ترأس اجتماعاً وزارياً تشاورياً قوّم جولته العربية والأوروبية
رأى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن هناك «محاولات مستمرة لتشويه العلاقة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني عبر افتعال توتر أمني، تارة بدسِّ أخبار عن نية لاقتلاع أهالي نهر البارد من مخيمهم، وطوراً بمحاولة الترويج أن إعادة إعمار ما تهدم هي خطوة باتجاه التوطين». وقال إن الشعبين «تعرضا لاعتداء شنته عصابة «فتح الإسلام» الإرهابية، وبالتالي كان على لبنان، حكومة وجيشاً، رد الاعتداء وحماية اللبنانيين والفلسطينيين».
وفي إشارة إلى ما حدث في مخيم البداوي، رأى «أن أحداث الشغب الأخيرة التي افتعلت الأسبوع الماضي، وما رافقها من شائعات مدسوسة في بعض وسائل الإعلام، إنما تهدف إلى النيل من العلاقة الأخوية التي تحرص الحكومة على ترسيخها بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، وذلك انطلاقاً من أن هذين الشعبين شريكان في المسؤولية بمواجهة الجرائم الإرهابية التي ترتكب بحقهما. كما تهدف إلى النيل من هذه الشراكة وما يجب أن يسودها من علاقات صحية تخفف معاناة النازحين الفلسطينيين بانتظار عودتهم إلى ديارهم في مخيم نهر البارد بعد انتهاء الجيش اللبناني من العملية
العسكرية».
وكان السنيورة قد عقد أمس في السرايا جلسات عمل مع المنظمات الدولية والمهندسين المستشارين، لمتابعة أوضاع النازحين الفلسطينيين والاتصالات مع الدول المانحة التي تمول عمل وكالة غوث اللاجئين «الأونروا». كذلك اطلع على خطوات إعادة إعمار مخيم نهر البارد، وقال: «إن الجهود المبذولة لمعالجة تداعيات هذه الجريمة الإرهابية التي ارتكبت بحق لبنان والفلسطينيين، لن توقفها الشائعات التي ترمي إلى تخويف الفلسطينيين من عدم العودة إلى منازلهم في المخيم، أو تلك التي تستخدم فزاعة التوطين لعرقلة خطة إعادة إعمار ما تهدم».
وشارك في هذه الجلسات رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني خليل مكاوي، وممثلون عن الهيئة العليا للإغاثة، مجلس الإنماء والإعمار، قيادة الجيش في الشمال وعدد من المنظمات الدولية والمحلية ومهندسون واستشاريون.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن تحضيرات إعادة إعمار المخيم كانت قد «بدأت بتصور مشترك وضعه المهندسون اللبنانيون والفلسطينيون، بعد اجتماعات عقدت بإشراف لجنة الحوار اللبناني ـــــ الفلسطيني، وفي حضور ذوي الاختصاص في المجتمع الدولي تتقدمهم «الأونروا»، وخصصت لدرس المرحلة التمهيدية للانطلاق بالإعمار في اللحظة التي يصبح فيها المخيم جاهزاً بعد تنظيفه من الألغام والمتفجرات». كما حددت خطة المعالجة الأولية المتعلقة بإصلاح شبكات الكهرباء والمياه والترميمات البسيطة التي «تقع على عاتق «الأونروا»، التي ستتولى الأعمال عندما يأذن الجيش اللبناني بذلك».
وبدأ أيضاً تنظيم لجان «لإنجاز التقويم الأولي لوضع المخيم على الطبيعة وتحضير التقارير بالأضرار»، إضافة إلى «وضع نموذج بياني يوزع على سكان المخيم من فلسطينيين ولبنانيين يساعد في عملية مسحالأضرار».
وذكرت الوكالة أن السنيورة حرص «على الطلب من المشاركين ضرورة الالتزام بجدول زمني محدد لإنجاز خطط الإعمار، على أن يؤخذ في الاعتبار إعادة إعمار ما كان قائماً مع تحسينه ومن دون تغيير في المخطط الأساسي للمخيم شرط أن يتم البناء بشكل صحي وإنساني مع وجود شوارع واسعة وآمنة ومساحات خضراء، ما يسمح للفلسطينيين بأن يعاودوا حياتهم بكرامة».
على صعيد آخر، أجرى السنيورة اتصالاً هاتفياً مطوّلاً بنظيره البولندي يروسلاف كتشينسكي، عرض خلاله الأوضاع في لبنان والمنطقة وأوضاع القوات الدولية العاملة في الجنوب، وخصوصاً أن بولندا تشارك في قوات «اليونيفيل».
وبالمناسبة، أكد رئيس الوزراء البولندي «استمرار مشاركة بلاده الفاعلة في القوات الدولية ودعمه الكامل للحكومة اللبنانية وسياستها».
بعد ذلك، ترأس الرئيس السنيورة اجتماعاً وزارياً تشاورياً حضره الوزراء: طارق متري، أحمد فتفت، مروان حمادة، غازي العريضي، محمد الصفدي، ميشال فرعون، جهاد أزعور، جان أوغاسبيان، خالد قباني، حسن السبع، إضافةً إلى الأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي والمستشار محمد شطح.
وخلال الاجتماع، جرى عرض نتائج الجولة العربية والأوروبية التي قام بها الرئيس السنيورة الأسبوع
الماضي.
(وطنية)