عميق ــ نيبال الحايك
تستقطب منطقة عميق ـــــ الست شعوانة عند سفوح جبل الباروك الشرقية الكثير من الزوار الذين طالت «غيبتهم» عن سهل البقاع، فالمنطقة تتميز بجمال طبيعي وبيئي أخّاذ يسحر كل من يزور المنطقة بالتمتع بالجلوس وتناول الطعام في الهواء الطلق تحت اشجار السنديان التي تحرص مرجعية مزار الست شعوانة الديني على الاهتمام بها والحفاظ عليها وحمايتها من أيادي العابثين.
ففي نهاية كل اسبوع، ومع بدايات فصلي الربيع والصيف، تتحول منطقة عميق ـــــ الست شعوانة الى مساحة تكتظ بالمتنزهين ومحبي الطبيعة من مختلف المناطق البقاعية وجبل لبنان ومن الجنوب، فللمقام الديني، او مزار الست شعوانة، اهمية قصوى عند لبنانيين يأتون لإيفاء «نذر» اضافة الى «استغلال» الزيارة الدينية بحفل شواء في الهواء الطلق.
ومع تصاعد التوتر الامني في البلاد، تحول محيط المزار وعميق الى مكان اكثر هدوءاً وأمناً يجذب الباحثين عن «ترفيهط نفسي ومعنوي بعيداً عن «القلق» الناجم عن التفجيرات المتنقلة في لبنان على حد قول سليمان العيسمي الذي جاء مع عائلته وأصدقاء للتمتع بالطبيعة والابتعاد عن «ضجيج» شاشات التلفزة التي «تحارب اكثر من السياسيين»، ويضيف: «هنا في الست شعوانة نجد الراحة والطبيعة الجميلة، ومن حقنا أن ننعم بالهدوء، وهنا نجد الأمان»!
ومنطقة عميق ـــــ الست شعوانة هي أيضاً نقطة جذب لمطربين ومطربات لتسجيل أغانيهم المتنوعة «فيديو كليب»، كذلك يراها بعض التجار المتجولين في البقاع «سوقاً لعرض بضائعهم ومشروباتهم وبعض المؤكولات». ويقول السيد يوسف الذي ينتظر زبائنه من «أحد إلى أحد» إنه يأتي لعرض «اللعب والحلي وأشرطة الأغاني لجميع المغنين العرب». لكنه يشكو من تراجع حركة المبيع مقارنة بالأعوام السابقة: «الحركة خفيفة، والبيع أقل من السابق، فكل يوم أحد أعرض البضاعة بسيارتي من الساعة السادسة صباحاً حتى الخامسة عصراً»، فيما يوضح زميله رمزي الذي يعرض بضاعته يومي السبت والأحد، أن «زبائننا أصبحوا معروفين ونلتقي بهم كل سبت أو أحد، لكن المبيع قليل جداً».
أما أبو هيثم الذي يقصد منطقة «الست شعوانة» طلباً للراحة والاستجمام والهدوء الذي تتميز به هذه المنطقة البقاعية، فهو يجتمع مع عائلته وأصدقائه كل يوم أحد و«نُعدّ اللحمة والتبولة، والنرجيلة، ونأتي الى هذا المكان الذي يشعرني براحة البال والسعادة بعيداً عن التلفزيون»!.