رأى تكتّل «التغيير والإصلاح» أن اللقاء الذي ستستضيفه فرنسا في سان كلو، نهاية هذا الأسبوع، يمثّل «خطوة في سياق التوجه الفرنسي الجديد الهادف إلى مساعدة لبنان على حلّ أزمته وتحصين وفاقه الداخلي»، و«خطوة تاريخية على صعيد عرض الرؤى المختلفة لكل الأطراف بحضور دولي»، داعياً الى ضرورة التعاطي مع هذا اللقاء بـ«جدية ومسؤولية وانفتاح»، لأن النجاح هو بمثابة «الخطوة التمهيدية على طريق السعي إلى إيجاد حلّ لبناني ـــــ لبناني للأزمة القائمة، بمعزل عن التدخلات والإملاءات الخارجية».ولفت التكتل في بيان له عقب اجتماعه أمس برئاسة النائب ميشال عون الى أنه درس ملف تقديم الطعن في الانتخابات الفرعية في المتن وبيروت، من منطلق «حق المتنيين والبيروتيين في نهج تأمين استمرارية تمثيلهم في المجلس النيابي، في إطار الحرص على المشاركة الوطنية، وإزالة أي ثغرة أو خلل أو عيب يمكن أن تتّخذ مستقبلاً كمستند للطعن في دستورية أو قانونية هذه الانتخابات الفرعية، إضافةً الى الحرص على عدم تجاوز صلاحيات رئاسة الجمهورية»، موضحاً أن هدف تقديم الطعن لا يمتّ الى «التعطيل أو المواجهات السياسية» بأي صلة.
وإذ ثمّن التكتل «الشهادات والتضحيات التي يبذلها الجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب الدولي، على مختلف الأراضي اللبنانية»، استغرب «تلكّؤ حكومة الأكثرية عن القيام بحملة تحركات عربية ودولية لاستقدام الدعم المادي اللازم للمؤسسة العسكرية الوطنية التي تخوض مواجهة تعني العرب والعالم بمقدار ما تعني لبنان، فيما تكتفي هذه الحكومة بإغداق الدعم النظري للجيش الذي يزداد عديد قافلة شهدائه يوماً بعد يوم».
ورداً على أسئلة الصحافيين، لفت النائب ابراهيم كنعان الذي أذاع البيان الى أن «تفاهماً» حصل بين عون والنائب سعد الحريري، خلال الاتصال الذي جرى بينهما، على «أن تكون هناك متابعة بعد عودة الحريري من باريس».
وعن لقاء باريس، أشار كنعان الى أن «لا جدول أعمال محدّداً، لكنْ هناك موضوعان مهمّان: الأزمة الدستورية الداخلية وأزمة النظام، والموضوع المتعلّق بالتجاذبات الإقليمية والدولية التي تؤثر على الساحة اللبنانية»، مضيفاً: «من خلال هذين الموضوعين، تتشعّب مواضيع عدة أخرى. نحن جاهزون ونملك رؤية كاملة نعبّر عنها دائماً، ونملك نية واضحة لتحقيق التقارب والتفاهم».
وفي إطار قراءة التكتّل للمؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أمس، قال كنعان: «نحن كتكتل نمثّل المسيحيين في النظام، ونحن سجّلنا رأينا ونحترم رأي الآخرين. حقوق المسيحيين مقدّسة كحقوق باقي الطوائف وهي من الثوابت الوطنية، ولا أظن أن أحداً في لبنان لا يرى أن المسيحيين مهمّشون اليوم، الأمر الذي يظهر جلياً في القوانين الانتخابية المتعاقبة منذ 16 سنة وتكوين السلطة والممارسات التي عدّدتها الكنيسة»، و«من يستغلّ ملف التهميش المسيحي، سياسياً، هو من يتجاهل هذا الموضوع... أما المطالبة بحقوق دستورية وميثاقية فليست باستغلال، ونأمل أن يصدر موقف مسيحي واحد وموّحد يناشد تحقيق التوازن والشراكة في السلطة».
ورداً على سؤال عن عدم اهتمام الوزير مروان حمادة بالطعن الذي سيقدّمه التكتل أمام مجلس شورى الدولة، تساءل كنعان: «هل المطلوب اليوم اختصار مجلس شورى الدولة، المرجعية الوحيدة الباقية التي تسمح للمواطن اللبناني بمراجعة الدولة حيال خلاف ما؟.. علماً أنهم قد يكونون اختصروا القضاء في السنتين الماضيتين وغيّبوا المجلس الدستوري».
(الاخبار)