strong>باسكال عازار
المخدرات آفة منتشرة في المجتمع اللبناني بين مروّجين لها ومستهلكين، إذ لا تخلو الصحف اليومية من أخبار إلقاء القبض على مواطنين لهم علاقة بهذه الآفة. وقد ميّز القانون اللبناني بين التاجر والمستهلك، فنصّ في المادة 127 على أن «يعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات وبالغرامة من مليونين إلى خمسة ملايين كل من اشترى كمية ضئيلة من المخدّرات بقصد التعاطي». كما يعاقب القانون في المادة 126 «بالأشغال الشاقة المؤبدة وبالغرامة من 25 إلى 100 مليون كل من باع أو روّج هذه العقاقير لشخص آخر».
وفي هذا السياق، حكمت محكمة الجنايات في جبل لبنان على كرم ج. (31 سنة) ومحمد م. (27 سنة)، بالحبس لمدة ثلاث سنوات وبغرامة قدرها مليونا ليرة لبنانية للأول وثلاثة ملايين ليرة للآخر، وذلك لتعاطيهما المخدرات. كما حكمت على علي م. (27 سنة) غيابياً، بالأشغال الشاقة المؤبدة وتغريمه خمسة وعشرين مليون ليرة لبنانية وتجريده من حقوقه المدنية لاتّجاره بالمخدّرات وترويجها.
وجاء الحكم بعدما دهمت دورية من مكتب مكافحة المخدّرات المركزي في 1/12/2005 منزل المتهم كرم ج. في محلة حي السلم، بناءً على معلومات وردت إلى المكتب عن وجود كمية من المخدّرات في منزله. وقامت الدورية أولاً بتفتيشه جسدياً فلم تعثر معه على ممنوع، ثم فتشت منزله حيث عثرت على قطعة من حشيشة الكيف داخل البيجاما العائدة إليه، كما عثرت في المتّخت على كيس يحوي على حشيشة الكيف وعلى ورقة فيها كمية من الحشيشة أيضاً. وقد بلغ وزن الكميات المضبوطة
600 غرام.
اعترف كرم ج. لدى التحقيق معه أمام مكتب المخدرات بأنه يتعاطى الحشيشة منذ عشر سنوات وبأنه يحصل عليها من علي م. ويدفع له ما بين عشرة آلاف وخمسة عشر ألف ليرة لبنانية حسب الكمية. وبالنسبة إلى الممنوعات التي ضُبطت في منزله أفاد كرم أنه حصل عليها منذ شهر تقريباً من بلدة اليمّونة في البقاع، حيث كان قد ذهب بناءً على إشارة من علي الذي طلب منه أن يحضر بين نصف كيلو وكيلو حشيشة، حسب توافر الكمية، من دون أن يعطيه المال. فذهب كرم برفقة محمد م. إلى اليمّونة حيث حصل من رجل ملقّب بـ«أبو سيكو» على الكمية التي ضُبطت معه ودفع ثمنها 350 دولاراً. كما أعطى «أبو سيكو» محمد م. كمية من الكوكايين قام بتنشّقها.
وعندما سلم كرم الحشيشة إلى علي رفض الأخير أن يأخذها لاعتباره أنها غير صالحة، فحصل خلاف بين الاثنين دفع كرم إلى الاحتفاظ بالحشيشة لتعاطيها.
وكرّر كرم إفادته الأوليّة أمام قاضي التحقيق معترفاً بتعاطي المخدّرات نافياً ترويجها، ومؤكّداً أن المواد التي ضُبطت معه اشتراها للاستعمال الشخصي، وأنه أورد في التحقيق الأول أنه اشتراها للمتهم علي م. تحت تأثير الضرب. ولا يزال المتهمان محمد م. وعلي م. فارّين من العدالة.