صيدا ـ خالد الغربي
يومئ ذاك الكهل الفلسطيني أبو الفضل لبعض الإعلاميين أن يبقى «فلتان النقاش» و«الفوضى» التي طغت على اللقاء الشعبي الفلسطيني الذي انعقد أمس في قاعة ناجي العلي داخل مخيم عين الحلوة تحت عنوان «من أجل تحصين مخيم عين الحلوة وجواره... الوحدة الوطنية ضمانة الأمن والاستقرار» و«رفضاً للتوطين ودعماً للبارد وحق العودة»، خارج التناول الإعلامي قائلاً: «يا عمي إظهروا الأشياء المنيحة.. وما تضووا على المشاكل وخلوا الطابق مستور».
لفتة أبو الفضل الذي لا يترك أي نشاط فلسطيني متصل بقضية شعبه إلا ويكون حاضراً، تبدو في محلها، وإن لم يكن بمقدور أحد القفز فوق ما عاب اللقاء من سوء تنظيم وضعف المشاركة الشعبية التي اقتصرت على بضع عشرات من مناصري الفصائل الفلسطينية التي شاركت بمختلف أطيافها في التحضير للقاء الشعبي، فضلاً عن التجاذبات الفلسطينية، حيث بان أن كل ممثل فصيل يتربص للرد على الآخر «ديموقراطياً» ومنها واحدة عندما استطرد مسؤول شعبة عين الحلوة في حركة فتح وممثلها في اللجنة التحضيرية للقاء الشعبي لمخيم عين الحلوة ماهر شبايطة بالكلام على «الوقوف مع الحكومة اللبنانية في ما بدأته من أجل حقوق اللاجئين مردداً أكثر من مرة: سنكمل مع الحكومة.. ومعاً مع الحكومة.. وجنباً إلى جنب..»، ما استدعى رداً من مسؤول اللجان الشعبية عبد مقدح «أبو بسام» قال فيه: نلفت النظر إلى أن «هذه الحكومة لا تزال تمنع حق تملك الفلسطينيين، ومنذ عامين لم تفعل أشياء لمصلحة الشعب الفلسطيني»، وأخيراً كاد أن يطاح بالجلسة عندما احتج بعض الحضور على ما بدا من «تسللات» مارسها المسؤولون الفلسطينيون إلى خارج القاعة للإدلاء بدلوهم إلى عدسات الكاميرات «بلا تصاريح ويتفضلوا يفوتوا لجوا ليسمعوا ماذا نريد» قالها محتجاً قبل أن يغادر القاعة مع عدد من الحضور. وما زاد في الأمر أن البيان الختامي الذي تلاه المسؤول في أنصار الله أسامة عباس «أبو أيوب» خارج القاعة تلي فيما الجلسة لم تنته بعد.
لكن يسجل للقاء حضور كل الأطياف الفلسطينية ولجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية واللجان الشعبية ولجان الأحياء والاتحادات وتجمع الجمعيات والمؤسسات الأهلية وفاعليات مخيم عين الحلوة وعنوانه السعي لتأكيد وحدة مخيم عين الحلوة، ورفعت فيه لافتات تؤكد على حق «العودتين» العودة السريعة إلى مخيم نهر البارد وإلى فلسطين، وكذلك لافتات كتب عليها «الحوار البناء والتماسك الداخلي أساس الوحدة الوطنية» و«تعزيز العلاقة اللبنانية الفلسطينية»، «لن تهزموا فينا إرادة التحدي المقاومة»، «تحصين مخيم عين الحلوة واجب شرعي ووطني».
عين على عين الحلوة وتعزيز مظهر التوحد فيها وعين على البارد وتناقضات حسابات الفصائل حول معالجة أزمته، وإسقاط نموذج القوة الأمنية التي شكلت في التعمير وعين الحلوة على نهر البارد فيه غموض وتجاذب. ووسط النقاش لم تغب الهموم الحياتية والمعيشية لأبناء عين الحلوة وتقصير الأنروا.
الشيخ جمال خطاب قال في مداخلته إن الوضع في مخيم عين الحلوة ومحيطه هو وضع آمن وسالم، واستنكر الطريقة التي تم التعامل بها مع تظاهرة البداوي، مبدياً خشيته تحت اسم رفض التوطين من أن تكون هناك مؤامرة للتوطين، مؤكداً أن الحل العسكري في البارد لا يجدي. وفي تصريح له خارج القاعة رأى خطاب أن هناك مقترحاً لم يتم بعد ترتيب تفاصيله، هو محاولة لإيجاد حل لقضية البارد، لأن استمرار الحل العسكري غير مفيد، والمقترح هو إيجاد عمل على طريقة ما حصل في عين الحلوة من انتشار للقوة أمنية.
مسؤول منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا خالد عارف أشار إلى تعويضات ستمنح من بعض الدول العربية لسكان نهر البارد كبدل استئجار منازل وشراء أثاث، مشيراً إلى أن حركة فتح أبلغت الحكومة اللبنانية واتفقت مع الجيش اللبناني على تشكيل قوة أمنية وإرسالها إلى البارد إذا طلب منها ذلك والأمر منسق مع القوى الإسلامية في عين الحلوة.
وفي حمأة الاعتراض على بعض المداخلات، طرح عامر الخطيب ضرورة إجراء استفتاء على استمرار القيادة الفلسطينية التي وصفها بالعاجزة وغير القادرة على فعل أي شيء لقضية اللاجئين.
وأذاع أبو أيوب مقررات اللقاء، وفيها دعوة إلى تحصين الساحة الداخلية لمنع أي اختراق يكون خراباً على المخيم (عين الحلوة) ومحيطه، واعتبار العلاقة المتينة التي تربط المخيم وجواره هي الضمانة التي تبنى عليها حالة الاستقرار ووحدة الموقف، والتأكيد أن الحوار الأخوي والتشاور يجب تكريسهما بين الأطياف الفلسطينية داخل المخيم وبينهم وجوارهم في مدينة صيدا.