«الوحش أخدني»، هكذا وصف كريم صائم الدهر (مواليد 2001) الشخص الذي خطفه بتاريخ 9-6-2005 ثم أخلى سبيله في اليوم الثاني. وبعد سنتين على الخطف، أصدر القاضي المنفرد الجزائي في بيروت هاني عبد المنعم الحجار حكمه على الخاطف هيثم أمهز، ومساعديه: فؤاد أمهز وسامي كنعان. وقرر الحجار الاكتفاء بمدة توقيف كل من هيثم وفؤاد وسامي، وإلزام الأخير دفع مليوني ليرة لبنانية بدل العطل والضرر لديمة الزيل، والدة الطفل، بعد أن اتخذت بحقه صفة الادّعاء الشخصي.وفي التفاصيل أنه صباح الخميس 9-6-2005، قصد فؤاد منزل مخدومه محمد صائم الدهر في الروشة لكونه يعمل سائقاً لديه، فاستلم مفتاح سيارة الرانج روفر واصطحب الطفلين كريم ونافع والخادمة الفيليبينية لإيصال الطفلين إلى مدرستهما. ولدى ركوبهم السيارة، أدار فؤاد المحرك وانتظر خمس دقائق، وما إن همّ بالانطلاق حتى اقترب شخص مقنّع منه، شاهراً مسدسه ومومياً إليه بالترجل، ففعل ما أُمر به دون مقاومة أو اضطراب، حسب ما أفادت الخادمة. ثم قاد المقنّع سيارة الرانج متجهاً نحو الرملة البيضاء حيث ترك نافع والخادمة داخل الرانج واصطحب كريم بسيارة من نوع غولف إلى جهة مجهولة.
وحسب إفادة والد الطفل، عاد فؤاد إلى المنزل صارخاً بأن 3 مقنّعين خطفوا الطفلين والخادمة وفرّوا بهم باتجاه الروشة. بعد ذلك، وبموازاة اتصال الخاطف للمطالبة بفدية قيمتها 500 ألف دولار، وردت معلومات إلى فرع المعلومات أدّت إلى الاشتباه بالمدعو هيثم أمهز بالمشاركة في الخطف. وتدخل وسيط أجرى اتصالات بنافذين من آل أمهز اتصلوا بهيثم كي يُفرج عن الطفل. وكانت نتيجة الاتصالات أن تُرك الطفل أمام باب منزل المواطن بلال السبع. وجرّاء المتابعات، أوقف سامي كنعان للتحقيق معه، وتم عرضه على الطفل كريم الذي تعرّف عليه وقال إنه كان مع الشخص الذي اختطفه في المنزل الذي احتجز فيه. وقال كريم لوالده إنه شاهد عماد يدخل ذلك المنزل وتعارك مع الخاطف رغم أن عماد نفى علاقته باختطاف الطفل. أما هيثم، الذي أوقف بتاريخ 8-2-2006 من قبل مكتب مكافحة المخدرات بموجب عشرات المذكرات، فقد أنكر علاقته باختطاف الطفل ومعرفته بكنعان. ورغم إنكاره فإن الأدلة كانت كافية للإيقاع به. الجدير بالذكر أن المحكمة برّأت عماد لعدم كفاية الدليل.