أكّد قائد الجيش العماد ميشال سليمان أن دماء الشهداء الأبرار «لن تدخل في معادلة الثأر والانتقام»، مطالباً المرجعيات السياسية والدينية وأصحاب القلم والكلمة، باسم كل الشهداء، بـ«إدراك حجم ما بذله العسكريون من جهود وتضحيات، وما كابده المواطنون من جراح وآلام»، التي «لا يمكن أن توفى حقها إلا من خلال الوحدة الوطنية والتوافق الداخلي، بعيداً عن ثقافة التصادم والتجاذب السياسي العبثي». ولأن التنازل من هنا أو هناك «ليس ضعفاً، بل كبر وترفّع وشعور عالٍ بالمسؤولية، سينصف صاحبه التاريخ والأجيال القادمة»، لفت سليمان إلى أن «مصلحة الوطن هي وحدها التي تحفظ مصلحة الجميع».وكان سليمان قد أعلن هذه المواقف اللافتة في تعميم وجّهه إلى العسكريين، وتمحور حول مسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها، وما رافق الأحاديث في هذا الشأن من «إثارة القلق لدى المواطنين من احتمال حصول مواجهة بين الجيش وبعض التنظيمات الفلسطينية خلال المراحل اللاحقة».
ولتبيان الحقائق، ولا سيما في ما يتعلّق بدور الجيش إزاء الاستحقاقات والتحديات القائمة، ذكّر سليمان بأن الأحداث الجارية حالياً في مخيم نهر البارد «لم تبدأ بناءً على توقيت من الجيش، بل بفعل إقدام تنظيم ما يسمّى (فتح الإسلام) على الغدر بالعسكريين»، مشيراً إلى أن «من أبسط واجبات الجيش ملاحقة القتلة المجرمين الذين هم في الأساس مجموعة من المرتزقة الإرهابيين الذين استباحوا حرمة الوطن، وارتكبوا الجرائم بحق أبنائه».
كما رأى أن موضوع السلاح اللبناني أو الفلسطيني المقاوم «يتمّ البحث به ومعالجته من خلال الحوار والتوافق، إن كان بين اللبنانيين أنفسهم، أو بين اللبنانيين والأخوة الفلسطينيين المعنيين بالقضية، وبما يحفظ المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين، ولا يقدّم خدمة مجانية يستفيد منها العدو الإسرائيلي».
وإذ أشار إلى أن التضحيات الجسام التي قدّمها الجيش «رسّخت في وجدان اللبنانيين معاني السيادة والحرية والكرامة التي لا يمكن التفريط بها تحت أي شعار»، و«أكدت للمتربّصين شراً بالوطن أن أي اعتداء في المستقبل على المواطنين أو على الجيش سيواجه بمثل ما يحصل اليوم، وسيكون ثمنه باهظاً عليهم»، ختم سليمان تعميمه بتوجيه دعوة إلى اللبنانيين لـ«مزيد من اليقظة ورصّ الصفوف، وإبلاغ الجيش وسائر القوى الأمنية عن كل ما يثير الشك والريبة في محيطهم».
(الأخبار)