عين وزين ــ أميمة زهر الدين
تزخر المناطق اللبنانية بالمواقع الطبيعية الجميلة، مغارة عين وزين كغيرها من المرافق السياحية، شرعت أبوابها لاستقبال ضيوفها منتظرة التفاتة موعودة بها من وزارة السياحة وجعلها على الخريطة السياحية اللبنانية لاستقطاب الزائرين والسياح.
اكتشفت المغارة عام 2003 عندما قرر المواطن أنور الحسنية بناء مستودعات على ارض يملكها في بلدة عين وزين على الطريق العام الذي يربط بلدة عين وزين الشوفية ببلدة بتلون في منحدر الجرف الصخري لمنطقة عين وزين على علو 1040 متراً عن سطح البحر. وقبيل الانتهاء من حفر المكان استوقفه وجود صخرة وشلال مياه صغير تركه على حاله. عندما باشر العمل فيما بعد، ظهرت له فجوة لم تكن إلا مدخلاً للمغارة. استمر العمل لمدة ثلاث سنوات حتى ظهرت المغارة على مساحة 425 م2 وهي عبارة عن تجاويف وأنفاق شكّلت شبكة من الممرات المضللة تكوّنت بفعل تخزن وضغط المياه في الطبقات الجوفية للصخر، تزينها شموع من الصواعد والهوابط استغرق تشكيل كل سنتمتر واحد منها 500 سنة. واكتمل العمل فيها عام 2006الأخبار» زارت المغارة والتقت مكتشفها أنور الحسنية الذي أشار إلى أنه «لم يخبر أحداً عن هذا الاكتشاف الا في مرحلة متقدمة من الحفر، فأطلع وزارة السياحة التي استطاع الاستحصال منها على رخصة سياحية لاستثمار المغارة سياحياً بعد عدة دراسات وكشوف من أجرتها».
وأضاف أنه في المرحلة الأولى تم اكتشاف 20 متراً كانت كافية لتبيان أهمية التجوّف الذي يمتد على عشرات الأمتار.
تتكون المغارة من طبقة معروفة بطبقة صنين الكلسية، والجدير بالملاحظة أهمية المظاهر الكاريستية والعوامل الجيومورفولوجية الكاريستية التي تتمثل بشخاريب متنوعة.
تنخفض المغارة عن الطريق العام ثلاثة أمتار. كانت المغارة ممراً لمياه جوفية، وحسب تقدير الخبراء فقد تشكلت منذ 25000 سنة بعد تحول المياه عنها طبيعياً. حفرت المياه فيها أقنية وسراديب ضيقة لا يتعدى عرضها مترين في بعض الأماكن بارتفاع أقصاه متر، كما أن انهيار الطبقات الكلسية داخل المغارة أدى الى تشكيل صالات متوسطة وصغيرة. يؤدي المدخل نزولاً بواسطة الدرج الى صالة لا تتعدى ثلاثة أمتار يتفرع منها شمالاً نفق بعرض متر الى مترين تقريباً بطول أقصاه 26 متراً يتوقف على بركة ماء رائعة بطول نحو ستة أمتار وعرض متر ونصف. يتفرع من النفق شرقاً وغرباً عدة ممرات واسعة حيناً وضيقة أحياناً، حيث الحرارة تبقى ثابتة صيفاً وشتاءً على 12 درجة. أما الممرات المخصصة للزوار فيبلغ طولها 185متراً. الدخول اليها سهل نسبياً ويستغرق الزائر للتجول فيها ما لا يقل عن نصف ساعة، وهي غنية بتماثيل كلسية تعجز يد نحات عن صنعها من شموع متدلية نحتتها قطرات الماء على مر السنين، الى ممرات وتشكيلات صخرية تأخذ العين وتظهر عوامل تأثير المياه بوضوح من خلال الأشكال الكاريستية.
مغارة عين وزين مميزة من حيث تكوينها ومساحتها وما تمثله من نافذة على العالم الجوفي. فهي بالرغم من جمال تكوينها الطبيعي تؤلّف مادة لدراسة جيولوجية. كذلك تعدّ معلماً سياحياً مقصوداً في محيط طبيعي جميل إضافة الى العاملين العلمي والتاريخي.
تكبد صاحب المغارة تكاليف باهظة في حفر المغارة آملاً الاستفادة منها في المواسم السياحية محاولاً بمجهوده الشخصي استقطاب بعض السياح وطلاب المدارس في المنطقة عبر توزيع بعض المنشورات والإعلانات عن المغارة. وهو ينتظر اليوم التفاتة من وزارة السياحة للوفاء بوعدها في وضعها على الخريطة السياحية اللبنانية.