حدد السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان مواصفات رئيس الجمهورية العتيد من غير أن يعارض أن تكون علاقته بسوريا جيدة، وأكد أن الانتخابات ستجرى في موعدها، مشيراً إلى أنه قد يتم تأليف حكومة وحدة وطنية قبل الاستحقاق.مواقف فيلتمان جاءت خلال مقابلة مع «المؤسسة اللبنانية للإرسال» ضمن برنامج «كلام الناس» الذي يقدمه الزميل مرسيل غانم، وأوضح أن «لدينا الآن سياسة مستقلة بشأن لبنان» الذي «حقق الاستقلال الذي نراه بحسب سياستنا»، لافتاً إلى أن هذا الأمر يحظى بتأييد الحزبين الجمهوري والديموقراطي.
وعن المساعدات للجيش اللبناني، أشار إلى أن الإدارة الأميركية زادت هذه المساعدات هذا العام، وقد «بلغت نحو 260 مليون دولار على شكل هبات مساعدة، ليس فيها فواتير، ولا قروض أو ديون، وهي للتدريب والمعدات والذخائر وما إلى ذلك»، موضحاً أن الذخائر والمعدات الطارئة التي أرسلت أخيراً هي لتلبية الحاجات الطارئة للجيش من أجل معركة نهر البارد، وهي شيء منفصل، وقال إن «الحكومة اللبنانية أبلغت كل الدول التي أرسلت الذخائر والمعدات الطارئة إلى الجيش بأنها ستسدد ثمنها».
وعما إذا كان يؤيد تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، قال من الأفضل «ترك الوثيقة وشأنها، لكن القرار ليس لي، بل للشعب اللبناني والبرلمان». وتناول الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بدون أن يسميه، بالقول «تحدث أحد السياسيين عن خطوط حمراء أمام الجيش»، معتبراً أن الجيش «قام بعمل صائب في معركة مخيم نهر البارد».
ورداً على سؤال، أجاب فيلتمان «أنت تفرط في قراءة صحيفتي «الأخبار» و«الديار»...
سئل إلى جانب عدد من المقالات التي تصدر، حتى في الصحافة الأميركية، من «نيويورك تايمز» والـ«واشنطن بوست» التي تحمّل الإدارة الأميركية جزءاً من هذا الفلتان والفوضى في لبنان... وأنت، طبعاً، تؤيّد حرية التعبير، أليس كذلك؟
أجاب: «نعم، نحن نؤيّد حرية التعبير. لكن هذه الحرية تفرض درجة من تحمّل المسؤولية، ليس فقط ترداد أو تكرار الأوهام»، نافياً أن يكون قد نسف مبادرة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، موضحاً أنه كان في المستشفى يخضع لجراحة في عينه عندما كان موسى في بيروت. وقال: «نحن ندعم جدياً هذه المبادرات وأي مسار يعيد اللبنانيين إلى التحاور في ما بينهم».
وعن العلاقة مع سوريا، أعلن فيلتمان وجود قنوات بين دمشق وواشنطن، «لكننا لم نر هذا النوع من التدابير التي يمكن أن تتخذها سوريا والتي تجعلنا نثق بها كشريك في المفاوضات وهي تستطيع أن تتخذ التدابير التي قد تساهم في تعزيز ثقتنا، وتزيد اهتمامنا بإقامة حوار بنّاء معها. لكن في الوقت الحاضر، لا نثق بسوريا كشريك». وقال: «على السوريين أن يقرروا، ببساطة، بأن لبنان دولة مستقلة، تتمتع بمؤسسات ديموقراطية مستقلة وسيدة لا ينبغي إضعافها. إذا اتخذت سوريا هذا النوع من التدابير، فإن الوضع قد يتغير (...) وأمامها فرصة حقيقية بتحقيق علاقة إيجابية مع لبنان». وأضاف «كل لبناني أعرفه، شدد على الحاجة إلى علاقة إيجابية مع سوريا. لم أتعرف حتى الآن بمرشح رئاسي معارض لسوريا».
