strong> فاتن الحاج
ينخرط 200 معلم ومعلمة في دورة شهداء الوعد الصادق لتأهيل الأساتذة الذين لم يتسنّ لهم الالتحاق بدورات تدربيبة من جهة، والمتخرّجين الجدد الذين ينوون الدخول إلى ملاك التعليم قريباً. يشرح عضو تجمع المعلمين في لبنان غالب نصّار هدف الدورة المتمثّل في تأمين الحد الأدنى من المعارف التربوية الأساسية في علم النفس التربوي والإدارة الصفية وغيرها، وإعداد المعلم ليكون عارفاً بدوره التعليميّ، وممتلكاً لمهارات تخوّله الدخول إلى الصف. وتستمر الدورة أسبوعين يخضع خلالها المتدرّبون إلى مجموعة محاضرات وثماني ورش متخصصة تطال الأساتذة وحادقات الأطفال والنظّار والإداريين، على أن تتضمّن كل ورشة 20 ساعة تدريب. ويدفع كل مشارك 100 ألف ليرة لبنانية عن 40 ساعة تأهيلية. وينفي نصار أن تكون هناك شروط خاصة أو معايير معينة للاشتراك في الدورة سوى أن يمتلك المتدرب شهادة في أحد الاختصاصات أو أنّه يمارس المهنة في إحدى المدارس وخصوصاً الإفرادية منها. ويشير إلى «أننا أعلنّا عن الدورة، قبل شهر على الأقل»، لافتاً إلى أنّ المدربين أساتذة وباحثون تربويون من أهل الاختصاص. ويوضح نصار أنّ التجمّع سيختتم الدورة في حفل تخرج يقيمه في الثاني من آب في قصر الأونيسكو، يكرّم خلاله المعلمين الشهداء وعددهم 14 شهيداً.
وحضر أمس نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بصفته مربياً، ليحاضر في الجلسة الافتتاحية عن آداب المعلم والمتعلّم في رسالة الحقوق للإمام زين العابدين بن علي. إلاّ أنّ مشاركة وسائل الإعلام دفعت قاسم إلى تخصيص 10 دقائق للحديث في السياسة، ليكون «لكل واحد منكم حصة في هذا اللقاء».
استهل قاسم محاضرته بالتأكيد على الارتباط بين العلم والإيمان «لا من أجل أن نحاكم العلم بمنطق الإيمان، بل ليستخدم العلم في مصلحة الإيمان». واستعان بآيات قرآنية وأحاديث نبوية وأقوال للإمام علي بن أبي طالب في الحديث عن حق المتعلم ومسؤولية المعلم في أن يكون موضوعياً في أثناء التعاطي مع المتعلم وأهمية تمتعه بمقومات فكرية لتحقيق الجدوى من التعليم الذي «هو عبارة عن حالة عطاء وإحسان وتفاعل وإنسانية وأخلاق».
وينطلق قاسم من رسالة الحقوق للإمام زين العابدين بن علي، فيتوقف عند المواصفات التي يجب أن يتحلى بها المعلم وهي أن يختزن العلم ويشفق على من يعلّمهم (مقام الخازن الشفيق)، وأن يكون صابراً ومحتسباً، ويمتلك الحلم بمعنى أن يتحمل ولا يقوم بردود أفعال لها انعكاسات سلبية، إضافةً إلى أهمية أن يكون عادلاً، فلا يكون البغض الذي يكنّه للمتعلم سبباً في عدم العدل. ورأى قاسم ضرورة أن يكون المعلم متواضعاً في سلوكه كي لا يضيع الحق بالباطل.
من جهة ثانية، دعا قاسم إلى التعديل في أسلوب التعامل مع المتعلم في المراحل العمرية المختلفة، مطالباً المعلمين المشاركين بتحصيل ثقافة عامة عن التربية وأسسها، واكتساب المعرفة بالطرق والأساليب التربوية الملائمة للشخصية والإلمام الإجمالي بالأوجه المرضية للنمو والمشاكل النفسية والتربوية، ودراسة الواقع الاجتماعي الذي يحيط بالولد، فضلاً عن تحديد الأهداف التي نريد تحقيقها ووضع الآليات المناسبة لها وتقويمها بشكل دائم.
وفي السياسة، لفت قاسم إلى أنّ الحركة الأميركية لم تتوقف هذا العام لزرع انتصار سياسي لم يتحقق بالمعركة العسكرية ضد لبنان، مؤكداً «أنّ ما فعله فريق السلطة من تعطيل للحياة الدستورية والسياسية كان مواكباً للرغبة الأميركية». وشدد على أنّ المراهنة على «تقطيع» الوقت للوصول إلى الاستحقاق الرئاسي مراهنة خاطئة، داعياً إلى القبول بالمشاركة والتحضير معاً لانتخابات هادئة، كي لا نقع في فراغ دستوري حقيقي.