باسكال عازار
«من الحب ما قتل». مثل أكدته الحادثة التي وقعت بين أحمد ب. ودنيا ز. اللذين جمعتهما علاقة عاطفية قبل أن تكتشف دنيا أن حبيبها متزوج وينتظر مولوداً، فأطلقت عليه النار لكنه نجا بأعجوبة.
وفي التفاصيل أن أحمد كان قد وعد دنيا بالزواج، وبعد أن اكتشفت الأخيرة أمر زواجه، قررت افتضاح أمره أمام زوجته، فقصدت للغاية منزله الزوجي وشرحت أمر علاقتها بأحمد لزوجته. لكن ما حدث خلال المحادثة لم تكن تتوقعه دنيا، إذ حضر أحمد فجأة ورآها في منزله وفي حضرة زوجته التي لا تعلم عن علاقته بدنيا، فلم يكن منه إلا أن بدأ بشتم دنيا وتعدى الأمر إلى ضربها.
الأمر لم ينتهِ، فخلال الأيام التي تلت، لاحق أحمد دنيا محاولاً إيهامها بأنه سيقوم بما يجب عليه كي يبقيا على علاقتهما، وبأنه يريد الطلاق من زوجته بعد أن تضع مولودها. تلك المحاولات لم تقنع دنيا، فتوجهت إلى منزل أحمد مجدداً بتاريخ 2/6/2005 حاملة مسدساً، ولدى خروجها من المصعد فوجئت بوجود أحمد أمامها، الذي بدوره فوجئ بالمسدس الذي تحمله فشتمها ودفعها. عندها شهرت المسدس بوجهه قبل أن يدفعها مرة أخرى ثم دخل منزله وأغلق الباب، ما جعلها تطلق ثلاثة عيارات باتجاه الباب فأصابت إحداها أحمد في الجانب الأيمن من صدره، ما استدعى إجراء عملية جراحية له وتعطيله عن العمل مدة 15 يوماً.
وقد اعترفت المدعى عليها خلال التحقيقات وخلال الجلسة الوحيدة للمحاكمة التي عُقدت يوم 29/5/2007 بأنها أطلقت ثلاثة عيارات تجاه الباب. ورغم ذلك، فإن أحمد كان قد أسقط حقوقه الشخصية تجاه دنيا أثناء التحقيقات التي أجريت معها.
وقد أصدر القاضي المنفرد الجزائي في بيروت زياد مكنّا حكماً وجاهياً بحق دنيا بتاريخ 28/6/2007 وفق المادة 72 من قانون الأسلحة، لإقدامها على نقل مسدس غير مرخص، ووفقاً للمادة 573/2 من قانون العقوبات لجهة التهديد بواسطة المسدس الذي استعملته بالفعل. أضف إلى ذلك المادة 565/2 من القانون ذاته لجهة إيذاء المدعى عليه عن غير قصد وتعطيله عن العمل مدة خمسة عشر يوماً. وبناءً عليه، قضى الحكم بتغريم دنيا مبلغ خمسمئة ألف ليرة لبنانية، بعدما استبدلت عقوبة السجن، وحرمانها من حق حمل السلاح لمدة ثلاث سنوات وإلزامها تقديم المسدس خلال خمسة عشر يوماً من تاريخ صدور هذا الحكم.