استعاد عدد من مسؤولي «حزب الله» مشهد اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، مع ما تضمّنه من مديح حظي به الأول، واضعين ما جرى في خانة «التحريض على المقاومة»، بما يشير الى «استعداد الفريق الحاكم لتنفيذ الإملاءات الأميركية».فقد أكد رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» هاشم صفي الدين أن لبنان «أصبح منكشفاً في الوقت نفسه على كل القضايا والصراعات التي يراد إقحامه فيها»، معتبراً أن امتداح رايس للسنيورة «عنوان واضح وفاضح لمدى تدخّل السياسة الأميركية في لبنان، ولمدى استعداد البعض لكي يكون جاهزاً لتنفيذ البرنامج الأميركي المرفوض هنا في الساحة اللبنانية».
وخلال رعايته حفل تخريج دفعة من الطالبات في الحوزات والمعاهد الإسلامية، في قاعة ثانوية المصطفى في مدينة النبطية، في حضور رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، رأى صفي الدين أن «فريق السلطة أقحم نفسه ويريد أن يقحم لبنان كله في حلف أميركي ودولي، فيه بعض الأطراف الإقليمية، من أجل أن يأخذ لبنان ليكون في خدمة المشروع الأميركي التقسيمي الذي يحصل من خلاله الكيان الصهيوني على امتيازات»، وأن «السياسة الأميركية في المنطقة مشروع يريده الأميركي اقتتالاً لبنانياً ـــــ لبنانياً»، مستغرباً كيف أن بعض السياسيين اللبنانيين «يرغبون في تحقيق المشهد الأميركي القذر في لبنان وفي كل المنطقة».
بدوره، وضع مسؤول منطقة الجنوب في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق الاجتماعات الثنائية بين السنيورة ورايس في خانة «السياسة التحريضية على المقاومة، إذ إنه يضع يده بيد ملطخة بدماء شهدائنا»، مشيراً الى أن «الوصاية الأجنبية نقيض للشراكة الوطنية»، وبالتالي «كلما اقترب فريق 14 شباط من الوصاية الأميركية، ابتعد عن الشراكة الوطنية.. وكلما اقترب من الخارج، ابتعد عن الداخل»، والى أن «الاستقواء بالخارج مظهر ضعف، الى حدّ أن يجعل بوش الرئيس السنيورة في مكانة بلير، فكفى بذلك إدانة ومذلّة».
وخلال افتتاحه الأنشطة الصيفية لعام 2007 في مخيم أمجاد عند نهر طيرفلسيه، جدّد قاووق تأكيده أن المعارضة «حريصة على الوحدة الوطنية ووحدة المؤسسات، من أجل وحدة الوطن»، لكن «الفريق الحاكم لا يوفّر فرصة لاغتيال المؤسسات والقانون والدستور، حباً بالتسلط وعملاً بنهج الإلغاء والإقصاء، وهذا لا ينتج بلداً بل دويلة من المشكوك في أن يستطيعوا حكمها في لبنان»، واصفاً السنيورة بأنه «مصرّ على النظر الى الخارج لا الى الداخل، بمنظار مغلق، وهو لن يرى طريق الحل بل طريق تعميق الأزمات وزيادة التوتر في البلد».
وحذّر المسؤول السياسي لـ«حزب الله» في الجنوب حسن عز الدين، خلال المعرض السنوي الذي أقامته مدارس الإمام المهدي في بلدة المجادل لمناسبة نهاية العام الدراسي، من أن لبنان «بات تحت التدويل الكامل على كل المستويات»، محمّلاً السلطة مسؤولية «تعطيل كل المؤسسات الدستورية التي ترعى شأن الحكم، حتى بتنا أمام وصاية أجنبية خطفت الوطن وإنجازاته لتأخذه الى مكان وموقع ودور آخر».
وإذ رأى أن الفريق الحاكم في لبنان «بات عاجزاً عن اتخاذ أي قرار بملء إرادته لإنتاج وتأليف حكومة وحدة وطنية تخرج هذا البلد من هذه الأزمة السياسية الحادة»، أشار الى أن هذا النهج «سيفشل كل المحاولات والمبادرات»، والى أن أي حوار لا ينتج حلاً لهذه الأزمة هو «مضيعة وتقطيع للوقت، ليمرّروا كمائنهم السياسية التي ينصبونها لهذا الوطن».
(الأخبار)