رعد: خيار الرئيس سيكون دستورياً ويحقق الحفاظ على مصالح لبنان
نبّه رئيس الجمهورية إميل لحود إلى «خطورة ممارسات الحكومة»، مشيراً إلى أنه «لا بد من خطوات تؤدي إلى تصحيح الخلل الجسيم الذي يعتري الحياة السياسية اللبنانية في الوقت الحاضر». فيما أعلن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النيابية النائب محمد رعد عن «انطباع» بأن الخيار الذي سيقدم عليه لحود «هو خيار دستوري ويرضي ضميره ويحقق الحفاظ على مصالح لبنان واللبنانيين». وأعرب عن تفاؤله بلقاء باريس الحواري، قائلا: «نراهن على أن ينتج مناخاً إيجابياً، وبما يؤسس لحل يسمح بانتقال لبنان من مرحلة إلى مرحلة أخرى».
جاء ذلك خلال استقبال لحود لوفد من الكتلة ضم رعد والنواب: حسين الحاج حسن وأمين شري وحسن فضل الله، نقل له تحيات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. وحمّله بدوره رسالة شفهية إلى نصر الله تناولت التطورات الراهنة وسبل مواجهتها.
وتداول لحود مع الوفد عدداً من المواضيع السياسية الراهنة و«الخطورة التي تتسم بها ممارسات الحكومة غير الشرعية وغير الدستورية وغير الميثاقية، وتأثيرها السلبي على الحياة الوطنية العامة، وعلى ميثاق العيش المشترك».
ورأى أن ما صدر عن المطارنة الموارنة «غيض من فيض، نتيجة المخالفات التي ترتكبها الحكومة غير الشرعية، مستغلة الوضع السياسي المأزوم في البلاد لتمرير قرارات وإجراءات تمس التوازن الوطني والأسس التي قامت عليها مسيرة السلم الأهلي في لبنان، فضلاً عن الضرر الذي تلحقه بالبنية المالية والاقتصادية في البلاد، وللقطاعات التي يفترض أن توفر للدولة الموارد التي تمكنها من الوفاء بالتزاماتها المالية الداخلية والخارجية». وشدد على أن «من غير الجائز استمرار الوضع على ما هو، ولا بد من خطوات تؤدي إلى تصحيح الخلل الجسيم الذي يعتري الحياة السياسية اللبنانية في الوقت الحاضر».
وقال على صعيد آخر إن الاعتداء على الدورية الإسبانية أخفق في تحقيق أهدافه المبيتة، نتيجة التضامن الواسع الذي أبداه اللبنانيون مع قوات «اليونيفيل» التي تعمل على تحقيق الأمن والاستقرار على الحدود الجنوبية. ورأى أن المعتدين «أرادوا إرهاب القوات الدولية وتعطيل قدرتها على القيام بدورها، وإيجاد شرخ في العلاقات بينها وبين أبناء القرى والبلدات الجنوبية، إلا أن أبناء الجنوب أحبطوا هذا المخطط واحتضنوا الجنود الدوليين»، مشيراً إلى أن «المساس بعناصر الطوارئ أو الجيش اللبناني المنتشرين جنباً إلى جنب في المناطق الجنوبية، هو مساس بأمن لبنان واستقراره، وخدمة مجانية تقدم إلى إسرائيل التي لا تزال تعيش مرارة اندحارها في عدوان تموز، وتتحين الفرص للانتقام مرة جديدة من لبنان».
وبعد اللقاء، رأى رعد أن قرار لحود في شأن الأوضاع «أمر يحتفظ به لنفسه في هذه المرحلة، لكن لدينا انطباع بأن الخيار الذي سيقدم عليه هو خيار دستوري ويرضي ضميره ويحقق الحفاظ على مصالح لبنان واللبنانيين». ونفى وجود تباين بين أركان المعارضة في خيار الحكومة الثانية «وليس هناك موقف نهائي حتى الآن، إنما هناك إصرار من المعارضة بكامل أطيافها على أن يكون المخرج دستورياً».
ورأى أن إعلان اعتقال أحد قياديي الحزب في العراق «من الأكاذيب والادعاءات التي يعتمدها الأميركي دعائياً من أجل تحريض الرأي العام وتشويه الحقائق». كما رأى أن مغادرة العديد من نواب الأكثرية إلى الخارج «مؤشر إلى إفلاس الأكثرية وعجزها عن حكم البلد وتأمين مستلزمات الحياة فيه ومقوماتها».
وعن قول النائب وليد جنبلاط إن نصر الله يريد إضعاف اليونيفيل للقيام بمغامرة جديدة، قال: «إن الذي يريد إضعاف اليونيفيل، هم الذين يشكلون مغناطيساً يسحبون القوى التي يريدون التخلص منها في العراق، لتخفيف مأزقهم»، مؤكداً أن اليونيفيل «تتحرك في بيئة شعبية تحرص على العلاقة الإيجابية وتحفظ الدور النبيل لمهمتها».
وعن انتخاب رئيس جديد للجمهورية «خارج الأصول الدستورية»، أمل «ألا نقع في التداعيات التي ستنجم عن مثل هذه المغامرة في ما لو حصلت لا سمح الله، لكن نحن نبحث بالإبرة عن نقطة ضوء نخرج عبرها لبنان إلى ساحة السيادة الحقيقية والعمل الدستوري».
ورداً على سؤال عن كيفية انتهاء أحداث مخيم نهر البارد، قال: «نحن نقف إلى جانب الجيش ونؤكد دعمنا له، ونعتقد أنه قد استطاع المحافظة على هيبته واستعاد المبادرة بالكامل، ويجب أن تحصل محاكمة عادلة للمعتدين عليه وتنتهي هذه المهزلة».
وتسلم لحود رسالة خطية من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني نقلها إليه القائم بالأعمال القطري أحمد الكواري، شكره فيها على دعوته لزيارة لبنان، واعداً بتلبيتها في موعد يُحدَّد عبر القنوات الدبلوماسية. كما أعرب عن تمنياته أن ينعم لبنان بالأمن والاستقرار والمزيد من التقدم والرخاء.
وحمّل الكواري تحياته لأمير قطر، شاكراً «الاهتمام الدائم الذي يبديه تجاه لبنان واللبنانيين، والدعم الذي يقدمه للإسهام في إزالة آثار العدوان الإسرائيلي الأخير على المدن والقرى الجنوبية. وقدّر ما تحقق في هذا المجال على الصعيدين الإنمائي والإعماري، إضافة إلى متابعته الدقيقة والمستمرة لحاجات الجنوبيين، ولا سيما في القرى والبلدات التي استهدفها العدوان الإسرائيلي في تموز الماضي».
واستقبل أيضاً رئيس جامعة الحكمة المونسنيور جوزيف مرهج.
إلى ذلك، وجهت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية كتابين إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء أبلغتها فيهما أن رئيس الجمهورية يرى أن الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء يوم السبت المقبل «مخالفة للدستور وتعتبر منعدمة الوجود»، وأن 35 مرسوماً نُشرت في الجريدة الرسمية «لا يمكن اعتبارها نافذة أو تؤسس لأي نتائج قانونية».
(وطنية)