القاع ـ رامي بليبل
ما إن علم أبو سمير، صاحب سيارة أجرة، بأن الحدود اللبنانية السورية في القاع أعيد فتحها، وأن معبر الجوسية بات سالكاً أمام المسافرين من سوريا وإليها، حتى هرع إلى المعبر حاملاً معه علبة حلوى، بدأ بتوزيعها على رفاقه وعلى عناصر الأمن والإعلاميين الموجودين في المكان، معرباً عن فرحته الكبرى باستئناف عمله الذي هو بحاجة ماسة إليه، مردّداً: تنذكر وما تنعاد. فقد قُطع رزقه مع قطع الطريق وإغلاق المعبر قبل نحو أسبوعين.
وحتى أمس، لم يعرف أحد ما هي الأسباب الحقيقية التي أدت إلى إغلاق هذا المعبر الحيوي، كما لم يدرِ أحد ما هي الحلول، وربما الضمانات، التي أدّت إلى فتح المعبر مجدداً. ففجأة، وفي ظروف غامضة، وفي تمام الأولى ظهراً، تلقى الضابط السوري المسؤول عن المركز الحدودي أمراً بفتح الطريق، وإبلاغ مركزي الجمارك والأمن العام اللبنانيين في القاع بالأمر.
لكن تلك الأسباب، مهما تكن، لا تهم عشرات سائقي السيارات العمومية والفانات، الذين هرعوا كالسيل بعد انحباس المطر، ليأخذوا أماكنهم مجدداً في الموقف المخصص لهم بالقرب من الحاجز الحديدي، عند محلة الجوسية، ينتظرون بشوق.
وما هي إلا ساعات قليلة حتى غصّت أروقة المراكز الجمركية بالمسافرين من مزارعين وعمال وتجار وسياح وباحثين عن لقمة العيش، فيما الممسكون بالأقدار لا يشعرون بعذاب الناس.