عند السادسة والنصف من صباح أمس، بدأ سكان بناية «النور» في منطقة الجناح، قرب مؤسسة BHV التجارية، يشتمّون رائحة دخان حريق. لم يكترثوا للأمر في البداية، لكن ما هي إلّا دقائق معدودة حتى اشتد الحريق وتكثّف الدخان الذي بات واضحاً أنه ناتج من حريق كبير في الطبقات السفلية للمبنى، فبدأ السكان بإخلاء شققهم، بعضهم حاملاً أوراقاً ومستندات مهمة، وبعضهم الآخر يحمل ما خفّ وغلا. نشب الحريق في ثلاث طبقات تستخدمها شركة دالكو (دلباني) للأدوات المنزلية الكهربائية كمستودع، وفي طبقة رابعة يستخدمها سكان المبنى كموقف لسياراتهم، وكذلك موظفو بنك «بيبلوس» الموجود في الطبقة الأرضية من المبنى ذاته.
بعد السابعة، وصلت أولى سيارات فوج إطفاء بيروت،ليبدأ العناصر محاولاتهم لإخماد الحريق الذي كان يشتد مع الوقت، ولإنقاذ 12 شخصاً كانوا لا يزالون عالقين في الطبقات العليا، نقل اثنان منهم إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، لعلاجهما من التسمم الناتج من تنشق الدخان. وتباعاً، توافدت سيارات إضافية من الفوج ذاته حتى بات كل عناصر الفوج وضباطه وآلياته يعملون على إخماد الحريق الضخم، الذي انتشر في الطبقات الأربع.
بدورهم، لم يسلم عناصر الفوج من الإصابات، فقد نقل 13 منهم إلى المستشفيات، وخاصة مستشفى بيروت الحكومي الذي يبعد عشرات الأمتار، ومستشفى الزهراء.
وبسبب ضخامة الحريق، لم يستطع فوج الإطفاء إخماده حتى الثالثة من بعد الظهر، بعدما أتت النيران على كامل محتويات الطبقات الأربع. واستمرّ عناصر فوج الإطفاء بالعمل على منع تجدّد الحريق حتى ساعات المساء. ومع البدء بإخماد الحريق، حضرت دوريات من قوى الأمن الداخلي والجيش، وبدأت تحقيقاتها لمعرفة أسبابه. وبعد إخماده، بدأت عناصر أمنية وأخرى من فوج الإطفاء بتنفيذ مسح للطبقات التي أتى الحريق على محتوياتها، تمهيداً لوضع تقرير تقني عن أسباب الحريق. في هذا الوقت، رجّح مواطنون من سكان المبنى وموظفون في مؤسسة «دالكو» أن يكون الحريق قد نشب بسبب خزانات المازوت العائدة لمولدات الكهرباء، أو بسبب شفّاطات التهوية في المستودعات.
(الأخبار)