رأى رئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه أن «انتخابات رئاسة الجمهورية ازدادت تعقيداً مع الأحداث التي شهدها لبنان في السنوات الثلاث الماضية، ووضعته في مرمى السياسة الدولية حتى بدت الأزمة السياسية اللبنانية مستعصية العلاج على الأطباء المحليين والإقليميين والدوليين».جاء ذلك في مداخلة لطربيه خلال الجلسة الرابعة من ندوة «صانعو رؤساء لبنان» التي ينظمها «مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية» وتحدث فيها أيضاً طلال الحسيني، الإعلامي جورج غانم ورئيس تحرير جريدة «الانوار» رفيق خوري، فيما اعتذر وزير الإعلام غازي العريضي عن عدم المشاركة. وحضر الندوة الوزير السابق روجيه ديب والمدير العام لـ«مؤسسة فارس» العميد المتقاعد وليم مجلي ومدير المركز السفير عبد الله بو حبيب وحشد من الناشطين في الشأن العام.
وأكد طربيه في مداخلته «أن تدويل الأوضاع في لبنان سينعكس على انتخابات رئيس الجمهورية المقبل»، إلا أنه لفت «إلى أن التزامات لبنان الاقتصادية مع الخارج لا تعني مطلقاً نجاح الدول المؤثرة في اللعبة الدولية في فرض رئيس على لبنان لا يحظى بقبول معظم اللبنانيين»، مطالباً بانتخاب رئيس «صنع في لبنان».
من جهته أشار الحسيني إلى ثلاث ملاحظات تحكم الاستحقاق لرئاسي: «أولاً، ما نريد أو ما نتوقع أن يصنعه الرئيس العتيد. ثانياً، صفة الرئيس العددية، فهل الرئيس الذي نتحدث عنه سيكون الرئيس الثامن عشر أو رئيس أول في جمهورية جديدة، وثالثاً، الاعتراف بأن التدخل الأجنبي هو نتيجة إضعاف اللبنانيين في بناء دولتهم عبر تدخل دائم وفاعل». وسأل: كيف يمكن اللبنانيين أن يجعلوا من مناسبة انتخاب رئيس للجمهوريّة فرصة للبدء في إعادة بناء دولة مستقلة؟ مقدماً في سياق جوابه عن السؤال مقارنة بين اليوم والأمس، وعارضاً للتسوية المطلوبة بين المعارضة والموالاة. وانتهى الحسيني إلى تأكيد أن المشروع اللبناني صعب «لكنه ما زال مشروعاً يستحق».
أما غانم فقدم مقدمة سوداوية رآها كافية للاستنتاج أن «رئيس الجمهورية اللبنانيّة الآتي، إذا أتى، سيكون في أحسن الأحوال رئيساً لإدارة الصراعات والمصالح والتوازنات، أو رئيساً لتفجيرها لينبثق من الفوضى وخلط الأوراق مشهد لبناني وإقليمي جديد لم تتضح ملامحه بعد. بكلام آخر على الرئيس أن يكون مديراً دولياً للتناقضات ومصالح الدول والمنظمات الكثيرة، وحافظاً لحقوق وتطلعات الشعوب اللبنانيّة غير المتحدة رغم وهم اللحظة التأسيسية التي لاحت في 14 آذار 2005».
أما خوري فقد رأى أن «موازين القوى في حال تبدل، وموازين المصالح في حال تضارب. من هنا يبدو صنع الرئيس هذه المرة هو الأخطر والأصعب، ليس بسبب كثرة الطامحين، بل بسبب عظمة المسؤولية ودقة الظروف». ورأى أن لا شيء يوازي حلم التوافق على رئيس سوى كابوس الفراغ الرئاسي».
وعدد الناخبين الكبار في الخارج وصفاتهم حيث إن «أميركا ناخب قديم ـــــ جديد، فرنسا ناخب يسعى لاستعادة الدور، السعودية كناخب قديم ـــــ جديد، سوريا كناخب قديم تبدلت حصته، مصر كناخب قديم يرتبط دوره الحالي بقوى الاعتدال، وإيران كناخب جديد لديه حلفاء أقوياء في الداخل».
(الأخبار)