تستعر فيه العصبيات الفئوية إذا نُصِّب قائد الجيش في موقع ليس لفئته حسب الأعراف والمسلّمات؟ ألا تعلم أن تنصيب قائد الجيش في موقع رئيس الوزراء سيكون سبباً لتعزيز مكانة الرئيس السنيورة على الصعيد المذهبي في موقعه المتخلخل حالياً؟ ألا تعلم أن الحكومة البتراء تعيش على الإثارة الطائفية والمذهبية؟. إذا كنت أيها الرئيس تعلم ومع ذلك تصرّ على مشروعك الملغوم فالخطب عظيم، وإذا كنت لا تعلم فالخطب أعظم».
وزاد: «في غمرة الحديث الرائج عن التهميش الطائفي، يجب أن تدرك أن التهميش لا يحارب بالتهميش، بل بالعمل المنهجي على تجاوز الحال الطائفية في إطار برنامج إصلاحي وطني». وختم: «نخالفك الرأي بشدة، ونرى تفكيرك متسرّعاً وعقيماً، لا بل ومدمّراً للحياة الوطنية. ولذلك ندعوك إلى التبصّر والتشبّث بمشروع حكومة الوحدة الوطنية الجامعة، ففيها لا في أي صيغة مغايرة نجاة لبنان. وإذا كان وراء توجّهك المستجد مسعى لاستمالة طائفية، فإننا نجلّك عن اعتبارات كهذه، ونربأ بك الانزلاق إلى بؤرة عُرِفْت بالنأي عنها حتى اليوم».
(وطنية)