strong> راجانا حميّة
لم تكن المصادفة هي من أوصلتها إلى المركز الأوّل في لبنان في «العلوم العامّة»، فالتلميذة في مدرسة أمجاد سلوى موسى خطّطت مسبّقاً «للاستيلاء» على المركز وكسبت الرهان، وإن كانت حتّى الآن تتساءل عن سبب «سرقة» لجنة تصحيح المسابقات ثلاثة أرباع العلامة من علامة مادّة الكيمياء. سلوى، ابنة الثامنة عشرة، تلقّت نتيجتها كما الباقي من الرفاق «من دون شوشرة»، فهي ليست المرّة الأولى التي تحتلّ فيها المراكز الأولى في الامتحانات الرسميّة أو العادية، إذ حلّت في المرتبة الخامسة في لبنان في امتحانات الشهادة المتوسّطة «البريفيه»، والأولى في امتحانات الصفوف العادية...إضافةً إلى إعفاءين في صفي الأوّل والسادس أساسي. انطلقت سلوى في مسيرة «المراتب الأولى» منذ كانت في المرحلة الأساسيّة، غير أنّ والدها لم ينتبه لابنته، إلاّ في الصف النهائي من المرحلة المتوسّطة. عندما أنهت «البريفيه»، حاول والد سلوى كثيراً لتسهيل نقلها من المدرسة الرسميّة التي كانت تدرس فيها، إلاّ أنّ محاولاته باءت بالفشل، فالمدرسة لم تكن لتتخلّى بسهولة عن سلوى، وبقيت فيها حتى الثانوي الأوّل، إلى أن طالبت بها مدرسة «أمجاد». في أمجاد، خطفت سلوى الأضواء، فاهتماماتها تعدّت ساعات الدراسة، فكانت تستغلّ أوقات فراغها في إعداد الأبحاث الأدبية والفلكيّة التي تطمح للتخصّص فيها مستقبلاً في الجامعة. وكانت أعمالها الإضافية تحظى أيضاً بمرتبة الشرف في المدرسة، وبالتالي تُعرض في غالبيّة الأحيان أمام التلامذة وفي النشاطات. ولم تتوقف نشاطات سلوى عند حدود الأبحاث الفلكيّة، فـ «عاشقة» الفضاء والفيزياء، أفردت حيّزاً للقصص والروايات، فكانت تقضي وقتها الباقي عقب الانتهاء من دروسها، غارقة في رسائل «جبران خليل جبران» وغزل «نزار قبّاني». عاشقة الأدب والفضاء و«كل اللي بيطلع بطريقي»، نالت في الامتحان الأخير 533 علامة من أصل 570، رغم أنّها لم تنذر وقتها كاملاً للتحضير. وتلفت سلوى إلى أنّها لم تكن مرهونة للدرس، بل إنّها خلال شهر التحضير للامتحانات، تجد نفسها متأرجحة بين دوامين، «دوام عادي من 5 إلى 6 ساعات، عندما أشعر بأنّني قادرة على الدراسة و«دوام استثنائي بين الساعة والساعتين، في حالات التعب وفقدان التركيز». وما بين هذين الدوامين، كانت سلوى توزّع وقتها بين «التشاتينغ» وزيارة الأصحاب ومشاهدة الأفلام الوثائقيّة عن الفضاء والنوم. والآن، عقب صدور النتيجة، بات حلم سلوى بالفضاء أكبر من حدود الأبحاث، وقد باشرت التفتيش عن حلمها في الجامعات، وقدّمت إلى الآن طلبات إلى كلّية الهندسة في الجامعة اللبنانية، كما أنّها تستعد للتقديم في جامعتي القديس يوسف والأميركيّة في بيروت في اختصاص الفيزياء الفلكية... أو الطب بناءً على رغبة الوالد. ولأنّها وصلت إلى ما خطّطت له، أهدت سلوى نجاحها إلى المدير والهيئة الإدارية في أمجاد التي حرصت على دعمها خلال الفترة التحضيرية، ومنحتها الثقة.