عمّان ــ ثائر غندور
«لا يظن أحد أننا ندعو إلى السلام مع إسرائيل، إنها محاولة لنشر السلام الداخلي في مجتمعاتنا». هكذا بدأ رئيس منتدى التنمية والثقافة والحوار الدكتور رياض جرجور كلمته في افتتاح ورشة عمل حول «دور الإعلاميين الشباب في بناء ثقافة السلام». ابتسم عدد من المشاركين تعبيراً عن راحتهم بعد كلام جرجورة.
اجتمع عشرات الإعلاميين من لبنان، مصر، العراق وفلسطين لعرض تجاربهم في مجال تغطية النزاعات. لكن تجارب العراق وفلسطين الأليمة غطت ما عـداها من تجارب؛ وإن تميّز عبد الله الطحـاوي في عرض تجربة موقع إسلام أون لاين. فهذا الموقع يبلغ من العمر سبع سنوات ويحتل المرتبة الأولى في المواقع الدينية حسب ترتيب موقع Alexa. إذ أشار إلى أن الموقع يقــــــــــوم «بنقض مفاهيم الدولة الإسلامية والخلافة والأمة ودار الحرب والإسلام، وحق الاختلاف، وانطلقت في اشتباكات مع الحركات الإسلامية، والتدين الحركي ونقد بعض المظاهر السلبية عند تلك الحركات...». واللافت في حديثه أنه أشار إلى حاجة المجتمع الإسلامي إلى حركات نقدية شبيهة بالتي قام بها مارتن لوثر كينغ وغيره من المجدّدين.
وبرز تفاوت كبير بين المشاركين حسب دولهم عندما عمل المدرب نزار رمّال على تحديد وتصنيف مختلف انواع العنف في المجتمعات العربية مقترحاً وسائل بديلة وخطة تحرك اعلامية على الصعيدين الشخصي والمؤسساتي انطلاقاً من تجارب المشاركين.
الصحافي اللبناني، وكذلك الفلسطيني والعراقي، تحدّثوا عن العنف العسكري الذي يواجههم به المحتل أو الميليشيات المحلية. بالمقابل استذكر المصريون سنوات دراستهم ليحدثوا عن حالات عنف مؤثرة في حياتهم.
وحاول عدد من الزملاء معرفة الانتماء المذهبي للمشاركين اللبنانيين «من أجل أن أفهم انتماءك السياسي»، رغم كل محاولات اللبنانيين لفت نظرهم إلى ضرورة عدم وضع اللبناني في قالب جاهز. وهنا برزت قلة معرفة هؤلاء الزملاء بتفاصيل الوضع اللبناني.
واتجهت الورشة مع الوقت إلى عرض تجارب شخصية يمكن وضعها في إطار «البكائيات». لكن الدكتور جيروم شاهين، استطاع تحديد «ماهية ثقافة السلام». وانطلق من تأثير الحربين العالمية الأولى والثانية على البشرية حيث قامت الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان.
ولفت إلى أن مبدأ «التدخل الإنساني» أخذ يتشكل مفهوماً مهماً في العلاقات الدولية في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، وهو مبدأ جوهري، «إلا أن المشكلة في أن هذا التدخل الإنساني مورس خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة بطريقة «انتقائية»، وفي بعض الحالات تم التدخل بدون قرار من مجلس الأمن». وأشار إلى تحوّل الإعلام من سلطة رابعة إلى سلطة ثانية بعد السلطة الاقتصادية في إطار ظاهرة العولمة.