طاريا - رامح حمية
أخيراً، وبعد مرور عام تقريباً، تراجعت بلدية طاريا عن قرارها منع الهيئة الإيرانية للمساهمة في إعمار لبنان، من ردم وإصلاح أحد طرقات البلدة التي استهدفها الطيران الإسرائيلي إبان حرب تموز 2006.
فقد وجّهت كتاباً لها تطالبها فيه بالموافقة والشروع بتقديم العون والمساعدة لردم وإصلاح الطريق، بعدما تخلّفت وزارة الأشغال والهيئة العليا للإغاثة عن ذلك.
الجدير ذكره، أن الطائرات الحربية الاسرائيلية استهدفت بتاريخ 17 تموز 2006 إحدى الشاحنات المتوقفة في أحد أحياء البلدة، ما أدى إلى تدمير كبير في الممتلكات وإلى إحداث حفرة في الطريق الذي يربط أحياء البلدة بالشارع العام. وبمجرد انتهاء العمليات العسكرية، بادرت الهيئة الإيرانية إلى المساعدة، إذ نزلت بكامل آلياتها وتجهيزاتها في طاريا. وقد أكد مكتب البقاع في الهيئة لـ«الأخبار» «أن بلدية طاريا أوقفتهم عن العمل بحجة أن وزارة الأشغال سوف تصلح الطريق مع الهيئة العليا للإغاثة». وتابع المكتب: «نحن لا نستطيع أن نتصرف بدون إذن أو موافقة البلدية. لذلك توقفنا عن العمل وانتقلنا إلى بلدات أخرى».
وأعربت الهيئة في أكثر من مناسبة، بناءً على مطالبات الأهالي المتكررة «أنها على استعداد لتولي الأمر، وإنجازه وفك عزلة الأهالي شريطة أن توافق البلدية على ذلك وتوجّه كتاباً رسمياً الى الهيئة في بعلبك».
وبعد ازدياد الضغوط على البلدية من قبل الأهالي، وبعدما تبين أن هناك أزمة حقيقية واستياءً عارماً من أداء البلدية القائم على المماطلة والتلكؤ، وجهت البلدية كتاباً إلى الهيئة الإيرانية. وأشار مصدر في مكتب البقاع للهيئة إلى أن «المسألة بحاجة فقط إلى توقيع المسؤول الإيراني خلال أيام، وأن مؤسسة جهاد البناء نزلت فعلياً وهي تنجز منذ يومين بعض الأعمال المتعلقة بأقنية الصرف الصحي».
مختار المحلة علي حمية رأى أن البلدية أخطأت باتخاذ قرار المنع للهيئة الإيرانية من إصلاح وردم الحفرة، والاعتماد تارةً على الهيئة العليا للإغاثة ووزارة الإشغال، وتارةً أخرى على البنك الدولي والتنظيم المدني، الأمر الذي خلق نوعاً من الاستياء لدى الأهالي».
وأضاف حمية: إن موقع الحفرة عند مدخل البلدة الرئيسي وإهماله قرابة السنة، شكّل حالة مزرية للسكان المجاورين لها، لناحية الروائح الكريهة التي تتجمع من باقي الأحياء، ولكونها أصبحت ملاذاً آمناً للحشرات والزواحف»! ووجه المختار علي حمية شكره للهيئة الإيرانية ولمؤسسة جهاد البناء «لجهودهما على إصلاح الحفرة وتعبيد الطريق».
أما الأهالي فقد أعربوا عن «شكرهم وامتنانهم للجهود التي يقومان بها». وعبر حمزة حمية أحد السكان المجاورين للحفرة عن استيائه من مبدأ المماطلة الذي اعتمدته البلدية من البداية، وذكر أن إصلاح الحفرة ليس بالأمر المكلف لكون المسافة المطلوب إصلاحها لا تزيد على 15 متراً فقط ولا صحة للمبلغ الذي إشارت إليه البلدية من أنها بحاجة الى مبلغ 40 مليون ليرة لبنانية! أما رئيس بلدية طاريا حبيب حمية فقد أشار إلى أن التأخير ناتج عن الروتين الإداري فقط.