البقاع ـ نيبال الحايك
أكثر من 753 فلسطينياً من مختلف الأعمار ينتظرون في سهل البقاع منذ قرابة شهرين «ساعة» الصفر للعودة «شمالاً» نحو مخيمهم في البارد. فرحلة التهجير القسري أتعبتهم ولم يعودوا يستطيعون البقاء في تهجير يومي، من منزل فلسطيني استضافهم إلى منزل آخر يستضيفهم. فهم منذ أن تهجروا في ترحال يومي، يتابعون خلاله التطورات الأمنية في مخيمهم ويصلّون من أجل العودة التي طال انتظارها أكثر من انتظار العودة إلى فلسطين، على حد تعبير أبو عصام!
يتجمع مهجّرو البارد، إلى البقاع، صباح كل يوم في المركز الثقافي الفلسطيني في سعدنايل. يمضي الرجال نهارهم يتحدثون ويتبادلون المعلومات ويحللون أسباب إطالة أزمة تهجيرهم، وليلاً يتوزعون حسب جداول منظمة عند أقرباء أو أصدقاء أو أهل في «الشتات». ويصف عبد الله طه حسن (38 عاماً) حالتهم بأنها «موجعة ولم نعد نستطيع الانتظار أكثر»، متهماً «حكومة السنيورة» بأنها «وجدت في ما يسمى فتح الإسلام ذريعة لتدمير المخيم وتهجيرنا إلى أماكن أخرى». ويرى علي حسن ـــ المدرّس في الأونروا في البارد ـــ أن الجميع «اتفق علينا وعلى تدمير المخيم»!
يشكو مهجرو البارد في البقاع من غياب «المساعدة»، ويقولون إن المنظمات الأهلية الفلسطينية واللبنانية في المنطقة «هي الوحيدة التي تتابع وضعنا مع بلديات القرى التي قدمت لنا مساعدات». ويقول أبو عصام «لا أحد من الجهات الرسمية الفلسطينية أو اللبنانية أو الأونروا سأل عنا». ويوضح عضو اللجنة الشعبية في مخيم البارد محمود حسين قائلاً: «إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فسنضطر إلى تأليف لجنة تتابع شؤون المهجرين من البارد إلى البقاع الأوسط»، معرباً عن اعتقاده بأن «الأزمة ستطول».
ويلفت عثمان طه حسن إلى أن «وضعنا أصبح أكثر مأسوية، وسنقوم بتحركات واعتصامات إذا بقينا في طيّ النسيان»! متحدثاً عن «خطوات تصعيدية» إذا «لم نعد إلى البارد حتى لو كان مدمراً، وسننام على الرماد لأنه يبقى أفضل من التهجير ولأننا تعبنا كثيراً»!
ويقول المشرف على المركز الثقافي الفلسطيني في سعدنايل عبد الله إن «وضع المهجرين من البارد هو قضية سياسية ولم تعد أمنية»، آملاً بإنهاء الأزمة سريعاً و«نرفض كل المشاريع التي تساق وتحضّر لشطب حق العودة» من دون أن يوضح ما إذا كان حق العودة إلى فلسطين أم إلى البارد! وطالب كامل بوقف «شلال الدم القائم في نهر البارد، والمطلوب وقفه بأسرع وقت لأنه كفانا تهجيراً»!
المهجرون الفلسطينيون من البارد الى البقاع أعلنوا رفضهم لظاهرة فتح الإسلام التي تشكل خطراً حقيقياً على لبنان والشعب الفلسطيني عامة، على حد قول كامل الذي طالب بحل سياسي وقضائي لأزمة البارد، يقوم على وقف إطلاق النار وعزل ظاهرة فتح الإسلام وتأليف قوة أمنية فلسطينية في المخيم.