أوضح موفد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير جان كلود كوسران، أن لقاء باريس ليس مؤتمراً دولياً ولا مؤتمراً للمناقشة والتفاوض حول المسائل الملحّة والساخنة في لبنان، بل لقاء لإعادة الحوار وإيجاد اجواء جديدة بين مختلف الأفرقاء اللبنانيين، مؤكداً دعم الولايات المتحدة وكل الدول المعنية بالشأن اللبناني له، الأمر الذي «يمكن أن يضع الحل في لبنان على نار خفيفة».واصل كوسران أمس جولته على أركان «هيئة الحوار الوطني» لتسليمها الدعوات الى مؤتمر الحوار الذي تستضيفه فرنسا منتصف تموز الجاري، وقد زار لهذه الغاية النائب ميشال المر يرافقه سفير فرنسا في لبنان برنارد إيمييه، وحضرت اللقاء رئيسة اتحاد بلديات المتن ميرنا المر أبو شرف التي سمّاها النائب المر لتمثيله.
وإثر اللقاء أوضح كوسران أن مؤتمر باريس «هدفه إقامة الحوار الداخلي بين اللبنانيين والمساعدة من اجل اعادة الثقة»، مشيراً إلى أن المر «أبدى تجاوباً كاملاً مع هذه الدعوة وشكرتُ له كل الجهود التي يقوم بها».
من جهته، قال المر «إن أي مؤتمر وأي دعوة حوارية يلتقي في خلالها اللبنانيون أكانوا من الصف الأول أو الثاني هو مفيد، ورحّبنا بهذه الدعوة وقررنا المشاركة».
وعن رأي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي لم يعلق اهمية كبرى على هذا المؤتمر، قال المر إن «الرئيس السنيورة له تقديراته الخاصة وهي تختلف عن تقديراتي، وهذا لا يعني أن هذا المؤتمر سينتج منه قرار بحل الأزمة اللبنانية، بل مجرد اللقاء بين الافرقاء اللبنانيين في حضور فرنسي، ولا بد من أن تتكوّن للفرنسيين فكرة أوضح عبر النقاش و الأفكار المطروحة».
وزار كوسران يرافقه السفير إيمييه ووفد كبير من السفارة، الرئيس أمين الجميل في دارته في بكفيا، وأشار بعد الزيارة إلى أن اللقاء الحواري «ليس مؤتمراً دولياً ولا مؤتمراً للمناقشة والتفاوض حول المسائل الملحة والساخنة في لبنان، انه لقاء لإعادة الحوار وإيجاد اجواء جديدة بين مختلف الافرقاء اللبنانيين، وهو لقاء الثقة والحوار بين اللبنانيين، ويشارك فيه الفرنسيون بصفتهم منظّمين».
وأكّد أن المبادرة الفرنسية لا تنافس المبادرة العربية، مشيراً إلى أن «ما يهمّ هو أن يتمكّن اللبنانيون من النجاح في إرساء جو من الثقة يمكّنهم من إيجاد الحلول».
اما الجميّل فقال «إننا في لبنان بأمسّ الحاجة إلى بادرة تجمع اللبنانيين وتسهم في معاودة الحوار المقطوع منذ فترة، وأبلغنا السيد كوسران ترحيبنا بالمبادرة وسنقوم بكل ما بوسعنا لإنجاحها».
وزار الموفد الفرنسي رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط في حضور الوزيرين مروان حمادة وغازي العريضي، ثم وزير الاشغال العامة والنقل محمد الصفدي الذي تمنى نجاح التجربة التي تقوم بها فرنسا، مشيراً إلى ان «المواضيع التي سيجري بحثها في اللقاء الحواري هي أجندة لبنانية ـــــ لبنانية»، آملاً أن ينتج من هذا اللقاء شيء مثمر.
والتقى الوفد الفرنسي في قصر الصنوبر ممثلين عن النائب العماد ميشال عون وهم النائب ابراهيم كنعان، ومسؤول العلاقات الدبلوماسية في التيار الوطني الحر ميشال دو شادارفيان، والقائد في التيار سيمون أبي رميا، وسلم كوسران الدعوات إلى المشاركة في مؤتمر الحوار في باريس.
وبعد اللقاء أعلن النائب كنعان أن وفد التيار أكّد دعم عون وتكتل التغيير والاصلاح للمبادرة، وقال: «وضعنا كوسران في جو لقاءاته وتحدث عن تجاوب لبناني، وعن اجواء دولية وإقليمية داعمة لهذه المبادرة. ونرى أن هذه المبادرة مهمة جداً خصوصاً أنها تُنظم من جانب دولة اوروبية لديها علاقات ومصالح تاريخية مع لبنان، وإن هذا الدور المحوري الذي يدفع اللبنانيين للقاء والتفاهم هو الدور الذي يحتاج اليه لبنان».
ونقل كنعان عن كوسران «أن هناك دعماً من الولايات المتحدة وكل الدول المعنية بالشأن اللبناني، وهذا الأمر في نظره ايجابي وقد لا يؤدي إلى نتائج فورية بل يضع الحل في لبنان على نار خفيفة وتالياً يوجد دينامية جديدة هي التفاهم مقابل دينامية المواجهة».
وسيمثل النائب كنعان وأبي رميا «التيار الوطني الحر» في المؤتمر. والتقى الموفد الفرنسي رئيس «الكتلة الشعبية» النائب الياس سكاف، ثم وفداً من «القوات اللبنانية» ضم نائب رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات» النائب جورج عدوان ومستشار العلاقات الخارجية جوزف نعمة.
ومساء التقى كوسران مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله نواف الموسوي، بعدما حالت «أسباب لوجستية» دون لقائه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله. وعلم أن الاجتماع شمل الدعوة إلى الاجتماع الذي سيعقد في فرنسا أيام 14 و15 و16 الحالي، والتأكيد على استمرار الحوار. ونقل الموسوي للموفد الفرنسي تقدير الحزب لاستمرار بلاده في مساعيها رغم «النكوزات» الأميركية ومن بعض الأطراف اللبنانية، واصفاً الدور الفرنسي بأنه «مفيد وإيجابي»، وقال إن «أي بلد يعتبر نفسه صديقاً للبنان، يقتضي ذلك منه أن يقوم بدور يجمع ولا يفرق».