تعليق المساعي يشعل البارد والمقدح يعلن انجاز القوة الأمنيةساهم تعليق «رابطة علماء فلسطين» مساعيها لحلّ أزمة مخيّم نهر البارد، وإعلانها أنّ الأفق مسدود حيال إيجاد مخرج لمشكلة مسلحي حركة «فتح الإسلام»، في أن يكون صوت القذائف والرشّاشات هو الوحيد الذي يدوّي ويعلو فوق كل الأصوات.
وعلى هذا الأساس ارتفعت وتيرة الاشتباكات في اليومين الماضيين (نزيه الصديق)، ودارت معارك عنيفة عند المحورين الشرقي والجنوبي، بالقرب من مجرى نهر البارد وعند سكة الحديد، استخدمت فيها القذائف المدفعية والأسلحة الرشاشة، فضلاً عن رصاص القنص، وهو ما بدا واضحاً من خلال ارتفاع أعمدة الغبار بكثافة من الأحياء والمواقع التي كان الجيش يقصفها داخل المخيم.
وفيما ساد هدوء حذر يوم أمس، تخلله قصف كان يهدأ لفترات قليلة قبل أن يعاود بعنف أكبر، قام الجيش اللبناني بتعزيز مواقعه في النقاط الرئيسية، في محاولة لصدّ أي محاولة تسلل أو التفاف حوله من قبل مسلحي الحركة، فضلاً عن استهدافه المواقع التي يطلق المسلحون النار منها في اتجاهه، وخصوصاً في أحياء سعسع وصفوري ومحيط مسجد الحاووظ، إضافة الى حي المهجرين الواقع على تخوم المخيم القديم، وتحديداً في المثلث الممتد بين مدارس الأونروا ومركز ناجي العلي الطبي والتعاونية.
وعمل فوج الهندسة في الجيش على استكمال نزع الألغام وتفجيرها، بعدما عمد المسلحون إلى زرعها بكثافة في الأحياء والأبنية التي انتزعها الجيش منهم، وهو الأمر الذي أدى الى إصابة جنديين بجروح بعدما انفجر بهما لغم كانا يعملان على نزعه، بينما أدى انفجار لغم آخر بجرافة كانت تعمل على إزالة الدشم الى تعطّلها. وكانت قيادة الجيش قد شيّعت في نهاية الأسبوع العريف الشهيد جورج أسعد نعمة والمعاون الأول الشهيد علي عكوش حيث احتُضن نعمة من قبل أهالي بلدة حرف أرده زغرتا، فيما احتُضن عكوش من قبل أهالي بلدة الخرايب ــ صيدا.
في موازاة ذلك، أوضحت مصادر رابطة علماء فلسطين أنها لن تعاود مساعيها مجدداً، إذا لم تحصل على ضمانات أكيدة من الحكومة اللبنانية والفصائل الفلسطينية، على الرغم من أن وزراء لبنانيين أبدوا استياءهم وانزعاجهم من تعليق الرابطة مساعيها.
وفي خطوة لافتة، أعلن منير المقدح المسؤول العسكري في حركة فتح في مخيم عين الحلوة أمس أن قوة أمنية فلسطينية ستنتشر خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة في مخيم نهر البارد. وقال المقدح: «تم الاتفاق على تشكيلة 90% من القوة التي ستتألف من 300 عنصر» والتي «ستبدأ تنفيذ مهامها خلال 24 ساعة في نهر البارد». ورفض متحدث عسكري لبناني رداً على سؤال لوكالة فرانس برس التعليق على هذا الموضوع الذي يحتاج تنفيذه حكماً لموافقة الجيش اللبناني. وأوضح المقدح أن مهمة القوة تقضي بـ«ضبط الوضع الأمني في كامل نهر البارد بشكل يرضي اللبنانيين والفلسطينيين ويحفظ للجيش كرامته». وعن مصير عناصر فتح الإسلام، قال إن «هناك آلية ستستكمل خلال الساعات القادمة، وقد قدمت إلى الجيش والجهات المعنية لإعطاء الرأي فيها». وأشار إلى أن القسم الأكبر من القوة سيكون مصدره مخيم عين الحلوة، مضيفاً أن اتصالات تجري مع الفصائل الفلسطينية كلها بهدف مشاركتها في القوة الأمنية.
(الأخبار، أ ف ب)