طرابلس ـــ عبد الكافي الصمد
  • «حزب الله»: العملية حصلت بقرار سياسي

  • «أنصار الحركة الإسلامية»: سلاح الفتنة لدى تيار «المستقبل»


  • تفاعلت عملية الدهم التي نفّذها عناصر تابعون لجهاز أمن الدولة ليل الخميس الماضي، لمكتب قديم تابع لرئيس «جبهة العمل الإسلامي» الداعية فتحي يكن، في محلة أبي سمراء بطرابلس، ومصادرة أسلحة وذخائر منه، إذ وجّه المستشارون القانونيون ليكن كتاباً إلى المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي والمدير العام بالوكالة لجهاز أمن الدولة العميد الياس كعيكاتي، طالبوا فيه جهاز أمن الدولة بكشف نتيجة العملية.
    وأشار الكتاب الذي وقّعه عن المستشارين المحامي رشيد كركر، إلى أنّه «بما أنّ عناصر من جهاز أمن الدولة قامت بمداهمة مكتب قديم في بناية البقسماطي بمنطقة أبي سمراء، كان يشغله الداعية يكن منذ سبع سنوات، وذلك ليل الخميس الواقع فيه 5/7/2007، وبما أن الجهاز المعني لم يُصدر أيّ بيان حول نتيجة المداهمة وما تمت «مصادرته» من المكان المذكور، وحيث إنّ بعض وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة قامت باستغلال هذه الواقعة استغلالاً سياسياً وفئوياً بشعاً، متخذة من الغموض الذي أحاط بعملية المداهمة ذريعة لشنّ حملات مسعورة من الافتراء والتحريض والتجنّي على رمز من رموز الإسلام في هذا البلد وخارجه، وعلى ركن أساس من أركان المعارضة اللبنانية، نخص منها فضائية «المستقبل» وجريدتها، إضافة إلى فضائية «العربية» ذات الخلفية والتبعية السياسية المعروفة، حيث عرضت على شاشتها برنامجاً خاصاً بالمداهمة ـــ جرى بثّه ليل السبت 7/7/2007 ــــ حبكت من خلاله عملية المداهمة بالعديد من جرائم الاغتيال التي شهدتها الساحة اللبنانية، بعدما ربطت ذلك بخلفية «تنظيم فتح الإسلام وتنظيم القاعدة»، بما يوحي بأنّ الداعية يكن يقف وراء كلّ ذلك!، لهذه الأسباب وغيرها نطلب من جهاز أمن الدولة إصدار بيان توضيحي عن عملية المداهمة يضع الأمور في موضعها، ويعيدها إلى حجمها ونصابها، ويوقف هذا الاستغلال الإعلامي الرخيص المبتذل عند حدّه، محتفظين بحقنا في مقاضاة الوسائل الإعلامية المذكورة ومن يقف وراءها في الداخل والخارج».
    على صعيد متصل، دان «أنصار الحركة الإسلامية» في طرابلس في بيان لهم أمس وحمل الرقم واحد، «الأسلوب الهابط» الناجم من مداهمة الشقة، واعتبروا أنّ عملية الدهم «لإحدى الشقق المهجورة التي كانت تُستخدم من قبل يكن منذ سنوات مكتباً للعمل الاجتماعي والاستشارات الدعوية، تحمل في طياتها رسالة سياسية بامتياز من قبل السلطة، نتيجة مواقف يكن الصريحة والشجاعة في زمن تسيطر على العديد من الرموز السنّية في لبنان لغة التخاذل والتأجيج الطائفي، وسياسة المضي قدماً في سلخ لبنان عن محيطه العربي، وقتل روح المقاومة لدى هذه الطائفة خدمةً للمشروع الأميركي».
    ورأى البيان أنّه «أمام هذا الحدث الذي يذكّرنا بالواقع السياسي المرير في العديد من الدول العربية، حيث الحياة الأمنية وحالات الطوارئ تسيطر على تلك الأقاليم، في ظلّ غيابٍ تام للأطر القانونية والأعراف المعمول بها، كان باستطاعة الجهاز الأمني المعروف أن يراجع مكتب النائب السابق الداعية الدكتور فتحي يكن، ووضعه في أجواء المعلومات التي وردته، ما دام يكن معروفاً بأنّه رمز للاعتدال الإسلامي، وامتلاكه السلاح كحال العديد من السياسيين في البلد لا يشكّل فزّاعة أمام أجهزة الدولة، بل إنّ هذا السلاح هو من بقايا العمل المقاوم الذي أسّسته «الجماعة الإسلامية»، والذي رفع رأس اللبنانيين والعرب باندحار العدو الإسرائيلي عن
    لبنان».
    وأشار البيان إلى أنّ «نوعية الأسلحة التي تمّ العثور عليها هي عبارة عن بقايا ذخائر قديمة غير قابلة للاستعمال، لدرجة أنّ الجهاز الأمني المعروف خجل من عرضها أمام شاشات وسائل الإعلام»، معتبراً أنّ «التضخيم الإعلامي لهذا الخبر الباهت من قبل وسائل إعلام تيار المستقبل، يُفقد الثقة لدى العديد من اللبنانيين بها، إذ إنَّ سلاح الفتنة الموجود لدى أنصار تيار المستقبل ينبغي أن يكون مدعاة قلق لدى أجهزة الدولة الأمنية».
    وطالب البيان «المرجعية الدينية السنّية التي من المفترض أن تكون محايدة جرّاء الصراع السياسي القائم في البلد، بأن تضع حدّاً لتجاوزات تلفزيون «المستقبل» وصحيفته، المتمثلة بالرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرموز الإسلامية العالمية والشعائر الدينية (كالرسم الكاريكاتوري الذي يستهزئ باللحية والوارد في العدد الصادر بتاريخ 6/7/2007)».
    واختتم البيان بإشارته إلى «تململ العديد من أبناء الطائفة السنية إزاء ما يمارَس بحقها من حملات إعلامية وأمنية من قبل الأجهزة التي تعمل بقرار تيار المستقبل»، محذراً من أنّ ذلك «ستكون له آثار جلية إزاء أي استحقاق ستشهده البلاد».
    إلى ذلك، رأى «حزب الله»، في بيان أمس، أن اقتحام شقة يكن «كان يمكن أن يكون حادثة عابرة، لكن التوظيف السياسي والإعلامي الوقح الذي اعتمده فريق في السلطة خلال الأيام الماضية، يؤكد بما لا يقبل الشك أن عملية الدهم هذه حصلت بقرار سياسي، وأن هذا الفريق يستخدم كل مؤسسات الدولة وأدواتها لترهيب المعارضين أو محاصرتهم والضغط عليهم». وأكد أنه «فشلت في الماضي كل أساليبهم واتهاماتهم وحملاتهم الإعلامية المغرضة، وبعض ألسنتهم غير المؤدبة، من أن تنال من مكانة سماحة الشيخ الدكتور فتحي يكن وعزيمته وموقعه الإسلامي والوطني الكبير. وهذا سيكون مصير هذه الحملة الجديدة».