strong> نادر فوز
عاد مساء أمس عدد من النساء والرجال ليحتلّوا زوايا الجامعة الأميركية في بيروت، بعدما مضى على تخرج البعض منهم أكثر من خمسين عاماً، أو بالحدّ الأدنى خمس سنوات. تبادلوا القبل والأحاديث، وربما ذهب بهم الحنين إلى الأيام الجامعية التي تقاسموا خلالها «الحلوة والمرّة»، فعادت بعض الأحداث إلى ذاكرتهم، وهبّت صرخات المفاجأة لدى لقاء زميل ما.
وقد حضر الرئيس الدكتور سليم الحص «لقاء خريجي الجامعة الأميركية في بيروت» لسنوات 1952، 1957، 1962، 1967، 1972، 1977، 1982، 1987، 1992، 1997 و2002. وركّز رئيس الجامعة الدكتور جون واتربوري على التحديث الذي شهدته الجامعة، عبر مركز هوستلر للطلاب ومبنى الـCCC للأبحاث العلمية، إضافةً إلى المقرّ الجديد لكلية سليمان عليان ومجمّع راي إيراني ـــ أوكسيدانتال الهندسي وورش تجديد الصفوف ومختبرات الجامعة. وتحدث واتربوري عن إعادة إطلاق برامج الدكتوراه الأكاديمية، في سبعة حقول، إذ إنّ «مبادرات عدة أبصرت النور في السنوات الأخيرة لتعزيز تفاعل الخريجين مع جامعتهم. وطالب واتربوري الحاضرين بتقديم دعمهم ومساهمتهم لتمكين الجامعة من مواجهة التحديات القائمة.
وفي نهاية كلمته، قدّم الرئيس الحص، فأشار إلى أنّ الأخير نال شهادتي البكالوريوس والماجستير في الاقتصاد والأعمال من الجامعة الأميركية في بيروت، ليحوز بعدها شهادة الدكتوراه من جامعة إنديانا في الولايات المتحدة الأميركية. ووصف واتربوري الحص بأنه «أكثر السياسيين اللبنانيين تمتعاً بالاحترام لعلاقاته المتساوية بكل الأطراف»، مشيراً إلى أنّ الحص بقي عضواً في مجلس أمناء الجامعة من عام 1992حتى عام 2002 حيث عُيّن عضواً فخرياً في المجلس.
أما الحص فاستهلّ كلمته في السياسة، فجدد طرحه لحلّ الأزمة الحالية في لبنان المتمثلة بتأليف حكومة وحدة وطنية، «رغم أنّ الانقسام السياسي يصيب المجتمع السياسي بأطرافه كافة».
وأشار الحص إلى أنّ الأزمة في لبنان «بدأت مع إصدار الأمم المتحدة للقرار 1559 بعد تمديد المجلس النيابي اللبناني في اليوم التالي ولاية الرئيس إميل لحود». وتناول الأحداث الجسيمة التي توالت على لبنان منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري والتظاهرات العنيفة وانسحاب الجيش السوري»، إضافةً إلى مقاطعة حزب ذات وزن كبير من الحكومة، «ما سبّب أزمة وزارية» وأخيراً الحرب الإسرائيلية على لبنان.
واستعاد الحص بعض الأيام في «الأميركية»، وقال إنه، متخرّجاً في الاقتصاد والأعمال، تعلّم السعي «إلى زيادة الربح إلى أقصى حد ممكن»، إلا أنه أدرك أنّ الشخصية العاملة في القطاع العام تفقد صدقيتها «إذا سعت وراء المنفعة الذاتية». وأشار الحص إلى أنه خلال فترة دراسته كان يشعر بتفاؤل كبير لمستقبل لبنان، أما اليوم فيأمل أن «يعود، بعون الله، الاستقرار والسيادة والمجد والازدهار إلى لبنان».
واستذكر الحص أيامه، وهو أستاذ في دائرة إدارة الأعمال حين كان أستاذه سعيد حمادة، رئيس الدائرة يلحّ عليه على أن يكمل تعليمه ويحصل على الماجستير، ثم الدكتوراه بمساعدة روكفلر. وأشار الحص إلى افتخاره بالـAUB، «منارة العلم والمعرفة»، التي أسهمت في إعطاء لبنان قيمةً استراتيجية تتخطى موقعه الجغرافي وحجمه الديموغرافي. وختم الحص كلمته لافتاً إلى أنّ قدرات لبنان «جعلت اللبنانيين يحلمون بتشكيل سوق عربية موحدة يكون عاصمتها لبنان».
وبعد كلمة الحص، توجّه المتخرجون إلى درج الويست هول، وأخذت كل دفعة متخرّجين صوراً تذكارية، مشابهة لتلك التي تصوّروها عند تخرّجهم.
ويستمر اللقاء اليوم وغداً، حيث سيجتمع الطلاب المتخرّجون، بحسب اختصاصاتهم، ليتشاركوا الأمور المتعلّقة بهذه الاختصاصات ومناقشة بعض القضايا المتعلّقة بها.