إبراهيم عوض
قيادي في المعارضة: من طلب من الأمين العام للجامعة الاعتراف بالحكومة الثانية؟

اجرى مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اتصالات مع وزارة الخارجية السورية امس لتحديد موعد زيارته المرتقبة إلى دمشق، وذكرت المعلومات ان من المتوقع ان يتوجه موسى الى العاصمة السورية بين السابع والتاسع من الشهر الجاري، وذلك بعد عودته من القاهرة مساء أمس آتياً من جنيف التي توجه اليها إثر مشاركته في اجتماع القمة الأفريقية الذي عقد في أكرا.
وفيما علمت “الأخبار” أن الأمين العام للجامعة يعتزم التوجه إلى الرياض بعد لقائه المسؤولين السوريين، أعربت أوساط قريبة من رئيس المجلس نبيه بري عن ارتياحها لهذا التحرك، مذكرة بأن الأخير لطالما ناشد «سعاة الخير» بذل الجهود لتحسين العلاقات بين «س ـــــ س»، أي السعودية وسوريا، والذي يراه مدخلاً رئيسياً لحل الأزمة في لبنان. وقد عاد اليوم ليجدد طلبه هذا بعد أن تبين له أن هذه العلاقات أصيبت مرة ثانية باهتزاز بعد التحسن الذي طرأ عليها إبان القمة العربية الأخيرة التي انعقدت في الرياض واللقاءات التي جرت بين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد.
وتأمل أوساط دبلوماسية عربية متابعة أن ينطلق موسى في مسعاه الجديد بعد أن يجري قراءة متأنية لنتائج زيارته الأخيرة إلى بيروت برفقة وفد مجلس الجامعة، وما صدر بعدها من مواقف وتعليقات، وخصوصاً من جانب قيادات في المعارضة تحدثت عن عدم حياديته وأخذه بأفكار طرحها فريق 14 آذار وسعيه إلى تسويقها بعد إلباسها عباءة المبادرة العربية على غرار المعادلة القائلة بتأليف حكومة وحدة وطنية مقابل تسهيل المعارضة انتخاب رئيس للجمهورية من فريق الأكثرية، وهو ما اصطلح على وصفه من جانب المعارضة بالعرض اللامنطقي الذي يعطيها حكومة لمدة ثلاثة أشهر، فيما تحصل الأكثرية على رئيس للجمهورية يحكم لست سنوات.
وتذكر هذه الأوساط أن شخصية سياسية عربية التقت موسى في القاهرة فاتحته بهذا الموضوع، إلا أنه رفض الطرح جملة وتفصيلاً، مؤكداً أنه عمل ما في وسعه للتوفيق بين جميع الأطراف، واضعاً نصب عينيه ضرورة إنقاذ لبنان من الوضع الذي يتخبط فيه، مع الحرص على ألا يساير أحداً على حساب آخر.
وتروي هذه الشخصية أنها سمعت من الأمين العام للجامعة عرضاً سريعاً لشريط الاتصالات واللقاءات التي أجراها في لبنان، وقد توقف بشكل خاص عند اجتماعه مع الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله ولقائه الأخير مع الرئيس بري وما عرضه عليهما من مقترحات، لافتاً إلى أن الأول أبلغه أنه سيعود إلى مجلس شورى الحزب للوقوف على رأيه، فيما أعلمه الثاني بأن عليه مراجعة حلفائه قبل إعطائه الرد على ما جرى طرحه.
وقد لمّح موسى هنا إلى أنه لم يتلق من القياديين المذكورين ما يشجع على استئناف مبادرته والمكوث في بيروت فترة أطول، كما حاول الايحاء بأن كلاً من نصر الله وبري خرجا بهذا الموقف مراعاة لرئيس «كتلة الإصلاح والتغيير» النائب العماد ميشال عون.
وتقول الشخصية السياسية العربية إنها استوضحت موسى الأسباب التي حدته إلى شن هجومه المركز على الفكرة المتداولة في أوساط المعارضة المتعلقة بإنشاء حكومة ثانية وتحذيره من أنه لا أحد سيعترف بها في حال تشكيلها، وقد برر الأمر لمعرفته بالمخاطر التي ستهدد لبنان جراء قيام مثل هذه الحكومة، «إلا أن هذا التبرير لم يكن مقنعاً لدي، وقد اعتبرت موقف الأمين العام للجامعة بأنه استباق للأمور وتدخل مباشر في الشؤون الداخلية ورسالة غير ودية للمعارضة اللبنانية».
ويشار في هذا الإطار إلى أن قيادياً بارزاً في المعارضة انتفض لدى سماعه تصريحات موسى المنتقدة للحكومة الثانية، وقال لمن حوله: «ومن الذي طلب اعترافه بالحكومة... نحن لا ننتظر اعترافاً منه ولا من غيره». كما تساءلت أوساط في المعارضة عن صحة الروايات المتداولة عن إدراج رئيس مكتب الأمين العام للجامعة هشام يوسف في لائحة «الخبرات» الخاصة بفريق 14 آذار، بعد أن بدت حماسة الأخير واضحة في تبني طروحات هذا الفريق، أو بعضها على الأقل، ومحاولة إقناع الفريق الآخر بقبولها والتصوير لقيادييه بأنها أفضل الممكن، كما ظهر خلال تكليفه متابعة عرض الأفكار على الجانبين بما في ذلك الأوراق الزهرية وذات الأشعة «فوق البنفسجية».