دعا «حزب الله» الرئيس فؤاد السنيورة «الذي يتحدث طويلاً عن عروبته وانتمائه إلى حركة القوميين العرب» إلى الانتفاضة على كلام الرئيس الأميركي جورج بوش بأن حكومته تؤمِّن مصالح الولايات المتحدة، وحذر من مخاطر انتخاب رئيس للجمهورية بنصاب الخمسين زائداً واحداً، مرجحاً التجديد للرئيس الحالي.وحمّل النائب حسين الحاج حسن بعد زيارته الرئيس سليم الحص مسؤولية استمرار الأزمة إلى «قوى 14شباط التي تذهب مجدداً إلى الخارج لتستمد الشرعية المفقودة في الداخل في ظل التمادي الأميركي في عرقلة الحلول والاعتداء على الشرعية والسيادة اللبنانية، وفي ظل الصمت المريب لحكومة السنيورة». واتهم الأميركيين «بكل وضوح» بتعطيل «كل المبادرات في الفترة الماضية، وصولاً إلى المبادرة الفرنسية ومبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية».
وقال: «من المضحك، أن أحد الوزراء يقر بأن السفير الأميركي تهجم على الأمين العام للجامعة العربية، وبكل وضوح يقول بأنه لا يعلق أهمية على ما قاله (جيفري) فيلتمان، في وقت يعلقون فيه على كلام أقل من ذلك من أي جهة أتى، ولا يعلقون أيضاً على منع الإدارة الأميركية لعدد من الشخصيات اللبنانية من الدخول إلى الولايات المتحدة، ولا يعلقون على أي تصرف أميركي، ولا على هذا الدعم غير المسبوق بالاسم من الإدارة الأميركية للرئيس السنيورة، في شكل أصبح واضحاً من خلاله أن حكومة الرئيس السنيورة هي فرس الرهان للسياسة الأميركية في المنطقة».
ودعا الحاج حسن رئيس الحكومة «الذي تحدث طويلاً في عروبته وانتمائه إلى حركة القوميين العرب أن يبادر إلى انتفاضة على كلام بوش، لعله ينقذ بعضاً من تاريخه المدعى من أيدي سياسة بوش الذي يرى أن حكومة الرئيس السنيورة تؤمن مصالح الولايات المتحدة». وحذر من أن «انتخاب رئيس للجمهورية بنصاب نصف زائد واحد، يعرض البلد لمخاطر كبيرة، وسيكون هذا الرئيس صاعق تفجير للأزمة».
من جهته أكد النائب حسن فضل الله في لقاء سياسي أن لدى المعارضة «خيارات سياسية ستلجأ إليها لمواجهة أي مشروع من هذا القبيل ولن يفيده دعم أميركي ولا دعم دولي»، مشيراً إلى أن «هذا الاستجلاب للأميركيين إلى لبنان هو الذي يستجلب هذا الاهتزاز الأمني إليه، والسلطة السياسية الموجودة هي المسؤولة عن هذا الاهتزاز الأمني في لبنان».
ورأى أنه «رغم كل هذا الوضع المأزوم وهذه الصورة الملبدة لا تزال هناك فرص أمام الفريق الحاكم للعودة إلى العقل ومنطق التفاهم والشراكة وإلى حكومة وحدة وطنية كاملة الصلاحية وكاملة الشراكة».
وعن المواجهات في نهر البارد أكد أن «من حرصنا على الجيش كانت دعوتنا إلى أن لا يزج في معارك لتصفية حسابات أميركية من جهات إقليمية، وفي إطار صراع هو أكبر من لبنان» مشيراً إلى أن «الحفاظ على هذا الجيش الوطني يتطلب ألا يتآمر أحد من السياسيين، وخصوصاً من السلطة السياسية عليه، من خلال إغداق الكلمات عليه وحبس الأموال والدم عنه، بل من خلال الحفاظ على هيبته وكرامته بأن لا يؤخذ إلى المكان الذي يؤدي إلى ضرب هيبته
وكرامته».
بدوره أكد نائب رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» محمود قمـــــــــاطي «أن فكرة تشكيل حكومـــــــــة ثانية جديـــــــــــــة وموجودة وقائمة وإن كان لا ينص عليها الدستـــــــــور». وإذ أكد فشل السلطة في تغيير رئيس الجمهوريــــــــــة، رجح «التجــــــــــديد له ثانية، وطالب بـ«تشـــــــــــكيل لجنة تحقــــــــــيق لكشف حقيقة من المسؤول عن معركة البارد وتقديمه للمحاكمة».
ورأى مسؤول منطقة الجنوب في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق «أن الفريق الحاكم اللاشرعي حاول أن يستكمل عدوان تموز سياسياً وإنمائياً لضرب المقاومة وسلخ شعبها عنها، إلا أن شعبنا أكد أنه شعب مقاوم لا يبتز»، مشيراً إلى «أن المقاومة وجهت ضربة قاسية إلى مشروعهم، وكانت السباقة بإطلاق أكبر مشروع إنماء وإعمار شهده لبنان ودفنت بذلك مخططهم تحت الركام».
ونبه إلى أن «استهداف المقاومة ما زال قائماً خارجياً وداخلياً وأن إرادة إسقاط هذا الاستهداف ما زالت قائمة بعزم أقوى ووضوح أشد».
(وطنية)