طرابلس ـ فريد بو فرنسيس
أعاد البيان التحريضي الذي وزع في طرابلس، أمس، ضد قناة الجزيرة وحمل توقيع «علماء طرابلس والشمال» تسليط الضوء على حوادث الاعتداء المتكررة على إعلاميين ووسائل إعلامية، وحملات التحريض والدعوة إلى المقاطعة ووقف بث وسائل إعلامية بسبب الاحتقان السياسي السائد في البلاد

وزع في طرابلس، أمس، بيان حمل توقيع «علماء طرابلس والشمال»، دعا الساسة وأجهزة الإعلام والمواطنين اللبنانيين والفلسطينيين كافة، وخاصة أهل السنّة والجماعة إلى «مقاطعة ومنع مراسلي قناة الجزيرة من حضور المؤتمرات الصحافية، وإلى عدم الإدلاء لها بأية تصريحات، ومقاطعة بثها حمايةً لسلم لبنان وأمنه ووحدة شعبه».
وأشار البيان إلى أن قناة الجزيرة، منذ أن بدأت ثورة الأرز، اتخذت موقفاً منحازاً ضد هذه الثورة، ومؤيداً لأعدائها، وراحت تعمل على تشويه صورة «الحكومة اللبنانية» وتضخيم الأخطاء، الطبيعي حدوثها في بلد حديث كلبنان، وتقديم الأخطاء على أنها جرائم متعمدة ومخططات ومؤامرات لا وجود لها إلا في أذهان القيمين على هذه القناة القذرة ومن يرعاها ويدعمها، لم توفر هذه القناة جهداً في بث الدعايات التحريضية بين أبناء الطوائف اللبنانية في بداية «ثورة الأرز» ثم حاولت إثارة النعرات والانقسامات المذهبية في حرب تموز 2006 وما تبعها من أحداث وتداعيات».
ولفت البيان إلى أنه «عندما بدأ عدوان عصابة العبسي على أمن لبنان اتخذت الجزيرة موقع الريادة بين أخواتها من قنوات التحالف الإيراني ونقلت صورة معكوسة للعرب والمسلمين تظهر هذه العصابة بمظهر ناصر المظلومين والضعفاء وتضع لبنان حكومة وشعباً وجيشاً في موضع القوة المتعسفة التي تضطهد الفلسطينيين وتحاربهم. وإن موقف الجزيرة هذا جاء لإتمام مهمة عصابة العبسي وهي جعل الشعب الفلسطيني حصان طروادة الذي تدخل به الفتنة (السنية ـ الشيعية) لتكون ممر الحرب الأهلية التي يعمل لأجلها الذين خرجوا من لبنان مرغمين وتوعدوه بالانتقام ولو بعد حين».
وتعليقاً على الموضوع، أعرب وزير الإعلام غازي العريضي عن خشيته من أن يكون البيان «نوعاً من التحريض»، وقال: «أولاً مع احترامي وتقديري لكل العلماء ولا سيما الذين يتصفون بالقدسية والموضوعية والحكمة وتغليب المصلحة الوطنية على أي أمر آخر، هذا البيان غامض بتوقيعه، وما أخشاه هو أن يكون نوعاً من التحريض أو التغطية لأي اعتداء يتم على إعلامي أو وسيلة إعلامية سواء كانت الجزيرة أو غيرها مع التخصيص بالجزيرة في هذا البيان». أضاف: «في كل الحالات، هذا لا يخفي حقيقة أن اعتداءات كثيرة حصلت في الأشهر الأخيرة منذ بداية التوتر في البلاد على الصحافيين والإعلاميين والمصورين الذين ينتمون لكل المؤسسات الإعلامية في لبنان أو بعض المؤسسات التي تعمل على الساحة اللبنانية بشكل خاص الجزيرة. هذه الاعتداءات حصلت في كل المناطق اللبنانية من قبل أنصار لكل القوى السياسية اللبنانية، وأشدد على كل القوى السياسية اللبنانية، وهذا أمر مؤسف ليس ثمة منطقة لم يحصل فيها اعتداء وليس ثمة فريق سياسي لم يعتد أنصاره على إعلامي أو صحافي أو مصور أو وسيلة إعلامية بسبب الاحتقان السائد في البلاد».
ومساءً، نفذت غالبية وسائل الإعلام العاملة في الشمال اعتصاماً رمزياً على خلفية البيان، وذلك في باحة فندق الكوالتي ان في مدينة طرابلس. وتحدث في الاعتصام مدير مكتب السفير الزميل خضر طالب باسم نقيب المحررين ملحم كرم، تلاه الشيخ إبراهيم الصالح، فممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أبو عدنان ممثلاً الفصائل الفلسطينية في الشمال، فكلمة رابطة علماء فلسطين ألقاها الشيخ وليد أبو حيط، ثم كانت كلمة ممثل قناة المنار الزميل حسين نور الدين، فالناشطة الإيرلندية كوينا بانرلي، والناشط الإعلامي في التيار الوطني الحر في طرابلس بشير خضر، ثم ممثل الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في الشمال أركان بدر، فالزميل نقولا طعمة عن وكالة الصحافة الفرنسية، وعادل الحلو عن حزب التحرر العربي. وختاماً، كانت كلمة لتيار المستقبل ألقاها ممثله في الشمال المهندس عامر الرافعي. وقد أجمع المتحدثون على إدانة التعرض للصحافيين من أي مؤسسة، مؤكدين أن الحريات الصحافية هي ضمانة لبنان. وشددوا على ضرورة أن يكون القضاء وقانون المطبوعات الحكَم في أي قضية إعلامية. كما صدرت إدانة عن الجماعة الاسلامية لـ «البيان المشبوه».