مرجعيون ــكامل جابر
قضت عائلة لبنانية في حادث سير مروّع بين سيارة لليونيفيل وأخرى مدنية يستخدمها رب أسرة لتحصيل قوت عائلته التي كانت معه، مما سبّب توتراً بين سكان بلدة ميس الجبل وقوات اليونيفيل، لكن تدخل الجيش أدّى إلى عدم تفاقمه


لم يكن ماهر محمد حمدان (42 عاماً) يهوى المرور بتلك الطريق الضيقة بين مركبا والعديسة (قضاء مرجعيون)، لكنه تعوّد وعائلتَه تحمّل مشقة التنقل عليها، رغم حُفرها التي تزيدها ضيقاً، يومياً من وإلى بلدته ميس الجبل في سيارته من نوع نيسان «بيك آب»، باحثاً عن الرزق في بيع الأدوات المنزلية والكهربائية. وأمس كانت تتربّص له شاحنة صهريج تابعة للكتيبة البولندية العاملة في إطار «اليونيفيل»، فاجتاحت السيارة وفيها ماهر مع كل أفراد عائلته، زوجته وفاء علي حمدان وولديهما محمد (4 أعوام) وزينب (8 أعوام).
وروى شهود عيان لـ«الأخبار» أن الحادث الذي وقع في نزلة بين «ضهور مركبا» وبلدة العديسة، تسبب به سائق صهريج محمّل بالوقود تابع للكتيبة البولندية، وكان يسير بسرعة «جنونية» أفقدته السيطرة على الصهريج لدى وصوله إلى منعطف حاد، فاجتاح سيارة ماهر حمدان الذي كان بجانبه زوجته وولداه. وتسبب الاصطدام بانشطار السيارة عدة أجزاء وتطاير من فيها إلى مسافة ثلاثين متراً، فيما هوت أجزاء السيارة والشاحنة الصهريج بعد انقلابها، إلى منخفض بجانب الطريق، مما تسبب بإصابة سائق الصهريج ومساعده بجروح متوسطة، وحدوث دوي كبير جراء الاصطدام سمع في بلدة العديسة.
وعلى الفور هرعت إلى المكان سيارات إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني، فضلاً عن دوريات من الجيش اللبناني وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي ومن الكتيبتين الإندونيسية والإسبانية. وقد نقلت الزوجة مصابة بجروح خطيرة إلى مستشفى ميس الجبل الحكومي، وما لبثت أن فارقت الحياة، بينما قتل الوالد وطفلاه على الفور.
ولم يمر الحادث فاجعة لأهالي بلدة ميس الجبل من دون ردة فعل، خاصة من أقارب الضحايا، الذين تقاطروا إلى مستشفى ميس الجبل الحكومي، الذي نقلت إليه جثث الضحايا والجرحى، بعدما تعرضوا في مكان الحادث إلى عدد من عناصر الكتيبة الإسبانية، وقاموا برشقهم بالحجارة، الأمر الذي استدعى تدخل عناصر الجيش اللبناني للحؤول دون تفاقم الوضع.
وفي باحة المستشفى، هاجم اقارب الضحايا الغاضبون عناصر من الكتيبة النيبالية بالحجارة، وقد حضرت إلى المكان لنقل أحد جرحى «اليونيفيل»، الذي تبيّن أنه سائق الصهريج؛ قبل أن تتدخل دورية للجيش اللبناني وتطوق الحادث. وشهدت بلدة ميس الجبل حالاً من التوتر والاستياء. ومن المقرر أن يشيع الضحايا اليوم في جبانة البلدة.
«اليونيفيل»
وأعلنت نائبة الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» ياسمينا بوزايان أنه «وفقاً للتقارير الأولية التي وصلت الى المقر العام لقوات الطوارئ الدولية في الناقورة حصل حادث سير خطير في منطقة العديسة ـــــ مركبا ما بين سيارة تابعة لـ«اليونيفيل» وثانية مدنية».
وأضافت: «تفيد التقارير بوقوع إصابات، حيث توجّه ممثل القائد العام لـ«اليونيفيل»، إلى مكان الحادث لمواكبة الوضع هناك، وأرسلت «اليونيفيل» مروحية لإخلاء الإصابات. وتوجه أيضاً فريق طبي من مستشفى الناقورة التابع للقوة الدولية الى المنطقة بالإضافة الى فريق للتحقيق في ظروف الحادث».
انقلاب شاحنة بين مرج الزهور والحاصباني
ومن حاصبيا، نقل مندوب «الأخبار» عساف أبورحال أن شاحنة نقل خارجي تحمل لوحة كويتية انقلبت إلى جانب الطريق الدولي بين راشيا الوادي والحاصباني، بعدما فقد سائقها فاضل أبو حاوية (سوري الجنسية) السيطرة عليها ونجا بأعجوبة وأصيب برضوض بسيطة. والشاحنة هي من ضمن مجموعة شاحنات كانت تنقل مواد بناء من دولة الكويت الى بلدة عيتا الشعب وتملكها شركة خاصة. وعلى الفور حضرت القوى الأمنية وفتحت تحقيقاً بالحادث. وقال سائق الشاحنة إنها المرة الأولى التي يسلك فيها هذه الطريق المتعرجة المؤدية الى الجنوب، وعزا سبب الحادث الى سيارة نقل سياحية تقل ركاباً ضايقته عند منعطف حاد، مما أدى الى فقدان السيطرة على الشاحنة التي تبعثرت حمولتها على الطريق.