وعن سلاح «حزب الله»، شدد فيلتمان على «الحاجة إلى إيجاد حل سياسي» لهذا السلاح، معتبراً أن القرار 1559 هو في الأساس اتفاق الطائف من نواح عدة. وقال: «هناك فرصة لكي يتبع حزب الله نصيحة الأمين العام للأمم المتحدة بالدخول في العملية السياسية التي من خلالها تعزز الدولة وتزداد قوة، وتصبح مسؤولة عن الدفاع عن لبنان، فيما يبقى حزب الله لاعباً سياسياً قوياً، نظراً إلى الدعم وإلى تاريخه في الخدمات الاجتماعية وفي الاستجابة داخل لبنان».
وتوقع أن «يجدد مجلس الأمن تفويض اليونيفيل كما هو تقريباً لسنة إضافية»، نافياً أن تكون بلاده تريد بناء قاعدة عسكرية في القليعات أو في البترون.
وعما إذا كان يجزم بأن سوريا وراء تنظيم «فتح الإسلام» في مخيم نهر البارد؟ قال: «ما نحن أكيدون منه هو أن تنظيم «فتح الإسلام» مؤلف من مجموعة من الإرهابيين والمجرمين»، مؤكداً وجود القاعدة في لبنان استناداً إلى التحقيقات مع معتقلي بر الياس.
وأكد أن الانتخابات الرئاسية ستجرى في موعدها، وحدد مواصفات الرئيس العتيد بأنه من يعمل على أن يكون لبنان «السيد الآمن المزدهر والديموقراطي، ويشرف على حصول عملية انتخابية تشريعية موثوق بها، متابعة التحضير للمحكمة الدولية، حماية الحدود اللبنانية السورية، الحفاظ على الاستقرار في الجنوب، بناء الجيش ومعالجة مسألة السلاح الفلسطيني أخيراً». وقال: «الأسماء ليست الأمر الأهم الآن. المهم هو المواصفات، سواء كان من فريق 14 آذار أو لا». وأضاف: «أذكر أن (وزير العدل) شارل رزق تحدث عن العلاقات الجيدة مع سوريا. وإن كنت سأقتبس كلام الوزير رزق، فيجب أن أضيف سوريا (...) لكن يجب ألا يتبع الرئيس أي دولة أجنبية، بما في ذلك الولايات المتحدة».
وعن ترشيح النائب ميشال عون، قال: «القرار لا يعود إليّ»، مشيراً إلى أن «خلافنا الأكبر معه هو حول ورقة التفاهم مع حزب الله».
قيل له إنه ليس إذاً رئيساً توافقياً؟ أجاب «قد يصبح كذلك. مَن يدري؟ ثمّة الكثير من الوقت حتى 25 أيلول».
وهل من السهل إقصاء سوريا عن دور ما في انتخابات الرئاسة؟ أجاب: «لسنا أشخاصاً ساذجين أو أغبياء. نعرف أن هناك بعض الأشخاص في لبنان المشاركين في الانتخابات الرئاسية الذين قد يهمسون في أذن سوريا، أو حتى يستمعون إليها. لن نخدع أنفسنا هنا»، معتبراً أن على سوريا «ألّا تتخوّف من الانتخابات الرئاسية الجديدة، بل أن تشعر بالارتياح». وأكد أن الحكومة الثانية ليست لمصلحة أحد، بل «ستكون خطوة مدمرة».
ورأى أن «المخرج الأساسي من هذه الأزمة هو الحوار والتعاون بين اللبنانيين أنفسهم». وقال: «ربما توفّر الانتخابات الرئاسية المخرج من الطريق المسدود ويجب أن تكون جزءاً من الحل بأي حال. قد تكون هناك حكومة وحدة وطنية حتى قبل ذلك». وأعلن تمديد فترة عمله في لبنان.
(الأخبار)