strong> ثائر غندور
عالرماني الرماني... بسيطة يا إخواني
رفيق الحريري مات وبدّا تعلق من تاني
ورفيق الحريري مات بدّا تعلق من تاني
ولمّن مات الحريري... وبكيت عليه الجيري
بشار بلش إدانات وأمريكا سن سناني
ورفيق الحريري مات وبدا تعلق من تاني
ولبنان بدو يتحرّر... وإن مــــــا كبرت ما بتصـــــغر
كل من واحد سلّ سلاحه وصار بدّو يحارب تاني
ورفيق الحريري مات وبدا تعلق من تاني...
تنتهي الجوقة من غنائها، ويدخل أستاذ ليجد أنّ تلميذة وحيدة بقيت في الصف، أما الآخرون فقُتلوا أو خُطفوا أو يُحاربون... ثم تقتل التلميذة أستاذها.
هكذا تبدأ مسرحية «Fetish» في الجامعة الأميركية في بيروت. مشاهد متقطعة تعمل على إظهار عوارض الحرب. فوضى ظاهرة في المسرح، لربما هي فوضى خلّاقة تنقل المشاهد من لبنان 2005 إلى لبنان 1976، ثم إلى أفغانستان والعراق ومصر. تنطلق المسرحية من حوادث وقعت لتطرح أسئلة حقيقية. هل يستحق انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان هذا الصراع كلّه؟ في عام 1958، ثم في عام 1976، 1982، 1988، 2004، واليوم 2007. هل يُفترض أن يختار المواطن اللبناني بين الأمن والحرية؟ أسئلة تطرحها «Fetish» من دون أن تحاول الإجابة عنها. تنطلق المسرحية من المعاني الكثيرة لكلمة Fetish: هي تكرار باهت لشيء حصل، من هنا فالمسرحية تكرار باهت للحرب.
وفي العودة إلى بداية كتابة المسرحية، بدأ المخرج المصري أحمد ضياء كتابة النص بعد اغتيال الرئيس الحريري، ثم توقف عن الكتابة إلى أن جاء إلى لبنان لاستكمال دراسته العليا في العلوم السياسية. وعندما بدأ العمل مع الممثلين، خصص ضياء مجالاً كبيراً لتغيير النص أو إضافة أشياء جديدة عبر ارتجال الممثلين لها.
تُحاول المسرحية الإضاءة على أمور كثيرة في وقت واحد. تتحدث عن النساء البورجوازيات أو ما نسميه «تانتات الأشرفية»، اللواتي يطالبن في الحرب بملجأ خاصٍ بهن يفصلهن عن ملجأ عموم الناس، ثم يفرحن عندما يعرفن أن شركة «رويال» قرّرت أن تفتح ملجأً لزبائنها. وفي مشهد آخر من المسرحية تنتفض الممثلات على المخرج، ويطالبن بمشهد يقمن فيه بدور «العسكريات»، «شو ما كان في نسوان عالحاجز»، وتضيف زميلتها: «حرب الرجال شي كتير بضجّر... سلموا حرب الرجال للنسوان بتخلص بيومين».
وعندما تنتقل المسرحية إلى مصر العروبة، تنتقد تحالف بعض معارضي الأنظمة العربية مع الأميركيين بالسرّ، تحت شعار «بس يجوا الأميركيين منشوف شو منعمل». وتستذكر حادثة عيد الفطر في مصر عندما رقصت الراقصة دينا أمام صالة السينما وحصلت حالات اعتداء جماعي على النساء، لكن المشاهد اللبناني يربط المشهد بحادثة نقابة الصحافة في مصر عندما اغتصب رجال الشرطة المتظاهرات. تحاول المسرحية أن تغوص في الطريقة التي يتصرف بها رجل الميليشيات، عبر الكبت الذي يعيشه وقلّة ممارسته لما يسمى «التفكير».
تنتهي المسرحية، لكن هناك عبارات لا بد أن تبقى في عقل المشاهد. عبارات ملؤها السخرية والقهر: «فاتوا الأفغان على تل أبيب»، «سمعت إنو الفلسطينيين قصفوا أميركا».
* تعرض مسرحية «Fetish» السابعة والنصف من مساء غد السبت، على مسرح الوست هول